مع الربيع النبوي...الأمل يتجدَّد
لقد كانت حياةُ الجاهلية في العالَم قبل مولد آخر رسول بُعثَ إلى البشريّة كافّة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم كالصحراء القاحلة المـُجْدبة: من حيث اليُبْس وغيابُ المعاني الإنسانية وتغلُّب القويِّ المستبدّ وتقاسم المعمورة آنئذٍ بين إمبراطوريتين طاغيتين: الفرس والروم... أما العرب بالخصوص فكانت صحراؤهم يُضاف إلى بؤسها سيطرةُ العقلية القبلية، واستدامة الصراعات والثارات، والاستهانة بكرامة الإنسان، والاستخفاف بدمه وأمنه، وغياب النظام، واختفاء إرساء معادلة الحقوق والواجبات... وأخطر من ذلك كان العالم كله يعاني من الشرود عن وجهة معرفة خالقِه، وتُعرّفه بغاية وجودِه، وتؤنسه في روحِه، وتُطمئنه في قلبِه، وترتقي بإنسانيّتِه... فجاء مولد النبي صلى الله عليه وسلم على قَدَر... كان في ربيعٍ الأول في العام الذي تُسمّيه العرب عام الفيل في القرن السادس الميلادي (تحديداً عام 571م)... جاء في ربيعٍ شهريّ لِحِكمةٍ يُريدها الله، وفاتحةَ ربيع إنسانيّ يُكسِبُ البشرية عهداً مُزهراً مُبْهجاً لطالما تَغَنّى به المسلمون المحبّون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنشدوا فيه الشعر وتسابقوا بقصائدِ المديح ليس بدافع الحُبّ والإعجاب فحسب ولكن أيضاً باعتبار الإنجاز الحقيقي الراقي لدينه إنسانياً وأخلاقياً وحضارياً... ثم منذ غياب (شمسِ الإسلام) عن التطبيق الفعلي على مستوى نظام الدولة في بلاد المسلمين وحصول هذه النكبة الكارثية بالمعيار الحضاري والإنساني تشتدّ حاجة مجتمعات المسلمين إلى العودة لحِضْن الإسلام وحاكميّته... ويتجدّد هذا الأمل كلما أطل علينا شهر ذكرى المولد... ولكنْ بما أن المخاطر على بلادنا تتعاظم حِدّةً وتتفاقم وحشيّةً بسبب مؤشّر (الثورات) على وعي شعبي وكَشْفِها عن بَدْء تمرّد شعوب بلادنا على الاستذلال... ومع خوف الغرب من تنامي وزن القُوى الإسلامية فيها إلى حدّ الرُّعب من المارد القادم... ومع بروز ملامح التقاء مصالح عدة مشاريع سياسية خطيرة تصب في النهاية في مصلحة دولة اليهود: لابد من التأكيد على أن حُلُم تحقيق الأمل مرهون بخطوات جادّة صادقة، أهمُّها: صدقُ العبودية لله سبحانه وتعالى، وصدقُ العودة إلى منهاج النبوة، ووعيٌ إسلاميّ يتمايز عن الارتهان للقُوى العلمانية ويتأبّى على عادة انتظار
الخطوات الدَّوْلية في تقرير مصائر بلادنا فيكون لنا عندها ردة فعل!!! وبرصِّ الصفوف والبُعد عن الحسابات السياسية، ورؤية واعية عميقة لابد أن تكون منطلقاتها قرآنية، ولا ننسى أهمية الزهد في المناصب والمنافسات الشخصية
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة