يا شيخ عائض القرني ... ما لي أراك قد همت بأوباما؟
لفت نظري وبشدَّة المقال الذي كتبه الشيخ عائض القرني ـ وفَّقه الله ورعاه ـ في جريدة الشرق الأوسط بعنوان: (أهلاً وسهلاً ... بباراك أوباما) مهنِّئاً إيَّاه على خطابه الذي ألقاه في أرض الكنانة (مصر)، وترحيبه الشديد بما قاله، والذي لا أعلم أحداً رحَّب به كما الشيخ عائض القرني حيث قال: (بل نقول لباراك أوباما: وش هالساعة المباركة يا أبو حسين؟ مرحباً ألف!!).
حينما قرأت هذا الكلام لا أكتم القارئ سراً أنَّ ضغطي قد زاد ، مع أني ولله الحمد لا أعاني من هذا الداء العضال ـ شفى الله من ابتلي به ـ وعقبها طلبت من زوجتي أن تحضر لي كوباً من عصير الليمون اللذيذ، لعلَّ الخطب ينجلي، والضغط ينحدر، ولكي أكتب مقالاً أعارض به فضيلة الشيخ عائض بما احتواه مقاله ذاك من أخطاء وخطايا لعله لم ينتبه لها وأتمنى أن يكون حدسي في ذلك صحيحاً... وما كتبته لمحبتي في الرد أو التعقيب فإني لمثلها كاره غير محب، ولكني رأيت أنَّ الصاع قد طف والسيل قد بلغ الزبى ، ووجدت في كلام الشيخ منكراً من القول، فلم أسمح لنفسي الصمت على ذلك، وليعذرني الشيخ (عائض) إن قسوت، فوالله ما قصدت به إلاَّ الخير... وقد تكون شدتي مستوحاة من قول الله تعالى:(وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً)... فإن كان في المقال شدَّة مع حق فأرجو أن تقبل، وإن كانت الشدَّة مزعجة فإني أبرأ إلى الله من هوى نفسي فيها وأرجو من قرأ شيئاً من ذلك أن يهتمَّ بالمضمون لا الشدَّة !!
بحق أقول: لقد قلَّبت خطاب أوباما عدَّة مرات وقد تسمَّرت على شاشة التلفاز أنظر فيه وإليه وهو يتحدث فوجدت نفسي قد اتفقت مع عزمي بشارة في حديثه عن دبلوماسيَّة أوباما ومراوغته في الخطاب الذي يحاول فيه أن يسترضي الجميع، ولكنَّه يضمر شيئاً آخر غير الذي قال!
قلت في نفسي لقد قال تعالى: (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور) فهل أعطى الله عزَّ وجل الشيخ (عائض) نوراً وضياء لكي يرى في خطاب أوباما شيئاً جديداً، حرمني الله منه بسبب ذنوبي وأخطائي... فأعدت النظر مرَّة أخرى في خطاب أوباما ولكن لا جديد.. حالة مغرقة من الدبلوماسيَّة والكلام الذي يحمل عدَّة وجوه ، مع تناقض في بعض مفرداته... حيث صاغ الخطاب له أكثر من أربعين شخصيَّة كان منهم هينري كيسينجر والمعروف بصهيونيَّته!!
فليتني أدرك ما الذي أعجب الشيخ عائض في خطاب أوباما لكي أقول معه على الأقل (عشر مراحب بك يا أبو حسين) وليس كما قال الشيخ: (مرحبا ألف)، أو أن أقول له: (يا أبو حسين والنعم فيك وسبعة أنعام على خطابك الجريء) لكنَّني لم أجد شيئاً من ذلك !
الذي أعرفه وأعهده عنك يا شيخ عائض أنَّك صاحب سُنّة وصاحب حديث، وكثيراً ما كنت تنشد محباً للسنَّة وأهلها:
سقوني وقالوا لا تغنِّ، ولو سقوا *** جبال سليمى ما سُقِيت لغنَّتِ
فهل بتَّ الآن مغرماً بالسياسة والحديث في السياسة، والتعليق على أي حدث سياسي، وأنت الذي كنت تقول: قاتل الله مادة ساس يسوس سوساً فهو سائس!
وأزيدك من الشعر بيتاً أنَّ السياسة في عالمنا المعاصر لا يدخلها في الواقع إلاَّ من كان قلبه مشرب بالضياع والاضطراب، فأنا لا أختلف مع ما تقوله في مقاماتك (مقامات القرني) بأنَّ السياسة المعاصرة آفة خطيرة، بل إنَّني أتفق مع التبليغيين حين قالوا إنَّ السياسة تياسة، كما أتفق مع قول الشيخ الألباني إنَّ من السياسة ترك السياسة!
نعم! السياسة التي لا تُبنى على تقوى من الله ورضوان، فلا أهلاً ولا سهلاً بها ولا بأهلها ولا أصحابها، وقاتل الله مادة ساس يسوس سوساً لأنَّها (مسوسَّة) من الداخل وفيها سوس ينبعث بسبب خرابها من الخارج فلسنا مع السياسة المعاصرة: (فمتبَّر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون)!
بيد أني مع السياسة الإسلاميَّة الشرعيَّة قلباً وقالباً قديماً وحديثاً، وهي السياسة المطلوبة، والتي تقربنا إلى الله تعالى، وهي السياسة الشريفة لا الوضعيَّة الوضيعة، ولكنَّنا لسنا مع السياسة المعاصرة، والتي تحدَّث عنها الرئيس هاري ترومان الذي كان يحب أن يقوم بدور الدليل لزائري مكتبه في ولاية ميزوري ، فقد ذكر أنه كثيراً ما كان يقول للسياح ممازحاً: في أيام حداثتي فكرت في الخيار بين مهنتين ، إما العزف على البيانو في بيت بغاء ، أو تعاطي السياسة ، وقد وجدت بعد خبرتي الطويلة في السياسة ، أنه لا مجال لأن أحتار طويلا لأنَّه لا فرق بينهما ) عن كتاب عرب أمريكا رهائن بائسة ص303
فهذا هو الواقع السياسي يا شيخ عائض، فلِمَ دخلت فيه وأولجت قلمك فيه من أكبر الأبواب للحديث عن أوباما في أكثر من ثلاث مقالات عنه، و لا أظنَّه ملتفتاً إليها، فقد أتعبت نفسك بالكتابة عنه وترحيبك الحار به، وكأنَّك جعلته نموذجاً سياسياً رائعاً يجب أن يحتذى به، بل إنَّ في كلامك شيئاً من هذا حينما قلت في مقالك:(يجب أن نمشي معه خطوة بخطوة)!
نعم لقد نجح أوباما وأرضى قلوب الكثيرين من طيّبي القلوب أمثالك يا شيخ (عائض)، ثم رجع أوباما إلى حيث مصدر القرار لكي يأمر بقرارات جديدة صدرت عَقِبَ توليه الحكم، ونحن لا نزال نقول له: أهلا وسهلا بك يا أوباما بل نقول له ما لم يقله رؤساء الدول العربيَّة حين استقبلوه، حيث قلنا له: (مرحباً ألف) وأظنَّها تحيَّة أهل عسير[1] لمن يحبون يا شيخ عائض ... أليس كذلك؟!!
إشكالية مقال الشيخ (عائض):
بودّي ـ يا شيخ عائض ـ أن تجلس مع نفسك جلسة خاصَّة لعلَّك تتخذ قراراً مهماً حيث عرفنا عنك عدداً من القرارات التي قد صرَّحت بها في وسائل الإعلام، وهذا القرار هو ما كنت تنادي به كثيراً في كتبك وهي: (العزلة المؤقتة) .. فلا أنصحك بالعزلة الدائمة فهي تسبب الوسواس، وقد علَّمتنا في كتابك لا تحزن بقولك: لولا الوسواس لما جلست مع الناس، فالقصد يا شيخنا الكريم: (عزلة مؤقتة)...
لعلَّك تعتزل الناس قليلاً وترى شيئاً من تصريحاتك وقراراتك وتدقق النظر فيها، وهل كانت حقيقة توافق منهج السلف الصالح ـ الذي تنادي به ولا زلت ! ـ وهل كانت الكثير من قراراتك وآرائك التي أثرت بها زوبعة في عالم الإعلام، عن دراسة وعمق فكري، ووعي ارتيادي، ومصلحة حقيقيَّة، أم أنَّها حماسة واندفاعات لم تجد قدراً من المدارسة ولا المباحثة المتعمِّقة؟!...
ودعني أضرب لك مثالاً على ذلك فقد قرأنا مقالك الموسوم بـ: (أهلاً وسهلاً بباراك أوباما) المنشور في جريدة الشرق الأوسط، وقد وجدت فيه ـ من ناحيتي ـ ضعفاً في الوعي السياسي، وقصر نظر في عالم السياسة المخضوب بالألاعيب، وطيبة قلب منك ـ هكذا أحسبها ـ وأنت تتحدث مع هذا الشخص الذي وكأني أنظر إلى سويداء قلبك فأراك قد همت وأعجبت به، وإلى خطابه قد ركنت وملت!
إنما أريد أن أحاكمك إلى ما قاله الله تعالى في كتابه حينما قال عن الكفار: (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم)، وهذا هو الذي جرى مع أوباما حيث أرضى المسلمين بلسانه، وتكلَّم كلاماً لطيفاً: (ظاهره الرحمة وباطنه من قِبَلِهِ العذاب) لكنَّما الأفعال لم تصدق الأقوال، والأمر كما قال الشاعر:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة*** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
دعني أذكرك يا شيخ عائض بأسلوب أجمل من أسلوب أوباما حينما كان يخاطب نابليون بعض المغفلين والبسطاء ممن تنطلي عليهم الكلمات الرنَّانة من الشعوب التائهة ، وكان ذلك تحديداً في الأول من يوليو سنة 1798 الموافق لآخر محرم 1213 هجرية عندما أعلن القائد الفرنساوي في الإسكندرية نابليون عن خطابه للأمة المصرية قائلاً لهم: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه، أيها المشايخ والأئمة، قولوا لأمّتكم إنَّ الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون أن الله تعالى يطلب منهم مقاتلة المسلمين .... يا أيها المصريون قد قيل لكم إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح فلا تصدقوا. وقولوا للمفترين أنني ما قدمت إلا لأخلّص حقكم من يد الظالمين، وأنني أكثر من المماليك عبادة لله سبحانه وتعالى واحترام نبيّه والقرآن العظيم، وقولوا أيضاً لهم أن جميع الناس متساوون عند الله، وأن الشيء الذي يفرقهم عن بعضهم هو العقل والفضائل والعلوم فقط، وبين المماليك والعقل والفضائل تضارب، فماذا يميّزهم عن غيرهم حتى يستوجبوا أن يتملكوا مصر وحدهم"، ويستمر نابليون في عرض احترامه للثقافة والدين الإسلاميين، فيبشر المصريين بالسعادة والسرور القادم بهما من عاصمة النور باريس إلى قاهرة المُعِزّ ، فيقول: "رب العالمين رؤوف رحيم وعادل وحليم ومن الآن فصاعداً لا ييأس أحد من أهالي مصر من تقلد المناصب السامية، واكتساب المراتب العالية ، فالعلماء والفضلاء والعقلاء سيدبرون الأمور وبذلك يصلح حال الأمة كلها". ويختم نابليون خطابة بالدعاء إلى الله قائلاً: "والمصريون ينبغي أن يشكروا الله سبحانه وتعالي لانقضاء دولة المماليك قائلين بصوت عال، أدام الله إجلال السلطان العثماني، أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي، لعن الله المماليك، وأصلح حال الأمة المصرية".
كانت هذه كلمة نابليون بونوبارت يا فضيلة الشيخ عائض، وكان فيها واضحاً تمام الوضوح بحديثه وكلامه الجميل، لكنَّه المليء سماً زعافاَ ، حيث لا ينبغي أن ينطلي خطابه على من رزقهم الله الفهم ورجاحة العقل.
وتخيَّل معي قليلاً: فلو جاء أحد بعد خطاب نابليون الذي يعرفه القاصي والداني من الأمة المسلمة والذي ارتكب الكثير من المجازر والمظالم في حق الأمة المسلمة قبل خطابه ذاك وبعده كذلك، فلو جاء شخص وقال له: شكراً لك يا من أتيتَ تخلّصنا من الظلم، شكراً لك يا من احترمت ديننا واعترفت به، شكراً لك يا من قرَّبتنا إلى الله!! فأمرتنا بشكره لانقضاء دولة المماليك!!
لو جاء شخص وشكره بعد هذا الخطاب في جريدة يقال لها مثلاً: (الشرق المصريَّة) ثم قرأنا كلام من شكر ذلك المجرم نابليون فماذا عسانا أن نقول فيه؟!!
أَدَعُ الجواب لك فضيلة الشيخ!!
والواقع هو الواقع يا شيخ عائض...
لا تصدق بالله عليك تلك الهراءات التي أدلى بها أوباما للشعوب المسكينة ..
أربأ بك والله يا شيخ عائض أن تكون (طيباً) إلى هذه الدرجة، وأنت تشاهد ما يعانيه المسلمون على أيدي القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وبتأييد أوباما نفسه لليهود في حق إقامة الدولة اليهوديَّة وإجرام الدولة الصهيونيَّة في حق المسلمين الفلسطينيين، ثمَّ تقوم بشكر أوباما يا أيها الشيخ الجليل!!
ألا تعلم يا شيخ عائض أنَّ معظم المعلقين الصهاينة في الصحف (الإسرائيليَّة) قد رأوا أن خطاب أوباما يخدم في الأساس المصالح (الإسرائيلية)، حتى عندما يطالب بوقف الاستيطان، وينادي بإقامة دولة فلسطينية، وأنَّ المحللين السياسيين منهم لا يرون في خطاب أوباما شيئا يمكن أن يقال إنَّه خلاف جوهري بينه وبين حكومتهم الحاليَّة...
هكذا وأرجوك أن تبحث في (الإنترنت) قليلاً لترى بعض المواد المترجمة من الصحف العبريَّة الصهيونيَّة واحتفاء الكثير منها بخطاب (أبو حسين)!
نموذج من جرائم أوباما ضدَّ المسلمين:
حتَّى لا يكون تعقيبي عليك يا شيخ عائض عاطفياً، ولأنَّ الذي دفعني للاعتراض على مقالك، نصحكم في الله أولاً، وتنبيهكم على خطورة ما قلتموه، وتوثيق شيء من جرائم أوباما وإدارته الأمريكيَّة الجديدة وهو المسؤول الأول عنها كما تعلم ، وسأذكر هذه القضايا على وجه السرعة ...
ففي يوم الجمعة 23/ يناير/2009 قتل 14 شخصاً في هجوم بالصواريخ قامت به طائرة أمريكية من دون طيار على إقليم وزيرستان شمال باكستان على الحدود مع أفغانستان ، حيث أطلقت ثلاثة صواريخ على منزلين بقرية تبعد نحو كيلومترين إلى الغرب من بلدة "مير علي" التي تقع على بعد 25 كيلومتراً شرق ميرانشاه كبرى مدن إقليم وزيرستان في أول قصف من نوعه منذ تنصيب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة[2].
ألا تعلم يا شيخ عائض أنَّ أوباما لا يزال يستكمل المسيرة في حربه ضدَّ الإسلام والمسلمين، مع أنَّه يحاول أن يتجمَّل في خطابه أمام المسلمين ويسحرهم به:(وإنَّ من البيان لسحراً)، وهو يدَّعي أنَّ الصراع مع المسلمين قد انتهى، ولكنَّه يقوم بعمليَّة بشعة في وادي سوات لا لشيء إلاَّ لأنَّ أمراء وادي سوات قد اتفقوا مع الحكومة المركزيَّة الباكستانيَّة على تطبيق الشريعة الإسلامية، وحينها جنَّ جنون أمريكا وتدخَّلت في الأمر، لكي تسلب أولئك المسلمين حقَّهم بالعيش في ظل الإسلام، ولكي يسلبوا الحكومة الباكستانيَّة كذلك قراراتها في اتفاقها مع أمراء وادي سوات!!
تخيَّل يا شيخ عائض أنَّ هؤلاء أقاربك قد قتلوا في عسير بحجَّة أنَّهم متشددون ـ لا قدر الله وكفاك الله وأهلك الشر ـ فهل أنت قائل لأوباما أهلا وسهلا بك يا أوباما؟!
ثمَّ أظنك لا تنسى أن أوباما قد جاء إلى القدس متخشِّعاً أمام حائط المبكى اليهودي وقد لبس القبَّعة اليهوديَّة وبدأ يمارس الطقوس اليهوديَّة كما يحلو ليهود، فتراه قد جاملهم ودغدغ مشاعرهم، كما رأيناه قد صرَّح وأعلن أمام منظمة إيباك التأييد لدولة اليهود وقوله: إنَّ القدس ستبقى عاصمة لإسرائيل ؟!
فأين أنت بالله عليك عن ذلك ؟!
وبما أنِّي فلسطيني فإني أحتجُّ عليك يا شيخ (عائض) وأقول لك كيف ترحب بخطاب أوباما وتقول له مرحبا بك، بل تطلب من المحللين أن ( يشكروه وأن يشجعوه على تنفيذ ما وعد وأن يمشوا معه خطوة بخطوة) كما قلت في مقالك، فكيف تريدني أن أشكره ، وهو الذي يريد منا أن نعترف بيهوديَّة دولة (إسرائيل) وأنَّ لهم حقاً في فلسطين، أم أنَّك ترى مثل رأيه يا شيخ عائض (حاشاك)!!
ولا يزال أوباما كذلك يساعد " الهند " على احتلال " كشمير المسلمة " ويحمي إسرائيل بقدراتها النووية ومذابحها المتعددة ويحتل العراق ويحتجز في سجونه آلاف من الأبرياء ..
فأين الوفاء بالعهد ، وعدم نقض الوعود التي كان يتمنطق بها أوباما خلال حملته الانتخابية، التي كان منها السماح بنشر صور أساليب التعذيب التي قامت بها وزارة الدفاع الأميركية في معتقل غوانتانامو وسجن أبو غريب؟!، أو في وعده بالتحقيق في قضايا التعذيب ذاتها وملاحقة المتورطين في الإدارة السابقة؟!، أو بإيقاف المحاكمات العسكرية؟!، ولماذا نكص هذا الرجل على عقبيه فبدأ ينسخ ما كان يقوله أثناء حملته الانتخابيَّة ... إلاَّ لأجل أن ينتخبه الناس ثم يدير ظهره لهم ؟!
نعم ! لا أستبعد ذلك في لعبة السياسية المعاصرة الذي لا يعطي للأخلاق قدراً، فالأخلاق في هذا العالم السياسي الديموقراطي ليست إلاَّ أخلاق النفعيَّة والبراغماتيَّة ليس إلا، ودعني أذكر لك طرفة يا أيها الشيخ فقد أطرفتنا وابتسمنا معك في كتابك: (ابتسم) فلعلَّك تبتسم معنا هنا لكي تعلم أنَّ السياسي قلًما يفي بوعده في القرن العشرين .
فلقد ذكر محمد أديب كلكل في كتابه الأنيس في الوحدة:(ص172) أنَّ الأمريكيين طلبوا من جورج واشنطن أن يرأس بلادهم، فألقى معاذيره، فلما ألحّوا عليه استشار أمّه، فقالت له: لماذا ترفض ما عرضته عليك أمّتُك من غير ترغيب منك ولا ترهيب؟ فأجابها: لستُ أهلا للحكم، فهو يحتاج إلى علم ودراية، وأنا ليس لي منهما ما يكفي. فقالت له تلك الأم الحكيمة: لا، بل الحكم ـ يا ولدي ـ يحتاج إلى أخلاق، فإن كان ما يزال لديك بعضُ ما غرسته فيك وما ربيتُك عليه فاقبل.
وبغض النظر عن تطبيق جورج واشنطن لما علَّمته أمّه من أخلاق ، فهذا يعطينا دلالة على مدى الخطر الذي يمسك بتلابيب الساسة حينما ينسون جميع الأخلاق وقت رئاستهم، ولا يبحثون إلاَّ عمَّا يحقق مصالحهم الشخصيَّة، أو على الأقل بعدم القيام بواجبهم الأخلاقي والوقوف إلى جانب المستضعفين !
فهل قام أوباما عبر أخلاقه التي تعلَّمها من أمه وأبيه ووقف بجانب المستضعفين في الأرض؟
إنَّنا وجدنا وللأسف الشديد يا أيها الشيخ الفاضل عكس ذلك فقد قام بزيادة القوات الأمريكيَّة في أفغانستان لمحاربة المسلمين المحطَّمين هنالك والذين قد احتلت بلادهم وانتهكت كرامتهم واستغلت ثرواتهم، فقد أعلن أوباما إرسال نحو 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان بحلول الصيف وقال أوباما: "لتلبية احتياجات عاجلة في مجال الأمن وافقت على طلب وزير (الدفاع روبرت) غيتس الذي طلب نشر لواء من البحرية في الربيع ولواء من جيش البر وقوات دعم ضرورية هذا الصيف"[3].
وفي غزة التي أجمعت الشعوب الإسلاميَّة وأغلب الشعوب الأوروبيَّة على استنكار ما قامت به دولة الكيان الصهيوني ضدَّ أهل غزة من محرقة ومجزرة ينتفض لها البدن من شدَّتها، صمت الرئيس أوباما ولم ينبس ببنت شفة بل ولا خنثى شفة !!
ولكنَّه في الخطاب التي تحدَّث به في قلب العالم الإسلامي بمصر ذكَّر الأمَّة كلها بالمحرقة اليهوديَّة التي جرت على يد النازيين ـ كما يزعمون ـ مع أنَّ هذه المحرقة ـ إن صحَّت ـ كانت قد وقعت في زمن بعيد وأمد مديد، وكان الأولى بأوباما أن يتذكر المحرقة الصهيونيَّة التي جرت على أهل غزَّة بل بمعاونة أمريكيَّة واضحة، والتي لم يقم أوباما باستنكارها أو المعارضة لها أثناء حرب غزة ولا أثناء خطابه أمام الأمَّة المسلمة في القاهرة ، وبعد أن صفَّقت الأمة لأوباما ذهب مباشرة من القاهرة إلى ألمانيا ليزور أحد المعتقلات النازية، ويتذكر معاناة اليهود في ظل الحكم النازي، ويتعاطف معهم، فإن كان هذا الشخص إنسانياً في خطابه ألا يليق به أن يذهب على الأقل إلى غزَّة وينظر في آثار الدمار والخراب الذي لحق بالمستضعفين في الأرض هنالك؟!
بل هو لم ينتبه ولم يذكر معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين اغتصبت أرضهم وشرِّد منهم أكثر من ثلاثة ملايين شخص من قبل الدولة الصهيونيَّة...
فما هو الجميل يا شيخ عائض في خطاب أوباما إذاً وما سرّ العظمة التي رأيت أنَّها متمثلَّة بخطابه... حيث وجدت خطابه أعظم خطاب تاريخي منذ ثلاثة عقود!
نعم أشهد الله أنَّ أوباما شخص ذكي، وأنَّه متحدث لبق، وأنَّ من لا يعرف عن جرائم أمريكا شيئا وجاء من كوكب المريخ قد ينخدع بكلامه، ولكن على مثلك يا شيخ عائض لا أدري كيف هللَّت لخطابه بل ورحبت به بترحيب الكرام حينما قلت: (مرحباً ألف)!
وما الجميل في خطاب أوباما يا أيها الشيخ الجليل ألا تعلم أنَّه يوجب على الفلسطينيين التعامل مع حل الدولتين الذي يروج له أوباما على حقيقته كمؤامرة لتصفية القضية، وهي دولة كانتونات ناقصة السيادة بدون عودة اللاجئين.
وإليك ما جاء بعد خطاب أوباما وانتشر في وسائل الإعلام حيث أقرَّ الكونغرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ تخصيص خمسين مليون دولار لاستكمال حصار غزَّة، ولِما وصفوه بتأمين الحدود مع قطاع غزَّة في أول دعم علني لإحكام الحصار المتواصل على القطاع منذ العام 2007م ، وجاءت الخطوة ضمن قانون المخصّصات الإضافي الذي يشمل "برامج مكافحة الإرهاب ونزع الألغام ومنع الانتشار النووي" وأقره الكونغرس أواخر شهر مايو/أيار الماضي[4].
فهذا هو أوباما يا شيخ الذي يدعو للمحبة والسلام والإخاء، ويضربنا بيد من حديد، ويروج علينا خطابه وكلامه، بل نصفق له أكثر من 27 تصفيقة أثناء خطابه في القاهرة!
حقاً إنَّ السلام الذي يدعو له أوباما هو سلام الجماجم، بل هو سلام المقبرة!
ثم تأتينا أنت ـ يا رعاك الله ـ وتقول كلاما غريباً عجيبا حيث قلت في مقالك:( إن على عقلائنا وصناع القرار فينا وأهل الرأي والقلم أن يجيبوه بخطاب رشيد سديد ملؤه الحكمة والرفق واللين، وأن يشكروه وأن يشجعوه على تنفيذ ما وعد وأن يمشوا معه خطوة بخطوة، أما خطابات التنديد والوعيد وسوء الظن به واستهجان ما قال فهو منطق فج أهوج أعوج!!).
ياااه يا شيخ عائض لو قالها غيرك!
عجباً لك والله أتريدنا كذلك أن نقف معه فيما يقوم به ضدّنا في فلسطين لحصارنا وإحكام القبضة علينا؟!
وتطلب منَّا كذلك أن نشكره على ما قاله ، وهو الذي لم يقدِّم للأمة المسلمة شيئاً يخفف عنها غلواء الحرب التي كيلت عليها، وأوار النار التي أضرمت في بلدان المسلمين، بل هو نفسه لا يزال متردداً في إغلاق معسكر وسجن غوانتنامو وفي نشر صور التعذيب التي جرت للمضطهدين العراقيين لكي يحاكم من قام بذلك التعذيب من الضباط الأمريكيين، وصدق الشاعر إذ قال:
والأرض مملوءة جورًا مُسخّرةٌ * لكل طاغية في الخَلْق محتكمِ
مُسَيْطِر الفرْس ِيبغي في رعيتهِ * وقيصرُ الروم من كِبر أصم عَمِ
يُعذِّبان عباد الله في شُبَهٍ * ويذبحان كما ضحَّيتَ بالغنمِ
والخَلقُ يفتك أقواهم بأضعفهم * كالليث بالبَهْمِ أو كالحوت بالبَلَم
وخذ مثالاً آخر على سوء أفعال أوباما وأقواله بعد خطابه الذي أدلى به في مصر، فعقب خطاب نتن ياهو في جامعة "بار إيلان" والذي ألقاه يوم الأحد الموافق 14/6/2009م والذي جاء فيه بكل بجاحة أنه يقبل بإنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مشترطًا اعتراف الفلسطينيين والعرب بإسرائيل دولة يهودية، وقد رفض نتنياهو عودة اللاجئين الفلسطينيين مؤكدًا ضرورة حل قضيتهم خارج إسرائيل، مشددًا على أن "القدس عاصمة إسرائيل وستظل موحدة"، مؤكدًا أنه لن يقوم ببناء مستوطنات جديدة ولن يصادر أراضي من أجل ذلك، لكنه لم يشر إلى التوقف عن توسيع المستوطنات القائمة.
وبعد هذا الخطاب الذي أدانته حركتا حماس وفتح (مع اختلافهما في الكثير من القضايا) لكنَّهما اتفقتا على أنَّ خطاب نتن ياهو كان خطاباً عنصرياً وسيئا للغاية، وبعد خطاب نتن ياهو جاءنا الرئيس الأمريكي أوباما ورحَّب بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين حول عملية السلام في المنطقة معتبرًا أنه يمثل خطوة مهمَّة للأمام والتزامه بحل الدولتين الذي يضمن أمن إسرائيل ويتيح للفلسطينيين دولة قابلة للحياة".
ويزيد الأمر سوءاً بل ضغثاً على إبَّاله وبليَّة على بليَّة أخرى، أننا نجد بعد خطاب نتن ياهو والذي يصرُّ فيه على توسيع المستوطنات أو بناء المزيد منها، نرقب رأي أوباما حيال ذلك فنجده يقول إنَّه يتفهَّم موقف نتن ياهو متذرعاً (أوباما) بالضغوط الكبيرة التي يتعرض لها نتن ياهو! ولذلك فهو يتفهم موقفه!
ثمَّ تطلب منَّا كما قلت في مقالك:( على عقلائنا وصناع القرار فينا وأهل الرأي والقلم أن يجيبوه بخطاب رشيد سديد ملؤه الحكمة والرفق واللين، وأن يشكروه وأن يشجعوه على تنفيذ ما وعد وأن يمشوا معه خطوة بخطوة).
ويحك أيها الشيخ ! ألا تعلم أنَّه في عالم السياسة القذر هنالك ما يسمَّى بالقوة الصلبة، وهنالك ما يسمَّى بالقوة الناعمة؟ إنَّ القوة الناعمة التي قد لا يشعر بها الكثيرون، والتي هي سياسة أوباما حالياً ولو بالكلام على الأقل هي أسوأ بكثير من القوة الصلبة مع تذكرنا أن أوباما يستعمل كلا القوتين.
ألا تعرف أن أوباما لأنَّه ورث إرثا سيئاً من سلفه بوش يحاول أن يدهن الطلاء الوسخ على جدران البيت الأبيض ببعض الكلمات التي يقولها هنا وهناك؟
ولكن ماذا فعل أوباما ... إنَّ الذي فعله فقط هو أنَّه عدَّل بعض الكلام الدبلوماسي لخطاب المسلمين فحسب ولكنَّ وراء الكلام أموراً واضحة للكيد للإسلام وأهله ، فوراء الأكمة ما وراءها، وما الذي يضر أوباما أن ينطق بكلام لطيف يحبب الناس فيه وفي بلده أمريكا؟ ويكون كلامه يقطر سماً زعافاً وينطلي على الكثير من المسلمين ومنهم أنت يا شيخ عائض ... ثمَّ بعد ذلك يكوي المسلمين بنيران حربه عليهم العديد من البلاد الإسلاميَّة.
وبعد هذا الاستعراض السريع لشيء ممَّا قام به أوباما تجاه العالم الإسلامي، فما الذي أبقاه أوباما لبوش بعد ذلك؟! فلقد كان بوش يقول: إنَّه ليس في حرب مع الإسلام وإنما هو في حرب مع الإرهاب، وأوباما يقول إنه ليس في حرب مع الإسلام ولكنه في حرب مع المتشددين المتطرفين، فما الذي اختلف فيه أوباما بالأفعال لا الأقوال عن سلفه بوش؟!
بل إنَّ (بوش) قد استشهد بآية قرآنية حيث أقام الرئيس السابق " بوش الابن " في البيت الأبيض ، حفلاً دعي إليه دبلوماسيين مسلمين وشخصيات من الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة ، وكان ذلك على شرفه لتناول طعام الفطور في شهر رمضان المبارك، وقد حض فيه الزعماء والمسؤولين المسلمين في العالم على " إدانة الإرهابيين الذين يتسترون بالدين لأن القتلة الذين يزهقون أرواح الرجال والنساء والأطفال الأبرياء يتبعون عقيدة عنيفة مختلفة كلياً عن الإسلام"
واستشهد بوش بالآية القرآنية الكريمة من سورة المائدة: ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) ولكنه أغفل ذكر "بني إسرائيل " في مطلع الآية ! وهو نفس ما فعله أوباما أيضاً في القاهرة بنفس الآية وأغفل كلمة: (بني إسرائيل) ! والمعنى مفهوم ، والمقصود واضح دون فلسفة أو تفتيش في الضمائر والنوايا ، فالسلعة واحدة وإن اختلفت طريقة التغليف والتوصيل ( كما يقوله أحد المعلِّقين على خطاب أوباما)!
ألا تتذكر يا شيخ (عائض) المقولة التي كان يقولها كثير من الساسة: (تكلم بلطف واحمل عصا غليظة)، إنَّه بالفعل ما يقوم به أوباما!!
إنَّك تعلم يا شيخ عائض أنَّ الأصل في السياسة هو تعاطي الأفعال مع الأقوال، وليس البقاء على الأقوال فحسب، وإنَّ الكلام دون الفعل نفاق وأنَّه تعالى قال: (كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) ولقد كان يقول لونستون تشيرشل: الكلمات سهلة وكثيرة، أما الأعمال العظيمة فصعبة ونادرة.
فهذه الحقيقة المرَّة أننا نبقى نخدع ولا يزال عدونا يخدعنا والعجب أنَّنا لا نتعلم من دروس الخديعة كثيراً ، فكم خدعنا ونخدع وسنخدع من كلام الأفاكين، الذين قد تعلموا دروس المراوغة و المواربة، لكي يقنعونا بخطاباتهم ولو كانوا يكذبون، ولا ضير في ذلك عندهم فقد قال سياسيو هذا الزمان: (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) وهاهو أوباما يكذب ويكذب في كلامه ولكنَّ أفعاله بل الكثير من كلماته ليس مرضياً عنها من المسلمين ، والعجب أن بعض المسلمين يصدقونه في كلماته، أو أن بعضهم يقول: لعل أوباما أحسن، لعله يخفي الإسلام في صدره! لعلَّه يريد خدمتنا! ونبقى نعتذر له وليتنا نعتذر لإخواننا المسلمين الذين يقومون بأداء ما أوجبه الله عليهم بالدفاع عن أراضي الإسلام وإن وقع منهم خلل أو خطأ فنقوم بالاعتذار لهم أو تصويبهم بحكمة ورفق ولين، كما أمرتنا أن نخاطب أوباما بالكلام الهين اللين!!
يا أيها الشيخ الجليل عائض القرني لقد قال تعالى: (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) وإني أنصحك وأنصح نفسي بزيادة النظر في الواقع جيداً، وعدم استعجال الحديث في بعض الأمور، والقراءة في دلائل الخطابات التي يقوم بها كثير من الساسة والذين لا يقومون بعشر معشارها، وأن نعيد النظر في كتب أصول الشريعة، ونفرق بين الخطاب مع الكافر الحربي، والكافر المسالم، وأن نحذر من الركون أو الدفاع عن الكافرين، فلقد قال تعالى:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار) وقال تعالى:(ولا تكن للخائنين خصيماً * واستغفر الله إنَّ الله كان غفوراً رحيماً * ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إنَّ الله لا يحب من كان خوَّاناً أثيماً) ويقول تعالى: (ها أنتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمَّن يكون عليهم وكيلاً).
ولقد أخرج ابن حبان وأبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون من بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون ما لا يعلمون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن أنكر برئ ومن أمسك سلم ولكن من رضي وتابع"، وصحَّحه ابن القيم في تهذيب السنن:(11/364)، والألباني في السلسلة الصحيحة برقم: (3007).
فإيَّاك يا شيخ عائض أن تكون ممَّن رضي وتابع هذا الرجل، أذكِّرك بذلك وخصوصاً أنَّك أمرتنا بشكره والمشي معه خطوة بخطوة، وإنَّ من الخطأ الكبير أن يستخفَّنا الذين لا يؤمنون بالله، بل الذين ارتدوا عن دينهم كأوباما، ولقد قال تعالى:(ولا يستخفَّنك الذين لا يوقنون)، ومن السوء أن يغرنا مظهرهم أو منطق كلامهم ونحن نرى أفعالهم لا تتوازى مع ما يقولونه ـ مع أنَّ في كلامهم سوءاً كذلك ـ
وفي الختام: عذراً إن كان في كلامي مجاوزة للحديث مع رجل له سابقة في الدعوة إلى الله، وعلم غزير، ولكنَّها النصيحة كتبتها لك علانيَّة لأنَّك تحدثت بخطابك علانيَّة وفي جريدة من أشهر الجرائد في العالم ، لهذا لزم هذا الخطاب، وأقول لكم كما قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ: (إن وجدتم في الكلمة صراحةً فلا تلوموا الطبيب ؛ فإنّه يصِفُ المرض ليُعيّن الدواء!). [عن كتاب: بغداد ذكريات ومشاهد:ص 63 ].
وفقك الله يا شيخ عائض، وزادك الله علماً وعملاً، وثبَّتك الله على دينه ، وختم لي ولك بالحسنى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
1) مدينة في السعودية يمتاز أهلها بالكرم والجود واللطف.
2) الخبر منقول عن وكالة رويترز، ورابط الخبر: http://www.islamonline.net/servlet/S...News/NWALayout
3) http://www.france24.com/ar/20090218-...ps-afghanistan
4) http://www.dp-news.com/pages/detail....rticleId=11184
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
هل تظنُّون؟!
السنوار... رسالة الرمق الأخير
فلْتَكُنِ العربيّة مادّة وازنة!
من شموس المشرقين.. في تاريخ هذا الدين!
فكُن إيجابيًّا