ابني.. وعدم مبالاته
المشكلة: ابني ذكي جداً، لكنه بنفس الوقت لا يرغب بفعل أي شيء، ينتقد كل ما يُعرض عليه من أنشطة ولا يُبدي أي تفاعل مع من حوله وما حوله... يكره الدراسة مع أنه حين يدرس يُبدع... فما العمل؟
الحل:
تقترحه عليك عميدة كلية التربية في جامعة الجنان د. ربى شعراني.
عزيزتي الأم:
سيدتي الكريمة مشكلتنا مع أبنائنا أننا لا نعرف أحياناً تحديد نوع الذكاء عندهم.. ندرك أنهم أذكياء ولكن لا نحسن التكهن في أي مجال يبدعون: المجال الأدبي، العلمي، الرياضي، اللغوي، الاجتماعي، وما إلى هنالك من مجالات شتى.. فنحصر بذلك مجالات نجاحهم على مقاعد الدراسة، فإن رسبوا في المدرسة أو تدنت علاماتهم حكمنا عليهم بالفشل المضني..
وفي الحقيقة هو فشل نظامنا التعليمي في إعداد منهاج مرن يستوعب عقولاً شتّى من الأطفال وفروقات فردية متباينة..
ويشارك الأهل بدورهم في تثبيت هذا الفشل عند إقرارهم بنتائج أطفالهم المدرسية المحبطة التي تثبط الهمم وتزعزع الثقة بالنفس..
لذا نؤكد هنا على ضرورة مراعاة حال كل طفل، فلكلٍ فرديته الخاصة تُسهم في بلورتها سماته الوراثية، منشؤه الاجتماعي والتربوي، وضعه الأسري..
وعلى المربي، في ظل غياب منهاج تعليمي واعٍ لقدرات أبنائه، دراسة استعدادات ابنه وميوله وتنمية مهاراته الفكرية..
سيدتي الأم:
إن ابنك ذكي، ولكن أنت من يدرك أي نوع من الذكاء يملك لتوجيهه نحوه، فتثيرين بذلك همّته نحو ما يحبّ..
وفي بعض الأحيان قد لا يدرك الطفل ما يهوى، فلا بأس أن توجهيه إلى نشاطات متنوعة يختار منها ما يستهويه من أنشطة رياضية، فنية، ثقافية، كشفية، صحية...
ولعل نوع الدراسة المدرسية قد أثقل عليه وحجب عنه متعة التعلم، فلا بأس من توجيهه نحو الدراسة المهنية وفق الفرع الذي يرغبه، وفي هذا تحفيز له وتوجيه نحو الدراسة التي تشبع رغباته وتسهل عليه حينئذٍ دراسته الجامعية..
قد يكون عدم مبالاة ابنك مع ما حوله أمراً وراثياً، ولكن على أية حال لا بد من معرفة ما يستهويه لتنجحي في إثارته وتحفيزه، وهنا يكمن سِرّ النجاح، فحبُّ ما يُقدِم عليه هو سر التفوق والإبداع..
فاستعيني بالله تعالى وتحاوري مع ابنك وكوني صديقة له، محطاً لأسراره، ملجأً في صعابه، محضناً للحب والحنان يغنيه عن أي محضن خارج البيت.. لعلك تستطيعين تفهم حاجاته وميوله، وتوجيهه نحو الأنشطة التي تستثيره وتتوافق مع ميوله ورغباته.
وفي النهاية لا يسعنا إلا اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالتوفيق والصلاح لأبنائنا.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن