كيف السبيل لتحصين ابنتي وحمايتها من التشويش الخارجي؟
المشكلة: تعيش إبنتي تناقضاً كبيراً بين ما أربّيها عليه من مبادئ إسلامية فكرية وأخلاقية واجتماعية وبين ما تعيشه وتشاهده في المجتمع؛ سواء لدى الأقارب، أو في مدرستها، أو بين الرفاق... كيف السبيل لتحصين إبنتي وحمايتها من التشويش الخارجي؟
الأديبة المربية أم حسان الحلو تقترح عليكِ الحل:
بداية دعيني أهنئك من أعماق قلبي لما لمستُ من وعيٍ تربويٍّ لديكِ لا أجده إلا عند الأمهات المدركات لعظَمة رسالة الأمومة والتربية.
ثم اسمحي لي أن أقول لكِ: إنّ هذا التناقض واقعٌ لا يمكن تجاهله، كما أنه لا يمكن الاستسلام لآثاره السلبية؛ وبما أنكِ ملتفتة لهذا التناقض باحثة عن حلّ مناسب له، فلا بد أن تكون تربيتك لطفلتك متميزة.
ومــــن صـــــــــــــور هــــذا التميُّز: تربيتها على حب التفوق وحب العلم والعمل، وأن تمتلك شخصية متزنة جذابة تنظر لإيجابيات الآخرين وتتعلم منها ولا تتأثر بسلبياتهم، وشيئاً فشيئاً، ومع استمرار غراسك التربـويّ المبـارك سـتغدو صغيرتك داعية صغيرةً تقول كلمة الحق بأدب جمّ ولا تخجل من أيِّ مظهر من مظاهر دينها.
أذكر لكِ حادثة مَرّت مع فتى رآه زميله ينظِّف فناء بيته فسَخِر منه؛ فما كان من الفتى إلا أن قال: ورد أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان في مَهْنة أهله.
عبارة قالها بثقة بالغة؛ وربما تأثر بها زميله اليوم أو سيفهمها بعد أعوام!! المهم أنها أشارت إشارة بليغة إلى شخصية قائلها ومدى ثقته بقناعاته وبأعماله.
لذا، يا عزيزتي، عليك أن تربّي ابنتك بالحب والرفق والحوار والصبر، وأن تسلِّحيها بالحُجة القوية مع كل سلوك تعلمينه إياها، ومع كل فكرة تبذرينها في قلبها وعقلها... بحسب ما يتناسب مع سنّها ومستوى تفكيرها وفَهمها. ولا تنزعجي إن أخطأت أحياناً؛ فكل ابن آدم خطّاء، ولكن عالجي الخطأ بحكمة، وقد قال علماء التربية: (إنْ أحسنت تربية ابنك يصبح في العاشرة شيخك) ودعيني أُكمل:
(وفي الأربعين قائداً لأمتك).
دعي التفاؤل والثقة بالله يكلِّلان جهودك، واحرصي على أن تكون ابنتك مؤثِّرةً لا متأثرة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن