إلى متى نمو السموم؟!
عند ذكر التدخين فإنَّ أول ما يتبادر إلى ذهن المستمع المضار التي يسببها، والأمراض السوداء التي يحملها الخبيث تحت ردائه الأبيض الناصع، والآثار السلبية التي تنتج عن هذه العادة.
مما لاشك فيه أن للتدخين آثاراً سلبية صحية جمَّة سواء على الفرد بعينه أم على المحيطين به من غير المدخنين؛ ولكن عندما تعرف أن الدراسات قد أثبتت أن حوالي 60% من المدخنين يبدؤون هذه العادة السيئة قبل سن العشرين مما يعني أنهم أطفالنا وشبابنا، فإنك ستدرك حجم الكارثة التي تحملها (السيكارة البيضاء)!
فأي جيل سينشأ وقد اعتاد على حل مشكلاته بطريقة غير سويَّة؟! وأي تغيير نأمل من شباب رأوا خطأً أن خلاص شقائهم في نفث زفرات الدخان في الهواء؟
وهنا نتساءل من المسؤول عن هذه الآفة الخطيرة؟ وما هي الخطوات العملية التي ينبغي أن تُتخذ لقلعها من جذورها؟ فلا نريد حلولاً تجميلية تُخفي تحتها كوارث إنسانية!
إنَّ علاج هذه الآفة الخطيرة لا يحتاج إلى قرار فردي فحسب. فكم من المقالات التي كُتبت! وكم من الميزانيات التي صُرفت للقيام بالبحوث النظرية والإحصائيات الرقمية والتجارب العملية التي تبين للفرد خطورة العادة التي يقوم بها، لكنَّه يقف مكبَّل اليدين أمام اتخاذ قرار الإقلاع عنها! لماذا!
لأنه عند أول مشكلة تواجهه يلجأ إلى عشيقته فيفضي إليها بأنفاسه زفرات وزفرات حتى يخرج ما في القلب من آهات فيتوهم الراحة عندها!
إنَّ حل هذه المشكلة الخطيرة _ بالإضافة إلى ما يترتب على الأهل والمربين من واجب التحذير منها والسعي لزرع فكرة خطورتها في فكر أبنائهم _ يكمُن في قرار دولة حريصة كل الحرص على سلامة أبنائها النفسية والجسدية، ويبدأ بمنع زراعتها ومن ثم تصديرها لتصنع في بلاد تدَّعي الحرية للفرد في اتخاذ قراره في السلوك الذي يريد.. إن منع هذه الكارثة الجماعية أولى من ترك الحرية بفعل القتل البطيء لفئة كبيرة من الناس.
فلتسارع كل جهة مسؤولة حريصة بحق على سلامة أبنائها إلى اتخاذ القرار الأنسب لها.
ولن تكفي تلك العبارات التي تغلف بها العلب بألوانها وأسمائها المختلفة: "التدخين يؤدي إلى أمراض قاتلة "، لترفع الجهات مسؤوليتها عن الآثار السلبية التي تنتج عن ممارسة هذه العادة في المجتمع، طالما أنه لايزال من اليسير أن يصل الحبيب إلى محبوبته رغم كل التحذيرات التي تحفها، فهو لا يقرؤها بفكره وإن نطق بها لسانه!
إذاً.. لا بد من اتخاذ هذا القرار الحاسم بتطبيق الحكم الشرعي بحرمتها ومنع تداولها في مجتمعاتنا!
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة