إعلاء ذكر الله: مقصد كل العبادات
كتب بواسطة بقلم: الشيخ حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1523 مشاهدة
ورد في الحديث النبوي المبارك البليغ:«إنما جُعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار: لإقامة ذكر الله».
هذا حديث حسن، رواه بهذا اللفظ الإمام أبو داود في سننه (1883) وسكت عليه، وبنحوه رواه الإمام الترمذي بالسند نفسه عن السيدة الجليلة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن زوجها سيدنا رسول الله r، ثم قال: وهذا حديث حسن صحيح.
كما رواه الإمام ابن أبي شَيْبة في «المصنَّف» (15571)، والإمام أحمد في المسند (24351 و 25080)، والحافظ ابن الجارود في «المنتقى» - ح 457 - وابن خُزَيْمة في صحيحه (2738 و 2882 و 2970)، والحاكم في «المستدرك» 1: 459 ـ وصححه ووافقه الذهبيّ ـ ولفظه "... لإقامة ذكر الله لا لغيره".
وفي سند الحديث في كل طُرُقه عُبيد الله بن أبي زياد القدّاح وهو مختلف فيه: من العلماء من وثّقه ومنهم من ضعَّفه، وخلاصة الكلام فيه كما قال شيخُنا المحدِّث محمد عوّامة: أمرُه قريب .1هـ.
ولذلك حديثه صحيح بالجملة حسن اصطلاحاً والله أعلم.
وثبت موقوفاً من كلام السيدة عائشة رواه الحافظ ابن أبي شَيْبة في المصنَّف (15570)، و الحافظ عبد الرزاق في المصنَّف (8961) من طريقين عنها.
والحاصل أن الحديث ورد مرفوعاً وكذلك موقوفاً من كلام السيدة عائشة، رضي الله عنها.
معنى الحديث
الحديث واضح الدلالة على أنّ مقصِد مناسك الحج (ذِكْر الله) وإقامتُه في القلوب وواقع الحياة، وفي هذا فائدة عظيمة في بيان (مرتبة ذكر الله) في الإسلام: فمن أجلِهِ شُرعت العبادات )وأقم الصلاةَ لذِكْري( وله سبحانه وتعالى ولإرضائِهِ ينبغي أن يَصرف الإنسانُ عُمُره.
والذكر هو ذكر اللسان بالثناء والحمد، وبالدلالة عليه سبحانه وتعالى وهداية الناس إليه والتعريف بشرعه، وذكر القلب بالتعظيم والتقديس والامتلاء حُبّاً له - تقدّس وتعالى- ورضاً عنه وتسليماً بقضائه وأمره ونهيه، وذكر الجوارح طاعةً له وعملاً بشرعه وإعلاءً لأوامره ونواهيه فوق كل أوامر ونواهي غيره.
فليس من (إقامة ذكر الله) أن يذكُرَه الحاجّ أو غير الحاج بلسانه ثم في حياته العملية هو أشدُّ ذِكراً للدنيا وتعلقاً بها وأكثر مدحاً وتعظيماً وثناءً على من يُخالفون أمرَه ويُعلون في ممارستهم الحياتية أو السياسية أو الاجتماعية: التقاليد الجاهلية أو القوانين الوضعية!!
فانتبهوا أيها الحجّاج وافْقَهُوا أيها المسلمون حقيقةً دينكم ومقاصدَ عباداتكم وكونوا منسجمين مع أنفسكم: حالة أدائكم للعبادات وفي سِيرتِكُم الحياتية وتوجُّهاتكم الفكرية والسلوكية والسياسية والاجتماعية، واطلبوا الهداية والثبات عليها من الله فإن ذلك أعظم المطالب وأنفس الرغائب )ربَّنا لا تُزغْ قلوبَنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب(.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة