استحيوا من ملائكة الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ الله ينهاكم عن التعري، فاستحيوا من ملائكة الله الذين لا يفارقونكم إلا عند ثلاث حالات: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه، أو بحرم حائط، أو ببعيره.
عندما قرأت هذا الحديث تعجّبت كثيراً وخاصة وإنّ نساءنا وبناتنا باتت تستخف بأمور الدين. فكأنها نسيت أو كنها تناست أنّ الله يرى وأنّ ملائكته حاضرة دوماً تسجِل كل شيء. فملائكة الله يعرفون أعمال العبد ويعلموا إذا قد همّ بحسنة أو سيِئة. ولباس التعرِي هذا هو نوع من الأعمال السيئة.
والذي يدعو للتعجب أكثر وأكثر أن أكثر النساء والبنات تتسابق على هذا النوع من التعرِي وكأنها ستحظى بجائزة قيِمة غير مكترثة بماذا ستحظى بيوم الحساب. فتراها أصبحت ترتدي الثياب المفتوحة من الأمام أو الخلف، أو ترتدي الثياب الضيِقة الواصفة للجسم. بل أصبحت ترتدي الثياب القصيرة الكاشفة للساقين وقد تقصِره يوماً بعد يوم. أو حتى باتت ترتدي المايو أو لباس البحر. وباتت تعرض مفاتنها على الشاشة الصغيرة وتشارك في مهرجانات الجمال.. وتراها أيضاً ترتدي الحجاب الشفّاف أو القصير وتفتح عباءتها أو ترتدي العباءة الحريرية أو القصيرة. فإذا تطرَقنا إلى دور آباء وأمَهات تلك البنات والنسوة لدخلنا في موضوع آخر وهو مسؤولية الأهل تجاه أولادهم. والله يقول:﴿كلُكم راعﹴ وكلُكم مسؤولٌ عن رعيَته﴾. ولكن أين المسؤولية؟ وأين اهتمام الأهل؟ هل ربّوا أولادهم على دين الله؟. وألف سؤال وسؤال يراودنا هنا. ولكن لن نكثر الكلام في هذا الموضوع لأنه موضوع مهم ولا ينتهي الكلام فيه.
أما بالنسبة لموضوعنا الرئيسي: التعرِي، فلا بد لنا بأن نلاحظ أنّ بناتنا ونساءنا بتن لا يستحيين من العبد. فماذا ستفعل إذا علمت أن الله وملائكته تراها. ولكن هي أشد العلم بهذا الأمر ولكن الشيطان قد أغواها ودعاها للمعصية. وقال لها افعلي ما شئت فإنّ ربك كريم، وقد تفضّل عليك في الدنيا بالستر والعافية والخير الوفير، وسيفعل معك ذلك في الآخرة، فلا تخافي عذابه ولا عقابه، فهو كريم وربٌ رحيم، فكيف يعذِبك بذلك وهو غفّار الذنوب؟ هكذا يغويها ويغرّها بالله الغرور. فنعوذ بالله من شرّ الشيطان وشركه ومن تلبيسه وغشِه. فالله تبارك وتعالى غفورٌ رحيم حقاً ولكنه جلّ وعلا شديد العقاب خلق الجنة للمتقين وخلق النار للمجرمين..
إذاً بالرغم من أننا نعرض عليها أمور الدين ونظهر لها أفعال الشيطان نراها ما زالت تتسابق على التعرِي. فيا أختاه اتقي الله ولا تهملي الأمانة التي حملتها والتزمي بلباس العفة، لباس الحشمة ولباس الشر، لباس التقوى. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سيلط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات جميلات مائلات رؤوسهن كأسمنة النبت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وأن ريحها ليوجد من سيرة كذا وكذا". ومعنى كاسيات أي عاريات في المعنى فإذا لبست المرأة ثوباً رقيقاً أو قصيراً فهي عارية من الملابس وعارية من خشية الله وتقواه.
فأفيقي يا أختاه واتجهي إلى كتاب الله وطبِقي ما أمرنا به الله ورسوله. ودعينا جميعاً نساهم ونساعد في رفع راية الإسلام عالياً. فصوني جمالك وشرفك وإخوانك. وابدئي بالتسابق مع أخواتك لتحظي بالجائزة الكبرى ألا وهي الجنة. فالله غفورٌ رحيم قد أعدَ للمؤمنين جنّات عرضها السموات والأرض وقوله:﴿إن المؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات ...﴾
نسأل الله أن يهدينا ويهديكم ويثبِتنا على دينه، وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى له وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن