إعلامنا.. استثمارنا الرابح
لا يخفى على أحد اليوم مدى تعاظم تأثير الإعلام على الناس في جميع ميادين الحياة. فمن المعلوم أن عصرنا هو عصر الإعلام، وإن العالم الآن أصبح شاشة تطل عليك بنافذتها في كل ثانية وفي كل مكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن ماذا تنقل إلينا أو إلى أين تنقلنا هذه الشاشة؟ فما بين الحدث ونقل الحدث دَسٌّ للسُّمِّ في الدَّسَم، وإذا بمناعة العقول تضعف فيلتهمها الإعلامي الشَّرِهُ ليُلبِسَ الإسلام رداء الإرهاب.
فبين إعلام مصري (خبيث) يحرق الحقائق ويخفي الآثار ويحوِّل المظلوم إلى إرهابي وتكفيري... وإعلام سوري (مُتَغابٍ) ينقل لنا صوراً من الحياة "الطبيعية" - كما يوهم الناس - وكأن الدنيا بخير، وهناك فئة لم ينل التشويه الإعلامي من عقلها ولكنه زرع فيها الرَّيب والشك، فانظروا إلى قوة الإعلام في تغيير الإنسان!!
من هنا فإن أهمية دور الإعلام ليست بالأمر الحديث أو المستجد، كما أنّ الوعي بهذه الأهمية في صناعة قوة إعلامية إسلامية وتوحيد الجهود المتناثرة فيها أصبح حاضراً في أذهان الكثير منا بعد مشاهدة نِتاج الحصاد الإعلامي في: برمجة العقول، وصياغة السلوك وصناعة المواقف. والآن، أَفي الإعلام شك بأنه أقوى الاستثمارات على الساحة وبأن الجهود والأموال يجب أن توظف فيه قبل توظيفها في الحملات العسكرية وقبل التبرعات والصدقات للمساجد والمراكز الخيرية؟ وبالمناسبة، هذا هو الواقع والحال في الإعلام على المستوى العالمي؛ فهو من أضخم المشاريع الاستثمارية التي تُبذل فيها الكوادر البشرية والطاقات المالية، لِمَا في ذلك الاستثمار من مكاسب معنوية ومادية، وأيضاً لما له من سلطةٍ في التغيير والتحويل على مستوى العقول البشرية وانعكاساته في إنجازات عملية على أرض الواقع؟!
إذاً نحن بحاجة إلى استثمار من هذا النوع من الإنتاج في خدمة الإعلام الإسلامي، ولا ينبغي أن يمنعنا اليأس بسبب ضخامة التكاليف من النزول إلى الساحة الإعلامية ولو بصفة خجولة. فهل نحن جاهزون؟
ونأتي هنا إلى الإنسان؛ فهو العنصر الأول في عملية التغيير، ولكن لا بُدَّ من تأهيله ليكون على أتم الجهوزية لاستقبالها وسيكون الإعلام الإسلامي صاحب الحضور القوي في الساحة الإعلامية بالبدائل التي سيقدمها خاصة وأن إطارَه أخلاقيٌ وعُمدتَه الصدق. والمسألة تبدأ - وقلت تبدأ - بثلاث:
أولاً: اللغة: وهي وعاء الفكر؛ وتتضمن قواعد اللغة بالإضافة إلى الأسلوب المناسب لشريحة المخاطبين.
ثانياً: الثقافة: وهي الإلمام بالواقع الذي نعيشه مما يساعد في تحليل الخبر وإدراك مراميه.
ثالثاً: آليات التوصيل والتواصل: من كاريزما ولغة الجسد ونبرة الصوت.
وفي الختام أقول: إعلامنا الإسلامي في فقه أولوياتنا، فَهَلُمّ إلى إعداد النفوس واستثمار الأموال والطاقات فإعلامنا هو إعلام الناس كافة بانتسابه لدين عالمي: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (سبأ: 28).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة