كُوني الأجمل!
من منّا لا تهوى الجمال والموضة؟! ومن منّا لا تسعى لتبدو دائماً بأجمل حُلّة وأبهى طَلّة؟! لا شك أن كل واحدة منا تحب ذلك.. فهي فطرة الله أودعها تعالى فينا نحن معشر البنات.. كما أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصّانا بقوله: «إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس..» رواه الإمام أحمد...
أعرف فتاة غير ملتزمة جيداً بواجباتها الدينية من صلاة وعبادات وغير ذلك.. جلستُ أحدثها مرة وأحاول أن أشجعها على الصلاة.. فوجدتها تقول لي: «أنا فتاة أحب التزين والتجمل والموضة، أحب أن أرتدي أجمل الثياب وأبدو بأبهى طَلّة، كيف لي أن أصلي وأنا أفعل كل هذا؟» سألتُها متعجبة: وما علاقة الصلاة باللباس والموضة؟! أجابتني بسرعة: «الموضة حرام، كيف لي أن أفعل حراماً وأصلي في الوقت نفسه؟!»، قلت في نفسي: يا سبحان الله! ومَن حرّم الموضة؟! ومن نشر هذه الفكرة بين الفتيات؟...
عزيزتي.. مَن ذا الذي يملك أن يحرّم الموضة والتجمل شرعاً أو أن يجرِّمهما خُلُقاً وقد زرعهما ربّ العباد في نفوس البشر جميعاً وخصّ الفتيات بالنصيب الأكبر منهما؟! ولقد أشار القرآن الكريم إلى ما جُبلت عليه بنات حوّاء من حبّ الزينة والتجمل منذ أول نشأتهن، فقال الله عز وجل: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ..} (الزخرف: 18)... ولكن..
قد تسألين: ما هي الطريقة التي جعلها رب العباد سبيلاً لتفريغ فطرة حب التجمل لدينا يا ترى؟!
عزيزتي.. إن الله جميل يحب الجمال.. وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب التعطّر، ودائماً ما يرجّل شعره (يصفِّفه).. ألا تريْن إلى سنن الفطرة إنها جميعاً تدعو إلى النظافة والطهارة وتدعو إلى الاهتمام بحُسن المظهر وطيب الرائحة.. لذلك حبيبتي.. فكل الأقوال التي يزعمها البعض بأن الإسلام قد حرم على الفتاة التزيّن والتجمل باطلة لا أصل لها..
ولكن إسلامنا جعل لذلك حدوداً وضوابطَ ليصون من خلالها جمالك الغالي ويحفظك من أعين الذئاب الماكرة؛ فما هي يا ترى؟
إن أول تلك الشروط حبيبتي حرمة النمص والوشم والوصل.. فكل مِن تفعل ذلك ملعونة على لسان الحبيب صلّى الله عليه وسلّم... هل تعرفين معنى اللعنة؟ إنها الطرد من رحمة الله.. تعالَيْ نعاهد الله سوياً الآن على ترك كل هذه المحرمات، وعلى رأسها النمص لكثرة انتشاره في بنات أمتنا مع الأسف!
علينا أن نحرص أيضاً على ألاّ يكون في لباسنا تشبه بالكافرات.. فعزّتنا بإسلامنا تَحول بيننا وبين ذلك.. وألا يكون فيه تشبهاً بلباس الرجال.. فقد قال [: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات بالرجال من النساء».. على زينتك عزيزتي أن لا تكون مُضرّة بجسدك.. فلجسدك عليك حقّاً.. وهو عندك أمانة لله.. ومن أمثلة ذلك أدوية تخفيف الوزن التي يفتك بعضها بالصحة.. أو بناطيل الجينز الضيقة التي تمنع خلايا الجلد من التنفس فتسبب السرطانات لا سمح الله..
ولكن لهذه الشروط جميعها شرطاً يُتَوِّجها، وهو أهمها على الإطلاق! .. فما هو؟!
تأملي معي قوله تعالى: {ولا يُبدين زينَتهنّ إلا لبُعولتهنّ (أزواجهن) أو آبائهنّ أو آباءِ بُعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهن (أبناء الزوج من امرأة أخرى) أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخَواتِهنّ أو نسائهنّ أو ما مَلكت أيمانُهنّ أو التابعينَ غير أُولي الإرْبة من الرجالِ أو الطفلِ الذين لم يظهروا على عورات النساء}.. إنّ في هذه الآية عزيزتي أهمَّ شروط التزين.. وهو حصره على المحارم.. فلا ينظر إلى جمالك إلا زوجك ومحارمك.. وقد حددهم الله تعالى في هذه الآية خير تحديد؛ كذلك حبيبتي.. على اللباس أن يكون ساتراً للعورة دون أن يفصّل الجسد أو يشِفَّه.. وألاّ تبدي الفتاة من جسدها أمام محارمها ما فوق ركبتيها أو دون عنقها...
جملة أعجبتني..
قرأتها على صفحات الفيس بوك يوماً تقول: إن الفتاة المحجبة ليست الفتاة التي لا تعرف الموضة، بل هي تلك التي تعرف جيداً أين ومتى ولمن تُظهرها.
وللجمال حقيقة أيضاً!
على أهمية جمال المظهر وضرورته.. إلا أن للجوهر الكلمة الفاصلة، فلا تغفلي عن ذلك..
أخيراً وليس آخراً أيتها اللؤلؤة المصونة .. إليكِ وصفة مذهلة للعناية بالجمال:
< اجعلي غضّ البصر كُحلَ عينيك فتزداد صفاءً وبريقاً.
< ضعي لمسات الصدق على شَفَتَيْكِ لتصبحا أكثر جمالاً.
< استعملي أحمر الخدود ماركة الحياء الموجود في سوق حب الله.
< استخدمي صابون الاستغفار لإزالة أي ذنوب عالقة أو خطايا تشتكين منها.
< احمي تقصف شعرك بالحجاب الذي يحميك من لهيب نظرات الرجال المحرقة.
< ضعي في أذنيك حلق الأدب وفي عنقك قلادة العزّ وفي يديك سِوارَي التواضع، وزيِّني إصبعك بخاتم التسامح، واستعملي العفّة ذات الرائحة الجذّابة (من كتيب: رسالة من سيدة نساء الجنة إلى الدرة المصونة).
ختاماً لؤلؤتي..
ثقي أنّ التزامك بأوامر المولى عزّ وجلّ سرّ جاذبيتك وجمالك وسبب في سعادتك في الدارين..
نستودعكن المولى وننتظركن على صفحتنا على الفيس بوك.
www.facebook.com/mdaeyat
فحياكن الله.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن