قصيدة من أب محب إلى ابنه المتمرّد
كتب بواسطة د.وائل عبد الرحمن الميداني
التاريخ:
فى : شعر
25892 مشاهدة

يشتكي أكثر الآباءِ من تمرّد أبنائهم ، ويشتكي أبناءُ هذا الجيل من توجيهات آبائهم ومتابعاتهم لهم في تفاصيل حياتهم ، في حين يرون اللطف والمسايرةَ من أمهاتهم ، فيظنون أنّ الحبَّ الحقيقي هو فقط عند أمهاتهم !!! ولعلّ هذه المشكلة هي مشكلة كل العصور إلاّ أنها في زماننا أخذت شكلاً آخراً من أشكال تمرّد الأبناء على آبائهم ، واتَّسَعت الهُوَّةُ بينهم إلى درجةٍ خرج فيها بعضُ الأبناء عن حدود الدين والعرف والفطرة …
اتصل بي أحد المتابعين واشتكى من سوء معاملة ابنه له وطالبني بأن أكتب في هذا الموضوع مقالةً أُلقي فيها الضوء على هذا الخلل الاجتماعي الذي استشرى في زماننا ، فاتكلتُ على الله وكانت هذه القصيدة …
قصيدتي إلى أبناء هذه الجيل رسالةُ حبّ أتمنى أن تصل إلى كل صفحات الشباب ثمَّ إلى قلوبهم ، ففيها خيرٌ كثير …
القصيدةُ موجّهةٌ من أبٍ مُحبٍّ إلى إبنه المُتمرّد :
ستظلُّ في قلبي وفي وجداني=مهما فؤادُك يا بُنَيَّ جفاني
مهما رفعتَ حواجزاً وتركتني=وحدي أُكَفْكِفُ أدمعي وأعاني
ولَسَوفَ أبقى في طريقك جنّةً=حتى ولو ناراً عليكَ تراني
فَمُهِمّتي أن أفتديك بأعيني=مهما أَرَيْتُكَ قسوتي بلساني
كم كنتُ أرجو أن أُريْكَ وداعتي=وأُريّكَ نهرَ عواطفي وحناني
لكنَّ همّي أن أراك موفّقاً=لا أن أُريْكَ اللين كي تهواني
فالله يضمن لي حقوقي عندما=تلقى غداً دنياك برَّ أمانِ
وترى نتائج قسوتي معنىً به=لصلاحِ أمرك في النجاح معاني
عيناكَ تُخبرني بأنك ساخطٌ=وترى زمانكَ كارهاً لزماني
لا يا بُنَيّ … فما تراهُ بجَعْبَتي =هو لو عقِلتَ هديّةُ الرحمنِ
ليْ ألفُ قلب هُمْ حدائقُكَ التي=كانت بدرب تجاربي بستاني
أعدَدْتُها ليكون قطفُ ثمارها=في راحتيك بأرخص الأثمان !!!
تلك التفاصيل التي تشقى بها =مِنّي وتحْسَبُها لجيلٍ ثاني
هي لو علمتَ بها نجاحُكَ ، كلّما=يوماً قَطَفْتَ ثمارَهُ تلقاني
تُبْكيكَ منّي قسوةٌ ، لو لامَسَتْ=بشغاف قلبكَ أدمعي لبكاني
بيني وبين القبر أقْصَرُ خطوةٍ =وغداً سأتركُ يا بُنَيَّ مكاني
وغداً ستصبحُ والداً ، وكما أنا=عانيتُ في درب الحيا ستعاني
ويراكَ مَنْ تعطيه عمركَ ، مثلما=في رحلتي فوق التراب تراني
وأظنّ أنك يومها ستَوّدُ لو=آتي إليكَ وحاملاً أكفاني !!!
كُنْ ما تريدُ وعِشْ حياتَكَ وأنتبهْ=ومِنَ الدعاءِ بُنَيَّ لا تنساني …
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء السادس
وجوه النفاق.. في الدين والحياة
تأثير التنمُّر على نفسيّة الطفل
أشرَق الأمل... وعاد الحقُّ إلى أهله
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين! الجزء الثالث