شُعور يَصعُب وَصفُه
-1-
يا له من شعور، عندما ترهقك الحياة بهمومها وأحزانها، وتُظلِم أمامك الدروب، ويشتدُّ عليك الكرب ويصل إلى المخانق، حتى إذا استيأستَ أتاك الفرج من عند الفتاح العليم.
لطائف الله وإن طال المدى *** كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
كم فرج بعد إياس قد أتى *** وكم سرور قد أتى بعد الأسى
-2-
يا له من شعور، عندما تذوق الأمرّين على يد ظالم، ويَمَسَّكَ منه عظيم الضرر، ويُحيل حياتك إلى جحيم، ثم يَقْسِمه الله، ويقرّ عينك، ويشفي غليلك منه، وكأنها صخرة عظيمة أزيحت من على صدرك، فتبصر عينيك النور وكأنك ترى الشمس لأول مرة، وتتنسم الهواء العليل وكأنك وُلدتَ من جديد.
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً *** وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها *** ستُبدي له ما لم يكن في حسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً *** يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ *** أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى *** وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً *** وصَبَّ عليهِ اللهُ سَوْطَ عذابِهِ
-3-
يا له من شعور، عندما تتأخر أمانيك عن كل من يُحيطُ بك، وتمُرُّ السنون تلو السنين، ثم تأتي البشرى وإذ بك تسبق كل هؤلاء، وتحصل على أكثر مما كنت تتمناه.. (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضيعُ أَجْرَ المُحْسِنينَ) [يوسف:90].
-4-
أخت تقية نقية القلب، أرسلت إلي رسالة تقول فيها: (تعرفين مدى المشاكل التي كنت وما زلت أعاني منها، وقد اشتدَّ علي الكرب وبلغ أقصى مداه، فقلت: أفوض أمري إلى الله؛ إن الله بصير بالعباد، وعسى أن نكون من عباده الصالحين؛ حتى ييسر لنا أمورنا من بعد عسرٍ شديد.
وكنت قد رفضت مبدأ الزواج (إيّاه) رفضاً باتاً، وانقطع الموضوع لفترة، والطريف جداً أن جيراني عندهم ديك، والديك يصيح عندما يرى الملائكة، والمفروض ـ تبعاً للسنة ـ أننا نسأل ربنا ـ جل وعلا ـ من فضله العظيم، فكنت كلما صاح الديك أقول: اللهم آتنا من فضلك العظيم، وكنت دائماً أجلس مع القرآن، واستغفار كثير؛ عسى ربي أن يفرج كربي.
والحمد لله، موضوع الزواج فُتح مرة أخرى مع نفس الشخص، وتم الزواج، وسمّيتُ زوجي (فضل الله)؛ فهو من فضل الله علي، ولكن طبعاً بعد (هيصة) ومناقشات كتيرة، وأنا الآن ـ بحمد الله ـ في قمة السعادة والفرح، وحياة لا أعرف ـ والله ـ لغاية الآن أهي حلم أم حقيقة، سبحان الله! والحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده).
إذا تضايق أمرٌ فانتظر فرجاً *** فأضيق الأمر أدناه من الفرجِ
-5-
قال بعض الصالحين: استعمل في كل بَلِيَّةٍ تَطْرُقُكَ حسن الظن بالله ـ عز وجل ـ في كشفها، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج.
وكم من ليلة بت في كربة *** يكاد الرضيع لها يشيب
فما أصبح الصبح إلا أتى *** من الله نصرٌ وفتح ٌ قريب
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة