وعادت شمس رابعة
الأربعاء ، الحادي عشر من سبتمبر 2013
الأربعاء ، حين غابت شمس رابعة ، وحين أبيدت النهضة ، وحين قتلوا المروءة في عيون الجنود ، وحين أبكوا الوطن علي أحبائه
الأربعاء الدامي الحزين
حين يكلل الموت رؤوس الرجال
ويحصد أحلام الشباب
ويقهر براءة الفتيات
يوم الهزيمة الكبري
حين تنهزم الجيوش أمام إرادة المسالمين
وتقف عاجزة أمام جثة
جثة تحرقها خوفا منها
كنت أعجب لماذا يخافون الجثة
يحرقونها ، ويخفون معالمها ، ثم يخفونها ظنا منهم أنها ستخرج لتحاربهم ليلا ، حين ينتهون من الفض والقتل الذي لم ينتهي .
كنت أعجب من خوفهم
لكن كان عندهم كل الحق
فهذه حبيبة أراها في كل مظاهرة
وتلك أسماء الحبيبة تنتفض في رابعة الجديدة في كل شوارع مصر
وها هو الرضيع معتصم يبتسم في عليائه ويشير بكفه الصغير بعلامة رابعة ، إنه لم يعد يبكي ، ولم يعد يختنق ، ولم يعد يتألم .
وما زلت أسمع صوت شيخنا ينادي بينما هو مختنق : يا عشاق الشهادة : لكنه ينادينا هذه المرة بغير صوت مختنق ، ينادينا وهو الشهيد ، يا عشاق الجنة ، تلك هي الجنة ، رأيتها ، طيب ثمارها ، خصبة أرضها ، شممت ريحها ، يا عشاق الشهادة ، لا تخافوها فما أروعها ، إنها الحياة ...
وذلك هو عم فتحي يبتسم من بين الركام ليلقي علينا السلام ويقول لا تتراجعوا فلكنا معكم أحياء نرزق عند رب العالمين ، وقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا .
رأيتهم جميعا بعيني وقلبي ينتفضون معنا في كل خروج وفي كل وقوف يهتفون
سوف نبقي هنا
كي تزول المحن
سوف نحيا هنا
سوف يحلو النغم
هنا يقف محمود أمام الكشك الخاص به فخورا بجرحه النازف ، الغريبة انه لا يتألم ، يقف بجوار صورة قد احترق نصفها تقريبا ، صورة الرئيس ، ينظر محمد لممتلكاته التي تركها من هول ما رأي ، الرصاص والغاز من كل مكان لا تنقطع ، ينظر محمد لكل متاع الدنيا لديه ، وكل ما يملكه منها ، كشك به بعض صناديق المياه الغازية ، يقف حائرا ، هل يهرب من المعركة ، أم يستميت في الدفاع عنها بجسده الواهن ؟ لكن الهول شديد . هل يبقي أم يرحل .
هل يترك ما يملكه نهبة لمن شاء ؟ ينظر محمود حوله ليجد أن من حوله هم هؤلاء الأطهار الذين عرفهم بالميدان ، لن تضيع بينهم الأمانات ، بعد تردد يسرع محمود للهرب لتقنصه رصاصة غدر من ظهره ، فيقع بجوار أملاكه ، وها هو محمود يعود مع عم فتحي ، يقف بجرحه يحسب بكم باع وبكم اشتري . ربحت يا محمود ، بعت القليل وكسبت الكثير .
مساكين
قتلوا الجميع
حرقوا الجثث
جرفوها
أخفوها
وعادت الجثث لتشاركنا انتفاضة جديدة لن تنتهي حتي النصر أو النصر إن شاء الله
مساكين
غسلوا أيديهم بالدماء ، ودنسوا الأرض بالقتل ، وسطروا نهايتهم بغباء
لنهدأ قليلا ، ولنستجمع كل الذكريات
ولنودعها شوارع رابعة ، ولتكن كل أرض مصر رابعة ، ولتكن كل القلوب قلب أسماء ، حتي تهدأ في قبرها أسماء وتعود قريرة العين حيث تجتمع الحور لاستقبال الشرفاء
آه يا رابعة الصمود ما أطيب الحديث عنك و ما أطيب ذكراك
. . . . .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة