اغتنموا هذه الأيام العشر
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1234 مشاهدة
وبعد، فإن من فضل الله ومنّته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح، ومن هذه المواسم: عشر ذي الحجة، وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة ومنها:
1. قول الله تعالى:(والفجر* وليال عشر) قال الإمام المفسِّر ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة كما قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري.
2. وما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما من أيام العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر)) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنَفْسه وماله ثم لم يرجِعْ من ذلك بشيء)).
3. وقوله تعالى: )ويذكروا اسم الله في أيّام معلومات( قال ابن عباس: أيام العشر.
4. وورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن مِن التَّهليل والتَّكبير والتَّحميد)) رواه أحمد.
5. وكان سعيد بن جُبير رحمه الله إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقْدَر عليه. رواه الدارِمي.
6. وقال الإمام ابن حجر: والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمَّهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.
ما يُستحب فعله في هذه الأيام
· الصلاة: يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القُرُبات. روى ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عليك بكثرة السجود لله، فإنك لاتسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحطَّ عنك بها خطيئة)) رواه مسلم. وهذا عامٌّ في كل وقت.
· الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة؛ قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: إنه مستحب استحباباً شديداً.
· التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: ((فأكثروا فيهن مِن التهليل والتكبير والتحميد)). وقال الإمام البخاري رحمه الله: ((كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يَخْرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران، ويكبِّر الناس بتكبيرهما)). وقد صحّ عن عدد من الصحابة أنهم كانوا يُكبّرون في تلك الأيام: خلف الصلوات وعلى فُرُشهم، وفي مجالسهم وممشاهم، والمستحب الجهر بالتكبير.
وحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نُحيي هذه السُّنَّة التي قد ضاعت في هذه الأزمان! بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.
· صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم يوم عرفة: ((أحتسِبُ على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده)) رواه مسلم.لكن من كان في عرفة – أي حاجّاً – فإنه لا يُستحب له الصيام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مُفطراًَ.
· فضل يوم النحر: يغفل عن فضله العظيم كثير من المسلمين، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال بعض أهل العلم: ((خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر))، ففي سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القِرِّ)). ويوم القِرِّ هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر أي اليوم الذي بعد يوم العيد مباشرة. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفّر سنتين، وما من يوم يُعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة، والله سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يُباهي ملائكته بأهل الموقف.
وسواء أكان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجّاً كان أم مقيماً على إدراك فضله وانتهاز فرصته.
بماذا تُستقبل مواسم الخير؟
1. جديرٌ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب التي تَحْرُم الإنسان فضل ربه، وتُحْجُبُ قلبه عن نفحات رحمته.
2. كذلك تُستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصّادق الجادّ على اغتنامها بما يرضي الله عز وجل، فمن صَدَق اللهَ صَدَقه الله: (والذين جاهدوا فينا لنَهدينّهم سُبُلَنا) [العنكبوت: 69].
فيا أيها الأحباب احرصوا على اغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتكم فتندموا، ولات ساعة مندم.
وفقنا الله وإيّاكم لاغتنام مواسم الخير، ونسأله أن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
هل تظنُّون؟!
السنوار... رسالة الرمق الأخير
فلْتَكُنِ العربيّة مادّة وازنة!
من شموس المشرقين.. في تاريخ هذا الدين!
فكُن إيجابيًّا