أعيادنا وأعيادهم
الاحتفال بالعام الميلادي الجديد أصبح ظاهرة جلية في مجتمعاتنا المسلمة، وخطورة الاحتفال به تتجلى – بالإضافة إلى البُعد العقائدي – في مصاحبة ألوان المعاصي وأنواع المخالفات التي تحدث في معظم بلاد المسلمين ليلة رأس السنة.
وللتوقف عند عواقب هذه الممارسات وأثرها على المجتمعات الإنسانية التقينا بالشيخ الداعية عثمان دياب (عضو لجنة الدعوة في جمعية الاتحاد الإسلامي)؛ فطرحنا عليه هذه الأسئلة:
1. ما رأيكم باحتفالات رأس السنة الميلادية ، وما هي أبرز دلالاتها؟
– إن ما يَرِد من مظاهر وحوادث أثناء الاحتفالات برأس السنة الميلادية طبيعي من أناس ليس لديهم إيمان بالله تعالى، فهذا الصنف من البشر يعيش لشهواته ومتعته.. لا يبالي بما يخالف الفطرة البشرية ولا العقل السليم، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الصنف من البشر بقوله تعالى: {والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام والنارُ مثوىً لهم} ( محمد: 12).
2. كيف تفسر إقبال كثير من المسلمين على الاحتفال بأعياد غيرهم؟
– إن المسلمين الذين يحتفلون بأعياد غيرهم إنما يفعلون ذلك بدافع التقليد والانبهار بالآخرين؛ وهذا ناتج عن التربية التي تلقَّوها في بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم، بل وفي شوارعهم وإعلامهم؛ فالإنسان ابن بيئته، وكثير من المسلمين اليوم لا يعيشون في مجتمعات إسلامية تحمل مفاهيم إسلامية صحيحة.
وهنا تَعظم مسؤولية المسلم الواعي الفاهم لدينه فَهماً سليماً، وخاصة العلماء الصادقين وطلبة العلم الشرعي، لتنبيه المسلمين الذين يحتفلون بتلك المناسبات أو بالأعياد غير الإسلامية إلى خطورة التقليد لغير المسلمين وخاصة في ما هو خاص بهم ومرتبط بدينهم لأنه يؤثر على عقيدة المسلم وسلوكه وأخلاقه.
3. جعل الله لكل قوم عيداً.. ما الفرق بين أعياد المسلمين وأعياد غيرهم؟
– الفرق كبير جداً. أعياد المسلمين قائمة على العبودية والتوحيد لله تعالى؛ ففرحة الأعياد عندنا نحن المسلمين قُربة نتقرّب بها إلى الله تعالى فنهلِّل ونكبّر ونحمَد، ويعم فيها الحب والوئام والسلام والأمن، بل وتنزل الرحمات، وتحصل المَكْرُمات من المسلمين لبعضهم البعض؛ فنرى الصدقات تكثر (زكاة الفطر – لحوم الأضاحي) والهدايا توزَّع والسرور يعمّ. في المقابل فإن الواقع يشهد أن أعياد غير المسلمين يكثر فيها شرب الخمور وارتكاب الفواحش والجرائم… فيعمّ الخوف والذعر والفوضى…
4. ما حــــكـــم الــمــشاركة باحتفالات غير المسلمين ومنها أعياد الميلاد ورأس السنة؟
– نصّ الفقهاء قديماً على هذه المسألة وبينوا عدم جواز احتفال المسلمين بأعياد غيرهم، أو حضور تلك الأعياد، أو الترويج لها بأي وجه من الوجوه خاصة تلك الأعياد التي تشتمل على عادات وتقاليد ترتبط بالعقيدة الدينية لدى غير المسلمين. وقد بيّن الله تعالى في كتابه الكريم ما يشير إلى حرمة ذلك بقوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} (الفرقان: 72) أي لا يَحضُرونه ولا يشاركون فيه.
وقد ذكر العلّامة ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه القيّم «أحكام أهل الذمة» (722:2) ما قاله فقهاء المذاهب الأربعة من حرمة الاحتفال أو المشاركة في أعياد غير المسلمين. إضافة لما تقدم، فإن الاحتفال بأعياد غير المسلمين يُعتبر من التشبه بهم وقد نهانا الله تعالى عن ذلك فقال عزّ مِنْ قائل: {ألم يَأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب} (الحديد: 16). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تشبَّه بقومٍ فهو منهم» (رواه أبو داود في سننه بسند صحيح).
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن