جسد واحد
ننتظر أن تخرج ساعة من نظام دوران الزمن؟ أم أن تتغير جغرافية الأرض وطبيعتها مع تقلب المحن؟!
حتماً نحن لا نحتاج إلى توقف الزمن ولا إلى تبدُّل الأرض... ولسنا بحاجة إلى خوارق العادات... أو تغيير موجات القنوات!
نحن نحتاج إلى تبدل الأعمال والأقوال وصلابة مواقف الرجال...
فلا قيمة لحياتنا إن لم تُحْيِها أعمال خالدة لترافق أرواحنا إلى الحياة الحقيقية، فنحيا بحقيقة الحياة، نحيا لنعمر الأرض بتكاتف، بتضامن كالجسد الواحد!
وصل بنا المسير أمام معرض من المشاهد وهي تودع أحلامها المتناثرة في الفضاء...
هنا في هذا المكان تلخصت أحداث العام المنصرم من الأحزان...
زهرة كانت... بل باقة من الزهور المسماة أملاً وإشراقة وسلاماً... هكذا كانت قبل أن يصلها سيف الغدر والظلم ليبتر أطرافها ويُقعدها في سرير ينتفض آلاماً... أما ما بقي منها فهو قلبٌ خافق بحبِّ الله وابتسامة انحسرت عن جسرٍ من الأحزان... ها هي قد أضحت الوحدة أنيسها بعدما أمست في الدنيا وحيدة...
وهنا الشباب بكل معانيه قد تجسّد مشلولاً بلا حراك... شباب الحب للحياة!
أما الطفولة الميتّمة فقد بكت دموعها حزناً عليها... وتوسّلت بها على مأساتها...
مسلسلات وحلقات متتالية والمخرج لم يجد لمأساتها بعد مَخْرجاً؟! ومازالت العقدة في أوجها؟! فهل أضاع مؤلف الرواية نسخته الأصلية؟! أم تلاعبت به الأيادي الغربية؟ أم هي المؤامرات الدولية؟!
سواء كان هذا أم ذاك فالمهم أن تسأل روحك وفكرك:
أوَلسنا جسداً واحداً؟! فربُّنا واحد... ونبينا واحد... وكتابنا واحد! فأين حق الجسد علينا من مداواته ومواساته ومناصرته؟!
إذاً ماذا ننتظر بعد؟! أن تُبتر أعضاؤنا واحداً تلو الآخر؟! فقد بدأ العدو بالأطراف وما زال سيف الغاشم مسلولاً... شُلّت أياديهم بما كسبوا!
فيا أخي ويا أختي:
لا مالك ولا جاهك ولا سلطانك ولا منصبك ولا مرتبة علمك... لن تكون لك، ولا شيء منها إن سُلِب من صاحبها الأمن والاستقرار!
أنا ونحن وأنتَ وأنتِ وهو وهي... جميع الضمائر الإنسانية التي ما زالت تنبض بأريج الخير والبذل والعطاء يقع عليها ثِقَل مسؤولية الحفاظ على الجسد الواحد... مستعينين بالله الواحد!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة