النشيد "الإسلامي"... دعوة للمراجعة!
كتب بواسطة وائل علي البتيري
التاريخ:
فى : المقالات العامة
717 مشاهدة
وجهة نظر محترمة تلك التي تقول إنّ النشيد الإسلامي اليوم يعيش - في جانب كبير منه - مرحلة فقدان الهوية، وسط صمت كثير ممن يرون أن المحافظة على الأصالة والتميز في النشيد الإسلامي خير من الانجرار وراء تقليد الغرب والمستغربين.
حاولتُ - مثلاً - أن أُقنع نفسي بالعائد المرجوّ على الدعوة الإسلامية من خلال ظهور بعض المنشدين مع نساء أجنبيات عنهم في (فيديو كليب)، أو مع زوجاتهم وهنّ يصفّقن ويتمايلن مع أنغام الموسيقى؛ فلم أستطع أن أصل إلا إلى أن هذا الأمر يسيء إلى الدعوة ويشوّه صورتها.
ألم يكن الأجدى بهؤلاء أن يترفّعوا عن مشابهة الأغاني الماجنة، ويحافظوا على تميّزهم، وبذلك يتجنبون أن يشملهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبّه بقوم فهو منهم"، ويخرجون من حرج الفتنة التي جلاّها الحبيب عليه الصلاة والسلام في قوله: "ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء"، ويشرّفون بأن ينالوا لقب الغرباء الذين وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بـ "الذين يَصلُحون إذا فسد الناس"، وفي رواية: "يُصْلحون ما أفسد الناس".
لماذا يصرّ بعضهم على انتقاء بعض الكلمات التي لا تستطيع تفريقها عن كلمات أغاني هاني شاكر وراغب علامة وعمرو دياب؟!
ولماذا يصرّ آخرون على تقليد الموسيقى الغربية كـ "الراب"، وتقمّص ألحان المنحرفين والشواذ؟ هل هو العجز عن الإبداع والتميّز؟ أم هي عقدة النقص؟ أم أن دفع تهمة الرجعية والتخلّف ستظل تجرّ المصلحين إلى مزيد من الانحراف عن الطريق السوي؟!
لماذا يصرّ بعض المنشدين على إظهار الترف الباذخ في (الفيديو كليبات) التي تقدَّم للأطفال في مناطق يعاني أكثر أهلها الفقر وقلّة اليد؟
أعلم تماماً أن كثيرين لن يعجبهم هذا الكلام، وربما يتهمون صاحبه بالظلامية والتخلّف، فلا ضير؛ إذ سننعتهم بالميوعة والتفلّت.. ثم ماذا بعد؟!
الذي يدعو للتفاؤل أننا لم نعدم كثيراً من المنشدين الذين شكّلوا قفزة نوعية في تطوير النشيد الإسلامي وحافظوا في الوقت ذاته على أصالة النشيد وتميّزه ولو بعضَ تميُّزٍ دون بعض، وفي هذا الإطار نسجّل تقديرنا للمنشد الأردني راشد قشوع (أبو أحمد) صاحب مبادرة الملتقى الفني للنشيد الإسلامي الأول الذي عُقد قبل أيام في عمّان، والذي يقوم بممارسة نقدية وعملية نرجو أن تشكّل خطوة على الطريق الصحيح.
في ظل صخب كثير من الأناشيد المعاصرة، وتداخل المفاهيم والرؤى، واختلاط الحلال بالحرام في بعضها دون بعض، بتْنا نحنّ إلى القديم من الأناشيد التي غرست في نفوس النشء معانيَ سامية تحض على حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والتضحية والثبات، والبذل والجهاد.
نحنّ إلى..
هو الحق يحشد أجناده.. ويعتدّ للموقف الفاصل...
نحنّ إلى..
مؤامرة تدور على الشباب.. ليُعْرِضَ عن معانقة الحرابِ..
إلى..
غرباء ولغير الله لا نحني الجباه.. غرباء وارتضيناها شعاراً للحياة..
و..
رحماك يا رب العباد رجائي.. ورضاك قصدي فاستجبْ لدعائي..
بتنا نتوق إلى صدح أبي مازن وأبي دجانة والترمذي.. وأناشيد البحريني والدمام والرابطة والفجر والمجلة الإسلامية وغيرها.
تلك الأناشيد التي كانت تخترق الأفئدة بسلاسة ويسر.. تزرع بكلماتها الصادقة غرْسَ الإيمان والثبات، وتسقيها بألحان عذبة هادئة رصينة.. فيخرج الزرع حسناً جميلاً.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن