ميانمار.. قصة ألم 'كن عوناً لهم'

تعرف على الإغاثة الإسلامية
   (Islamic relief)

    تبذل الإغاثة الإسلامية عبر العالم قصارى جهدها لضمان وصول مساعدات إنقاذ عاجلة لمئات الآلاف من المتضررين مما يجري في بلدهم (ميانمار) من  أحداث دموية، وأيضاً تُجاه أزمة اللاجئين الفارين إلى  دولة بنغلادش المجاورة..
وحول تاريخ مكتب الإغاثة وجهودها في هذا المجال وخصوصاً ممّا يجري في ميانمار كان لقاء مع في لبنان مدير المكتب الأستاذ عبد الكريم  عنداني.

• إشراقات: لو تحدثنا عن تاريخ تأسيس مكتب الإغاثة الإسلامية (Islamic relief) في بورما وبنغلادش ؟ وما الأهداف التي يسعى إليها؟ 
- الإغاثة الإسلامية عبر العالم هي مؤسسة غير حكومية دولية مستقلة أُسست في المملكة المتحدة في عام 1984. تعزز الإغاثة الإسلامية (Islamic realief) التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال العمل مع المجتمعات المحلية في أكثر من 40 بلداً للقضاء على الفقر، والأمية والمرض. كما تستجيب المؤسسة للكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان. يتمثل هدف تأسيس الإغاثة الإسلامية في التخفيف من حدة الفقر، ولا تهدف إلى العمل مع المسلمين فقط. تقدِّم الإغاثة الإسلامية الدعم إلى المحتاجين بغض النظر عن الدِّين، أو العرق أو النوع الاجتماعي دون أي مقابل. 
الإغاثة الإسلامية:
• تتمتع بمكانة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. 
• مسجلة مع هيئة الجمعيات الخيرية التابعة لحكومة المملكة المتحدة برقم تسجيل (رقم . 328158).
• موقّعة على مدونة قواعد سلوك المنظمات الدولية. 
• عضو في المنظمات غير الحكومية البريطانية للتنمية الدولية BOND.
 • شراكة بين منظمة الإغاثة الإسلامية مكتب لبنان وجمعية الاتحاد الإسلامي. 
• عضو في لجنة الطوارئ والكوارث في المملكة المتحدة. 
• شراكة مع  لجنة المساعدات الإنسانية  التابعة للمفوضية الأوروبية (DEC).
• موقعة على مدونة الممارسات الجيدة لمقدمي العون الإنساني.
• عضو في تحالف حماية الأطفال. 

• إشراقات: ما أهم الإنجازات التي تم تحقيقها إلى الآن؟
- قدَّمت الإغاثة الإسلامية في عامي 2008م و2009م مبلغ 1.2 مليون دولار لإغاثة ودعم أكثر من 100.000 شخص من المتضررين من إعصار نرجس. وحصلت الإغاثة الإسلامية على الموافقة الرسمية من حكومة ميانمار في سبتمبر 2008 م وكانت المؤسسة غير الحكومية الدولية "الأفضل أداء" حسب موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية. عملت الإغاثة الإسلامية بشكل مباشر مع المجتمعات المسلمة، والبوذية، والمسيحية، والهندوسية، وقدمت مستلزمات النظافة، ومستلزمات منزلية، وملاجئ، وأثاث ولوازم مدرسية، وقوارب الصيد، والدعم الزراعي في بلدات ديداي، ولابوتا، وكيوكتان. كما قامت الإغاثة الإسلامية بإعادة بناء المدارس وتطهير أحواض مياه الشرب.
•  وكيف يتمّ تجاوزها؟ والمكاسب التي حققها المكتب إلى الآن. 
- لم تتمكن المنظمات غير الحكومية الدولية لفترات طويلة من الوصول إلى ولاية راخين ذات الأغلبية المسلمة، ويرجع ذلك إلى تغيير حكومة ميانمار سياساتها بعدم الوصول إلى تلك الولاية. يطمح سكان راخين وقادتها السياسيون في الحصول على حكم ذاتي، وسيطرة مالية أكبر على الموارد بسبب هويتهم العرقية وثروة الموارد الطبيعية (أي الغاز). يفيد البعض أن ما يجري في البلد هو أقرب إلى التطهير العرقي للمسلمين (الروهينغيا) غير المرغوب بهم وغير المعترف بهم، حيث إن الحكومة الوطنية تريد تحقيق انسجام ووضع حد للصراع. تحرص حكومة ميانمار الوطنية على الحفاظ على صورتها الدولية، حيث إنها تدرك أنه يجب عليها أن تكون أكثر انفتاحاً لتحقيق نمو اقتصادي أكبر. وقد بدأت الحكومة بالسماح للمنظمات غير الحكومية الأجنبية بالدخول إليها نتيجة للضغوط التي تمارسها دول منظمة الآسيان وكذلك الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. 
ونظراً لحرص ميانمار على تحسين سمعتها الدولية ووضعها الاقتصادي، يُعد سماح حكومتها الوطنية للإغاثة الإسلامية للوصول إلى راخين مصلحة لها. سيتم الترحيب بالإغاثة الإسلامية عند إثباتها أن وجودها والأعمال التي تقوم بها تصب في مصلحة الانسجام بين الطوائف. يعمل وجود منظمة "إسلامية" دولية في راخين على تحسين صورة حكومة ميانمار. وعليه، يجب أن يهدف عملنا إلى تحسين مستويات المعيشة لكل الطوائف. تشمل إستراتيجية الحكومة حالياً في "سيتوي" في "راخين" الفصل بين المجتمعات في مخيمات حتى يتم وضع خطة "دائمة". 
ستحاول الإغاثة الإسلامية نظراً لمكانتها الفريدة من إحداث تغيير لسكان راخين المسلمين، "الذين يتعرضون لأكثر اضطهاد في العالم." يمكننا العمل مباشرة لتعزيز الوئام بين الطوائف ومنع المزيد من الصراع. يمكننا أيضاً تهدئة التوترات بين سكان شين من خلال تقديم الدعم لهم. لقد أثبتنا أننا قادرون على جمع التبرعات لسكان (شين) وغيرها. كما أثبتت الأُمَّة الإسلامية في أنحاء المعمورة تضامنها ودعمها للمسلمين حيث يبدو ذلك جلياً من تدفق الدعم لإغاثة السكان هناك.  
غاية الإغاثة الإسلامية ونهجها في ولاية شين:
تشمل خطتنا في ميانمار اتباع إستراتيجية طويلة الأمد عن طريق تأسيس مكتب في شين لدعم مشاريع الإغاثة، والإنعاش، والتنمية طويلة الأمد. 
كما يجب على الإغاثة الإسلامية العمل على تحسين الظروف المعيشية لكافة سكان شين، وخاصة المسلمين. ويتمثل هدفنا طويل الأمد في تعزيز الانسجام بين الطوائف ومستويات المعيشة من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ستعمل الإغاثة الإسلامية على شراء المواد الإغاثية من مصادر محلية واستئجار عمال من شين (عند الإمكان) لدعم الاقتصاد المحلي والسكان المحليين. كما ستقوم الإغاثة الإسلامية بالانضمام إلى وكالات وتحالفات أخرى لمناصرة الحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية.  
بالإضافة إلى ذلك، ستعمل الإغاثة الإسلامية على التركيز على توفير الدعم للسكان المتضررين من النزاع في قراهم الأصلية، كما هو الحال في ولاية (أراكان) حيث لا توجد منظمات غير الحكومية أخرى لتقديم الدعم للسكان المتضررين. وعلى الرغم من الاحتياجات الإنسانية الملحة في المخيمات، هناك خطر من أن توفير الدعم سيكون عامل جذب وستصبح المخيمات مستوطنات دائمة مما سَيمسّ كرامة السكان المحرومين أصلاً. ومع ذلك، ونظراً لأن الفجوة القائمة في مجال الإصحاح كبيرة وهي سبب الوفيات الأخيرة بسبب الأمراض التي تنقلها المياه والتي يمكن تجنبها، ستقوم الإغاثة الإسلامية ببناء مراحيض في هذه المخيمات. وسيؤدي توفير خدمات الإصحاح الطارئ إلى التقليل من المعاناة.

• إشراقات:  لو تزودنا بملخص عن الأزمة الأخيرة.. وكيف كان أداء مكتب الإغاثة تجاهها؟
- اندلعت أعمال العنف في الخامس والعشرين من شهر آب الماضي  مما  أدّى  إلى  تهجير مئات الآلاف من ديارهم منهم  أكثر من نصف مليون نسمة نزحوا إلى بنغلادش  ومثلهم ما  زالوا عالقين في أماكن النزاع. يومياً يعبر ما يقارب 15،000 شخص نهر (الناف)،  الذي يشكل الحدود الطبيعية مع بنغلادش،  والذي يقضي فيه الكثير حتفهم غرقاً.. لذا كان أداء المكتب في جانبين:
1- العمل مع عدد من الشركاء على إيصال المساعدات إلى منطقة كوكس بازار الحدودية والتي تضم اللاجئين من ميانمار. 
2- كما يعمل المكتب منفرداً على توفير المساعدات للاجئين خارج هذه المنطقة.
في ختام الحوار نشكر ضيفنا الأستاذ عبد الكريم عنداني راجين من الله لمكتب الإغاثة الإسلامية مزيدًا من التقدّم والعطاء والاستمرارية في تضميد جراحات المضطهدين والمظلومين من المسلمين في أنحاء العالم.