موقع الطالبات في الإعلام المعاصر
الإعلام بوسائله المختلفة أصبح اليوم سلاح العصر الفعّال، والسؤال: كيف يتسنّى لنا باعتبارنا طالبات ذوات ثقافة معيّنة ومستوى معرفة دينية محدودة أن نحكم على الأفكار والآراء التي تبثّها الوسائل الإعلامية؟ وما هو الدور الذي نستطيع أن نلعبه نحن للتأثير في الإعلام حتى لا نكون فقط مجرد متأثِّرات غير مُؤثِّرات؟
تجيب سهاد عكّيلة: مديرة تحرير ((منبر الداعيات)) على هذه التساؤلات فتقول:
- الإعلام لُغة التخاطب السريعة بين شعوب العالم قاطبة: حتى سُمي العالم بفضله (القرية الكونية)، من خلاله تُبَث الآراء والأفكار، وتصل إلينا آخر أخبار العالم، من خلال وسائله المتعددة: التلفاز، المذياع، الصحف والمجلات والإنترنت.
واليوم إن دور وسائل الإعلام لم يعد يقتصر على نقل الخبر والمعلومة فقط، بل إنه يتحكم في السياسات الدولية، ويحدد شكل الحروب ونتائجها، ويرفع أقواماً ويضع آخرين، بين يديه مقاليد السلطة والشعب في آنٍ معاً. وهو يصوغ شخصيات ويبني أفكاراً ويهدم أخرى...
ولئن كانت له هذه الأهمية الكبرى فالحريّ بالمسلم أن يكون في مقدمة المستفيدين من هذا السلاح بوسائله كافة ذات الحَدّين: الخير والشر بحسب طريقة استخدامها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نجيِّر الإعلام لخدمة الرسالة الإسلامية؟ وكيف نؤثِّر في هذا الإعلام؟
أولاً: لا بدَّ أن تلتحق مجموعة من الطالبات والطلاب في كليات الإعلام، وذلك لإيجاد نُخبة من خِرّيجي الجامعات تستطيع أن تَصوغ إعلاماً إسلامياً متميِّزاً تواكب تطوُّرات العصر وتعرف كيف تُدير شبكات الإعلام ووسائله ومؤسساته.
ثانياً: أن تهتم الطالبات بإيصال الفكر الإسلامي المستقيم والمنهج الأصيل عبر الوسائل الإعلامية كافة، من خلال كتابة المقالات التي تبثّ أفكارهنّ وإرسالها للإنترنت والصحف والمجلات، حتى لو تسنى لهنّ إيصال أفكارهن عبر الفضائيات يكنَّ قد أسهمن في إيصال الفكر الإسلامي لشرائح مختلفة من المجتمع العالمي.
ثالثاً: أن تهتم الطالبة بدعم الإعلام الإسلامي، إن بتوفير الدعم المادي له عبر المحيطين بها، أو بالمساهمة بالجهد الذهني من خلال الكتابة للمجلات الإسلامية واقتطاع جزء من وقتها تعطيه لهذه المجلة أو تلك للعمل في مختلف أقسامها.
رابعاً: أن تهتم الطالبات في جامعاتهنّ بالترويج لوسائل الإعلام الإسلامية المكتوبة خاصةً من خلال توزيع المجلات والنشرات التي تحمل بين طيّاتها الفكر الإسلامي المتميِّز.
خامساً: أن تهتم الطالبات بلوحة الحائط في جامعاتهن. فيتعهّدن هذه اللوحة بالترتيب والتنسيق والتجميل حتى تكون جذّابة لمن يقرأها، ولينتقين الموضوعات الإعلامية بعناية، وليخترن الموضوعات الجذّابة غير الطويلة الأمر الذي يشجِّع على قراءتها...
علماً بأن الترويج للفكرة الإسلامية وللمبادئ الإسلامية الصحيحة هو عملٌ إعلامي يحتاج إلى مهارة ممن يحملن في قلوبهنّ هذا الفكر الأصيل.
أما ماذا نقبل وماذا نرفض مما يُبَث عبر الوسائل الإعلامية؟ وكيف نحول دون أن يؤثِّر هذا الإعلام سلباً على أفكارنا...
فإن أول وأهم حصانة للطالبة من الطُّروحات ذات الأفكار الدخيلة والمسمومة هي أن تتربى في جماعة تزوّدها بالفكر السليم وتسير بها وفق النهج الحق، وتُبيِّن لها، وتوجِّهها، وترشدها، وتغذّي أفكارها بما يحفظ عقلها وقلبها من التأثُّر بأي طرح مخالف للكتاب والسُّنة.
وأن تحرص ثانياً على معرفة وجهة النظر الإسلامية في كل ما يحدث على الساحة العالمية من تطوُّرات سياسية واجتماعية وعلمية واقتصادية... هذه المواكبة لموقف الإسلام من كل ما يجري في هذا العالم ويُبَث عبر وسائل الإعلام وتُعقَد من أجله الندوات ونوادي الحوار، هذه المواكبة هي الحصانة من كل الأفكار التي تعجّ بها الفضائيات.
وأن تهتم ثالثاً بقراءة كتب المفكرين الإسلاميين المعاصرين الذين يُعْنَوْن بالموضوعات المعاصِرة التي تُطرح على الساحة، فتتزود الطالبة بالمصطلحات الفكرية الإسلامية وبالحُجّة القوية في الرد على الشُّبُهات التي تُطرَح حول الإسلام من خلال تلك الوسائل، وأيضاً للرد على المستجدّات وما يحوم حولها من أفكار وآراء باطلة.
فبالتربية الإيمانية وبحصيلة الفكر الإسلامي تستطيع الطالبة أن تحدِّد موقفها مما يُطرح عبر وسائل الإعلام، وتستطيع بالتالي الحكم عليه بموضوعية، لتصبِح مؤثِّرة في هذه الوسائل من خلال الترويج للفكرة الإسلامية إزاء ما يجري من مستجدّات بين زميلاتها وفي محيطها بل وفي هذه الوسائل نفسها لتوجِد حركة معاكسة لكل ما تبثُّه وسائل الإعلام.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن