هل الزواج مؤسسة علاجية؟
كتب بواسطة أحمد سالم
التاريخ:
فى : ليسكن إليها
2885 مشاهدة
ممكن توضح لنا معنى أن الزواج ليس مؤسسة علاجية؟
ج / من الأخطاء الكبيرة أن نتعامل مع الزواج على أنه مؤسسة علاجية.
أن تتزوجها لتساعدك على التخلص من عيب قبيح أو عادة سيئة أو إدمان مؤذي.
أن تتزوجيه ليعوضك عن فقد أبيك و قسوة أهلك أو تجاربك السيئة.
رغبة أحد الطرفين في الآخر بشرط أن يتخلص من مشكلة عنده، وبإذن الله هتجوزه وأخليه يغيرها.
كل تلك الخيارات هي مخططات جيدة جدًا للفشل لا غير.
الزواج علاقة تعاقدية تقوم على تبادل الحقوق والواجبات في إطار داعم من المودة والتراحم والتبادل الواعي للتنازلات.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه إزاحة الحقوق والواجبات للهامش، ومعناه اعتبار التنازلات حقوقًا مكتسبة لا يجب مقابلتها باحترام وتقدير وتنازلات مقابلة.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه الكف عن تقييم شريك العلاقة بناء على قيامه بحقوقه وواجباته والبدء في تقييمه بصورة نفعية متعلقة بمرضك الذي تريد الشفاء منه.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه أن يتحول مرضك لمصنع للتبريرات التي يتم على أساسها إهدارك للقيام بحقوقك، وأن تتحول مشاكلك لعبوات تنسف كل المطالب المشروعة لشريكك، فلا صوت يعلو فوق صوت معركة علاجك بما فيه صوت الحقوق المهدرة والواجبات المضيعة.
تحويل الزواج لمؤسسة علاجية معناه أن جهود شريكك لإنجاح العلاقة معلقة بقدرتك على الشفاء وجهودك التي تبذلها للشفاء، والتي غالبًا ما ستكون جهودًا معدومة في ظل بنائك لعلاقة اعتمادية عليه ترجو فيها أن يقوم هو بعملك أنت أو عمل المعالج المختص، ويشفيك بعد تخليك عن تحملك لمسؤولية نفسك، مهما توهمت أنك تريده داعمًا ومشاركًا فالواقع أنك منذ ظننت أن الزواج موضوع للعلاج ومنذ انتظرته ليعالجك= قد تخليت عن مسؤوليتك في علاج نفسك والاستعانة بالعلاقات العلاجية الصحية.
ثم إن الناس لا يتغيرون لأجل أحد، وكل تغير نتج عن ضغط أحد فهو تغير مؤقت يزول بعد انتهاء قوة الدفع، التغير الحقيقي ذاتي ونابع عن جهد طويل وقلما يكون تغيرًا جذريًا، الذين يحتاجون إلى دفعة بسيطة للتغير ذلك يكون في المشكلات السطحية الشكلية، أما العالم الحقيقي لمعاركنا الذاتية مع عيوبنا ومشكلاتنا والذي تكون عبر سنوات من رسوخ الطبع والتربية= فمن المحال أن يتغير بعمل أحد غير صاحبه.
شريك العلاقة الزوجية الصحية المبنية على الحقوق والواجبات في الأساس= يقدم كنوع من التواد والتراحم نوعًا من الدعم المعنوي والمشورة والإرشاد عير المتخصص والنابع من المودة والحرص، قد تستعين بذلك في رحلة تعافيك التي ابتدأتها بدونه وستواصلها سواء دعمك هو أم لا، وهذا الدعم الذي لا يتورط فيه شريك العلاقة في دور المعالج، ولا يعد الزواج فيه هو العلاج= هو الدعم الذي ينفع ويُجدي ولا يضر العلاقة الزوجية المستقلة والتي ينبغي دائمًا أن تظل مستقلة بشروطها ولا تنتحل شخصية العلاقة العلاجية.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن