كيف تأتي البركة في الرزق؟
كتب بواسطة كارم الغرابلي
التاريخ:
فى : تحقيقات
2323 مشاهدة
الحياة الصعبة والأعباء والمسؤوليات التي تقع على عاتق كل فرد منا تدفعنا للحصول على المال بشتى الطرق والوسائل لتوفير المأكل والملبس والمصاريف وغيرها من متطلبات الحياة.
لكن كم من الناس من يشكو قلة البركة، فلا بركة في المال ولا الأولاد ولا الزوجة ولا بركة في العمر، حيث انعدمت البركة لكثرة الغش والتدليس والتطفيف ونقص الكيل، وعلى النقيض من الناس من لديه المال وهو يعرف حق الله فيه ويتصدق منه، ويساعد أهل الحاجة، ويعين الملهوف، فماله في زيادة لا نقصان. فما هي أسباب زيادة البركة وكيف نضمن حياة هنية وكريمة؟
في هذا الإطار قال الشيخ والداعية أحمد أبو العمرين:" الرزق بيد الله وحده وهو المتكفل به وهو الذي بيده القوة والمنعة والرزق فيعطي من يشاء ويمنع عمن يشاء كل شيء عنده بمقدار حيث قال في كتابه: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} [الحجر:21].
وأضاف أبو العمرين في حديث لبصائر: "الرزق لا يقتصر فقط على المال ووفرته كما فهمه بعض الناس، فكل ما هو من عند الله هو رزق، فصحتك رزق، ذريتك رزق، حب الناس لك رزق، وبر أبنائك لك رزق وغير ذلك".
الداعية أحمد أبو العمرين: الرزق لا يقتصر فقط على المال ووفرته كما فهمه بعض الناس، فكل ما هو من عند الله هو رزق
والبركة في كل شؤون الحياة تعني نزول الخير الإلهي في الشيء، وزيادة الخير و الأجر و كل ما يحتاجه الإنسان من منافع في الدنيا و الآخرة، و تكون من عند الله ولا تنال إلا بطاعته وفق أبو العمرين.
وتطرق أبو العمرين في حديثه إلى الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة البركة في المال والأبناء والزوجة قائلاً: "إن فتح أبواب الرزق يكون بالعمل الصالح والتقرب إلى الله، وهي سنة الله في كونه، فإن التقوى والصبر والعمل الصالح تورث الإنسان الرضى والرزق والخير الكثير".
أما كيف نفتح لأنفسنا أبواب الرزق الواسعة رداً على تساؤلات الكثير من الناس أشار إلى عدة طرق أهمها ضرورة الإكثار من الاستغفار مستدلا بقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا(12)} [سورة نوح].
وأوضح أن هذه الآيات هي من وحي كلام سيدنا نوح لقومه الذي أمرهم بالاستغفار وبين لهم فضائله قائلا: "وهنا يظهر لنا جلياً أن أبواب الرزق كلها بالاستغفار رزق المغفرة ورزق المطر والزرع ورزق الأموال والأولاد وكذلك رزق الجنة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، مستدلا بحديث النبي صلى الله وعليه وسلم حيث قال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه).
ولفت أبو العمرين إلى أهمية ذكر الله موضحاً أن من يعرض عن ذكر الله وقراءة القرآن الكريم وتطبيقه ويهجره فإن له في الدنيا معيشة ضنكا صعبة مؤلمة.
وقال: "ومن هنا لا بد من الإشارة إلى أن ضيق العيش وقلة الرزق هي من الضنك الذي وعده الله للمعرضين عن ذكره قال تعالى: {ومنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أعمى} [طه:124].
وأشار إلى ضرورة مشاركة الناس في همومهم والتخفيف من آلام الحياة من خلال سداد ديونهم أو تلبية لضرورة وذلك من خلال الصدقة بالمال واللباس أو سداد الديون أو الرسوم المستحقة وتقديم ما يمتلكه الإنسان من مهارات ومواهب أو علم لمن يحتاجونه في الحياة.
وقال: "أفضل الصدقات ما كان في حال العسر {الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء}، مستشهدًا بقوله (تعالى): {ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا}.
وأضاف: الصدقة دليل على صدق الإنسان وتدفع عنه المصائب والكوارث وتعود عليه بالرضا عن الذات وتذلل الصعاب والعقبات مشيراً إلى قول النبي صلى الله وعليه وسلم: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء" (رواه الترمذي)، وقوله صلى الله وعليه وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقات" (رواه الطبراني).
وأشار إلى أن الناس في قطاع غزة المحاصر أحوج ما يكونون للعون والمساعدة من أولئك الذين يريدون أن يجتازوا العقبة مستشهدا بقوله تعالى {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ* أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}".
وجاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحث على فضل الصدقة منها قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، [سورة البقرة: الآية 274].
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن