قافلة الحرية... وأسئلة مشروعة
كتب بواسطة بقلم: محمد عادل فارس
التاريخ:
فى : المقالات العامة
636 مشاهدة
كان انطلاق قافلة الحرية، وهي تحمل المتضامنين مع أهل غزة المحاصرين، وتحمل "شيئاً" من الأدوية والأغذية ومواد البناء... وتتلقى التهديدات المسبقة من "إسرائيل" التي توصف بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة... ثم يحدثُ ما كان الناس يتجادلون في إمكان حدوثه، ويفجر براكين الغضب في نفوس الأحرار من مختلف الأعراق والديانات والاتجاهات...
كان هذا الحدث وتداعياته هو القنبلة الهائلة التي أحدثت دويّاً في أرجاء العالم كله، واستحوذت على اهتمام وسائل الإعلام كافة، وصدر بشأنها حشد من البيانات والتعليقات والمقالات.
بعد هذا كله هل لنا أن نطرح بعض الأسئلة لعلها تعيد التفكير في تحليل الحدث؟!!
- هل كان بإمكان إسرائيل أن تنفّذ وعيدها، وترتكب جريمتها، وتهدد بتكرار هذه الجريمة... لو لم تكن تراهن على رصيد مذخور من القوى، سواء كانت مراهنتها محسوبة بدقة، أو قائمة على وهم؟
- هل بقي في العالم الحرّ من يظن أن أمريكا تقوم بدور القوي الذي يسعى إلى استقرار العالم، وتتعهد بمحاربة الإرهاب؟ أم أن العالم كله صار يدرك أنها الراعية الأولى للإرهاب والإجرام؟
- وهل ارتكزت مراهنة إسرائيل على ضوء أخضر تلقته من الولايات المتحدة، أم أن هناك أضواء خُضراً من بعض دول المنطقة؟!.
- تاريخ إسرائيل يُظهر أنها لا تكترث بالرأي العام العالمي، بل لا تكترث بمجلس الأمن وقراراته، فقد قامت ابتداءً على الاغتصاب والتدمير والتزوير... وهي ما تزال ترتكب الجريمة، قبل أن تجف دماء الجريمة التي سبقتها، فحربها على غزة قد تبعها غارات متعددة على غزة، بل تبعتها جرائم عدة في الضفة الغربية، وتبعتها جريمة اغتيال محمود المبحوح، وهذه جريمة السطو على قافلة الحرية وإصابة العشرات من ركابها...
فهل يستمر هذا الغرور والتمادي أم أن ميزان القوى بدأ يتحول إلى غير مصلحتها؟!
- هل بدأ المستضعفون يبحثون عن مخلّص؟! وهل تمثل "تركيا العدالة" هذا المخلّص؟ ولماذا استطاع الطيب أردوغان أن يكون النجم اللامع في سماء السياسة العالمية في برهة قصيرة؟ ولماذا استطاع أن يفعل ما عجز عنه الآخرون؟
- منذ جيلين، بل ثلاثة أجيال، ما تزال الكتب المدرسية في بلاد العرب، ووسائل الإعلام ومنابع الثقافة الرسمية تبغّض في نفوس النشء "الاستعمار التركي" و"الخلافة العثمانية" ولا تذكر من التاريخ العثماني إلا الصفحات السود، سواء ما كان منها صحيحاً أو مختلقاً... ولكن ما هي إلا مواقف قليلة لحكومة حزب العدالة حتى راحت الجماهير العربية ترفع الأعلام التركية، وتمجد البطل أردوغان... فهل يعبر هذا عن عمق الانتماء العقدي بين الشعوب العربية والشعب التركي؟ أم أنه يعبر عن يأس الشعوب العربية من قادتها وتطلعهم إلى أي موقف رجولة من أي زعيم آخر؟!..
- تركية، بهذه المواقف المتصفة ببعض الجرأة، تجازف مجازفة كبيرة في موقفها من الغرب، وفي معاهدتها مع إسرائيل، وفي قيامها بدور الوسيط بين "إسرائيل" وسورية، وفي إمكانية انضمامها إلى دول الاتحاد الأوروبي... فهل ستكون الرابحة في هذه المواقف أم أنها قد تدفع أثماناً باهظة؟!
- لقد عبّرت الجماهير المسلمة، في البلاد العربية وغير العربية، عن تعاطفها مع المتضامنين في قافلة الحرية، وخرجت في مظاهرات، وأصدرت البيانات، وسارعت إلى الاكتتاب في قوافل أخرى لدعم أهل غزة... وهذا ما تملكه الجماهير بأفرادها ووسائل إعلامها ومنظمات المجتمع المدني فيها... ولكن أين الدول العربية والإسلامية وأين ضغوطها السياسية والاقتصادية... ولا أقول: أين جيوشها؟... أم أنها اكتفت بالكلام؟!
- روي أن صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله، قد حرّم على نفسه الضحك، حتى تتحرر القدس، فهل يحرّم الأحرار على أنفسهم كثيراً من مظاهر البذخ والرفاهية حتى تتحرر أوطانهم؟.
- هل تمر المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بقافلة الحرية، كزوبعة في فنجان، كما مرّ قبلها جرائم حرق المسجد الأقصى، والحفريات المستمرة تحته، ومذبحة المسجد الإبراهيمي، والحرب على غزّة، واغتيالات أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ومحمود المبحوح... أم أن تراكم الغضب في صدور الجماهير قد فجّر المرجل؟!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة