رمضان ... مسار التغيير
ها هو هلال زينة الشهور يلوح في الأفق باسمًا، مستبشراً بترحيبٍ من قلوبٍ تهفو إلى لقائه وترنو إلى التجديد والتغيير فيه. ويسعَد الصغار برمضان أكثر من حبور كثير من البالغين, فكيف لنا نحن الآباء والأمهات أن نستغل هذه المنحة الربانية لتكون عونًا لنا في تربية أبنائنا؟ وليكون هذا الشهر بمثابة دورة تدريبية لنا ولأبنائنا في مسار الارتقاء في التجديد والتغيير الذي يحبه الله ويرضى به عنا؟
بداية لا بد من التذكير بأن الأطفال دون سن البلوغ ليسوا مكلفين بصيام رمضان كاملاً، لذا لا بد من التنبيه إلى ما يأتي:
• لا تُكرهي أبناءك دون سن التكليف على الصيام، بل رغِّبيهم بهذه الطاعة بشكل تدريجي.
• لا تمنعيه من الصيام في حال وجد في نفسه طاقة على ذلك.
ولكي تجني ثماراً طيبة من هذا الشهر عليك أن تغرسي في أبنائك قبل رمضان ما يأتي:
1- معنى الصيام، والغاية التي من أجلها فرضه الله علينا، وذلك في قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). فالغاية التقوى، ومن سبل الوصول إليها:الصيام عن الطعام والشراب، وصيام الجوارح عما نهى الله عنه.
2- أن الطاعات في رمضان مضاعفة الأجر؛ فليحرصوا عليها ولا يتخذ الصيام حُجّة للّهو وإضاعة الوقت في ما لا منفعة منه, كتمضية الوقت أمام شاشة التلفاز أو أمام شاشة الحاسوب ...
3- أنهم في سباق نحو الجنة؛ فليحرصوا على اغتنام أوقاتهم وتنظيمها، ليكونوا أهلاً للفرح بالعيد.
ومع بداية أول يوم من رمضان لا بد أن يكون في ذهن كلٍ منا مخططه لهذه الدورة الإيمانية العملية، ويكون قد دوّن جدولاً بالأنشطة التي سينفذها خلال هذه الأيام المباركات، وإليك هذه الاقتراحات (مع مراعاة المرحلة العمرية)، فانْتَقي منها ما يتناسب مع ابنك/ابنتك... واحرصي على أن تكون المبادرة نابعة منه، والمتابعة والتوجيه منك:
• الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بنصف ساعة لصلاة التهجّد.
• الحرص على تناول السحور؛ ففيه البركة.
• أداء صلاة الفجر في المسجد جماعة، أو في المنزل جماعة.
• قراءة نصف جزء من القرآن بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس, وصلاة الضحى, ثم أخذ قيلولة؛ وقراءة النصف الثاني من الجزء بعد صلاة الظهر.
• وتحت عنوان "نحو التغيي"، نبهي ابنك إلى طاعةٍ ليداوم عليها، مثال: الخشوع في الصلاة، أو إلى تقصيرٍ ليتلافاه، مثال: ترك السنن الراتبة.
• البحث عن مصدر جديد لجمع الحسنات في كل يوم، كأن يفطّر صائمًا، أو يزور مريضًا.
• الحرص على أداء الصلوات الخمس في المسجد.
• قراءة كتاب في السيرة النبوية.
• قراءة قصص الصحابة والتابعين أو القصص التربوية الهادفة.
• الاجتماع مع الأصدقاء والتسلية في ما ينفع.
• الإكثار من الذكر والاستغفار.
• الدعاء قبل الإفطار.
• تناول التمر وشرب الماء، ثم أداء صلاة المغرب قبل تناول الوجبة الرئيسة.
• الحرص على أداء صلاة التراويح في المسجد جماعة للذكور، أما الإناث فإن وُجِدَ من يصحبهن.
• التوقف عند آية من كتاب الله تعالى ليتدبرها ويستشعر معانيها.
• مساعدة الوالدة في إعداد طعام الإفطار، وبعد ذلك في تنظيف المكان.
• النوم المبكر وعدم السهر، حرصًا على الاستمرار في البرنامج الإيماني التربوي.
هذا رمضان بأيامه المعدودات؛ مدرسة بكل ما فيها من معنى، وفرصة لمن إلى ربه يسعى. فلنبادر لنكون في الصفوف المتقدمة فيها، ولنتسابق لنكون من الأوائل الذين أخلصوا نياتهم وأعمالهم وقرباتهم لله وحده.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن