التفكير خارج القيود
عندما تتوقف أجهزة الناس النفسية؛ كالساعة الفارغة لا يُسمع لها رنين، ولا ينضبط بها وقت، فترى الطالب يدرس مرغمًا، والعامل يعالج حرفته وهو ضائق منكمش، والموظف يجلس إلى مكتبه وهو مهدود مهزوم، والتاجر يدخل متجره وهو خامل مستكين. والأمهات تنظر إلى البنايات المدمرة في أمتنا فتبدأ بالبكاء والعويل.
هنا وفي هذه المواقف نحتاج لأشخاص يفكرون خارج الصندوق. لماذا؟ ليحسنوا تحرير أنفسهم من القيود التقليدية، ليفكروا بأنفسهم بدلًا من أن يفكر أحد عنهم، فيتولى أمورهم.
معظم الرسل والأنبياء كانوا يفكرون خارج الصندوق قبل استلام الرسالة الإلهية؛ فالنبي إبراهيم عليه السلام فكَّر في رب السموات والأرض. بينما هو في بيئة كانت تعبد الأصنام؛ اتخذ للتأمل طريقًا للوصول إلى الحقيقة، فكّر بإيجابيةٍ وبعقلٍ منفتح وبنَفسٍ حالمة مبدعة، ثمّ قرَّر أن يخطو الخطوة الأولى؛ فأعطاه الله سبحانه وتعالى القوة والحجَّة والحفظ والرعاية، ثم النصر والتوفيق.
ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كان يلجأ إلى غار حراء هربًا من البيئة الجاهلية، وكان يناجي ربه وهو على يقين بوجوده؛ فنزل عليه الوحي، وكانت الرسالة المحمدية بكل ما فيها من انتصارات وفتوحات .
وبعيدا عن القصص والسير النبوية نأتي إلى العالم الشهير توماس ألفا أديسون عندما فكرت أمه خارج الصندوق ، صندوق السجن المدرسي الذي لم يحصل فيه أديسون إلا على لقب الفاشل .وخرجت به إلى ضفة النهر تعلّمه في جوّ مفعم بالإيجابية والراحة النفسيّة .لذا تربى أديسون باستقرار نفسي بعيدا عن الأجواء السلبية التي كان يتلقاها في المدرسة والتي كانت تشدّ به نحو الأسفل .هذه القوة الإيجابية دفعته لعدم الاستسلام لفشله ألف مرة في محاولته لتطوير المصباح الكهربائي .
لماذا نسعى إلى التفكير خارج الصندوق ؟
لنعيش بشكل أفضل ، لنكون أحرارا ، لنبدع ، لنجدّد ، لكي نكون سعداء في حياتنا .
لم يعد يكفينا اليوم رجل ورجلين وقائد وقائدين يفكرون خارج الصندوق ، يفكرون بطريقة مختلفة ، يفكرون بإبداع وبطريقة ذكيّة للخروج من قيود الحياة إلى سماء الحياة .
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة