وتكسّرت الدنيا
منذ أسابيع مضت استيقظ العالم على صور مجزرة حدثت بالقرب منا .
بالنسبة لي كانت أعظم مجزرة شهدتها على الاطلاق، حيث نُفذت بحق أطفال أبرياء لم يبلغوا الحلم بعد.
وشهد العالم بأسره هذه المجزرة وعاينوها وعاينوا مشهدها.
منازل مضرجة بالدماء الزكية ملأت أرض الغرف ولكن لم يحرك أحد ساكناً وإن اقشعرت أبدان من هولها إلا أن بعضها الآخر بلغت ذروة اللامبالاة فلم تهتز.
فلسطين اغتصبت منذ أكثر من خمسين سنة ومنذ تلك اللحظة بدأ القلب بالتعوّد على تحمل الأسى والأذى ،لا بل وألفهما حتى أصبحا لديه مستساغان .
فالسنوات الطويلة كانت كفيلة بقتل الضمائر وتسكيت الأرواح وإغراق الذات بالصمت القاتل.
فكانت النتيجة أن حتى تلك الدماء الذكية والوجوه البريئة الممدّدة على فراشها غريقة بدمائها، لم توقظ الأرواح الحبيسة ولم تستثيرها للانتفاض والاستنكار.. لا أطمع بالثورة فهي مطلب يبدو لي بعيد المنال وغاية باتت كالحلم والأمنية.
ولكن احذروا من كسّر الصمت وأثار الروح ودفع الناس للخروج عن صمتها؟
وبرّهن أن أرواحهم ما زالت تعمل وتنفعل.
إنها كرة القدم اللبنانية..
نعم كرة القدم اللبنانية التي شغلت بال الشعب نهاري الأحد والإثنين وأثارت حفيظته فبات بين ساخط على... وراضٍ عن. ، ساخط على حكام المباراة وعلى والحظ الذي منع أقدام اللاعبين من تسديد ولو ركلة واحدة تدخل مرمى النصر، وراضٍ عن فريقه الذي يرى أنه بذل الجهد الكافي للفوز.
لا أكتب بهدف الإساءة الى احد أو التقليل من اهتمامات الأخرين ولكن هناك المهم فالأهم فالأكثر أهمية.
هنيئًا لكم أيها الشباب هروب أرواحكم من حاجز الصمت ولكن لتكن صرخاتكم في المرة القادمة صرخات على الطغاة والظالمين والجبارين، صرخات تكسّر الدنيا وترهب الفريق الأخر وتجعله يستسلم من الشوط الأول.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة