غاندي في المناهج العربية.. أكذوبة كبرى
الهندوسي غاندي المتعصب لهندوسيته الوثنية فرضت سيرته الشخصية على بلاد المسلمين فرضا خبيثا حتى بات يعرف لدى العوام منا بأنه زعيم محرر وطني يبغض الإحتلال ويبغض اليهود ويحب فلسطين ويقاوم الانجليز في بلاده ويساعد كل البلاد المحتلة للتحرر .
وفي الحقيقة أن كل هذا حدث بالفعل ولكن تعمدت بريطانيا نشره بكثافة وتلميعه إعلاميا حتى أنها رحبت بوضع سيرته في مناهج التعليم في البلاد التي كانت تحتلها برغم انها تتحكم في مناهج التعليم تماما ومما هو معلوم تماما اتفاق غاندي مع المحتل الانجليزي لبلاده على تصدر المشهد المقاوم لهم في مقابل إبعاد المسلمين من المشهد حتى لا تصبغ الهند بصبغة إسلامية أنه في عام (1921م) قام (ريدينج) الحاكم البريطاني للهند بالاجتماع (بغاندي) وقال له : (إن مصدر الحركة الاستقلالية في الهند هم المسلمون ، وأهدافها بأيدي زعمائهم ، ولو أجبنا مطالبكم ، وسلمنا لكم مقاليد الحكم ، صارت البلاد للمسلمين ، وإن الطريق الصحيح هو أن تسعوا أولاً لكسر شوكة المسلمين ، بالتعاون مع بريطانيا ، وحينئذ لن تتمهل بريطانيا في الاعتراف لكم بالاستقلال ، وتسليم مقاليد الحكم في البلاد إليكم).
وبناء على التنسيق والتفاهم الذي تم بين (ريدينج) و (غاندي) قامت بريطانيا بالقبض على الزعماء المسلمين المنادين بالاستقلال ، فأصبح الطريق ممهداً أمام (غاندي) الذي طلب من هيئة المؤتمر الإسلامي الهندوسي ، بأن تسلم له مقاليد الأمور بصفة مؤقتة نظراً لقبض بريطانيا على الزعماء المسلمين ، وعندما عقد أول اجتماع برئاسة (غاندي) نفذ ما تم الاتفاق عليه مع الحاكم البريطاني (ريدينج) وأعلن أن الوقت لم يحن بعد لاستقلال الهند ورفض المقاومة المسلحة للإحتلال كما كان متفق مع الزعماء المسلمين من قبل وتنكر لكل الترتيبات المتفق عليها لمقاومة المحتل .
وتكملة للمؤامرة بين غاندي والانجليز قامت بريطانيا بتسليح الهندوس وتدريبهم ، والتنسيق معهم لإقامة المذابح للمسلمين ، أما غاندي الذي أصبح كل شيء بعد تلميعه في مسرحية نفيه المؤقت إلى جنوب أفريقيا فقد قام بمذبحة ثقافية بشعة للحضارة الإسلامية في الهند ، وفي ذلك يقول الأستاذ أنور الجندي رحمه الله : ( لقد كانت دعوة غاندي إلى ما سماه اكتشاف الروح الهندي الصميم ، والرجوع إلى الحضارة الهندية ، هو بمثابة إعلان حرب على الحضارة الإسلامية التي عاشت على أرض الهند أربعة عشر قرناً ، وغيرت كل مفاهيم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، بل إنها قد غيرت مفاهيم الهندوكية نفسها ) وتم التعامل بالنعرة القومية الهندية ليتفادى غاندي والانجليز وجود الإسلام ولو بشكل جزئي في المشهد الهندي وكان الاحتلال قد زرع النعرة القومية في بلاد الإسلام في شكل حزب البعث وقومية جمال عبد الناصر مما شجع أن يكون لغاندي مكانة كبيرة في بلادنا وبالمقابل لم يذكر إسم ولا زعيم مسلم واحد في مناهج تعليمنا وكانوا هم من زرع فكرة مقاومة الإحتلال قبل غادي بكثير .
وعندما اطمأنت بريطانيا على مقدرة الهندوس على حكم الهند قامت بترتيب الأمور لاستقلال الهند.
لقد كان عام (1948م) الفصل الأخير من مسرحية غاندي وبريطانيا حيث سلب الحق من أهله بإعلان استقلال الهند عن بريطانيا في تلك السنة ، لكن مسرحية المقاومة السلمية التي قام غاندي فيها بدور البطل لا تزال تعرض إلى يومنا هذا.
بقي أن نشير إلى أن من يطلق شرارة الحقد والكراهية لا بد أن يكتوي بنارها ، فقد مات غاندي مقتولاً عند استقلال الهند ، ثم تبعه في عام 1978م آخر حاكم بريطاني للهند اللورد مونتباتن حيث قتل على أيدي الثوار الإيرلنديين وبسببه لا زالت كشمير تنزف دماً حتى اليوم .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كتبه : محمد الفاتح .
المصدر : كتاب رجال اختلف فيهم الراي - تاليف انور الجندي .
جزء من مقال د. خالد بن محمد الغيث
جامعة أم القرى - كلية الشريعة
قسم التاريخ والحضارة الإسلامية
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة