قصيدة من أب محب إلى ابنه المتمرّد
كتب بواسطة د.وائل عبد الرحمن الميداني
التاريخ:
فى : شعر
24427 مشاهدة
يشتكي أكثر الآباءِ من تمرّد أبنائهم ، ويشتكي أبناءُ هذا الجيل من توجيهات آبائهم ومتابعاتهم لهم في تفاصيل حياتهم ، في حين يرون اللطف والمسايرةَ من أمهاتهم ، فيظنون أنّ الحبَّ الحقيقي هو فقط عند أمهاتهم !!! ولعلّ هذه المشكلة هي مشكلة كل العصور إلاّ أنها في زماننا أخذت شكلاً آخراً من أشكال تمرّد الأبناء على آبائهم ، واتَّسَعت الهُوَّةُ بينهم إلى درجةٍ خرج فيها بعضُ الأبناء عن حدود الدين والعرف والفطرة …
اتصل بي أحد المتابعين واشتكى من سوء معاملة ابنه له وطالبني بأن أكتب في هذا الموضوع مقالةً أُلقي فيها الضوء على هذا الخلل الاجتماعي الذي استشرى في زماننا ، فاتكلتُ على الله وكانت هذه القصيدة …
قصيدتي إلى أبناء هذه الجيل رسالةُ حبّ أتمنى أن تصل إلى كل صفحات الشباب ثمَّ إلى قلوبهم ، ففيها خيرٌ كثير …
القصيدةُ موجّهةٌ من أبٍ مُحبٍّ إلى إبنه المُتمرّد :
ستظلُّ في قلبي وفي وجداني=مهما فؤادُك يا بُنَيَّ جفاني
مهما رفعتَ حواجزاً وتركتني=وحدي أُكَفْكِفُ أدمعي وأعاني
ولَسَوفَ أبقى في طريقك جنّةً=حتى ولو ناراً عليكَ تراني
فَمُهِمّتي أن أفتديك بأعيني=مهما أَرَيْتُكَ قسوتي بلساني
كم كنتُ أرجو أن أُريْكَ وداعتي=وأُريّكَ نهرَ عواطفي وحناني
لكنَّ همّي أن أراك موفّقاً=لا أن أُريْكَ اللين كي تهواني
فالله يضمن لي حقوقي عندما=تلقى غداً دنياك برَّ أمانِ
وترى نتائج قسوتي معنىً به=لصلاحِ أمرك في النجاح معاني
عيناكَ تُخبرني بأنك ساخطٌ=وترى زمانكَ كارهاً لزماني
لا يا بُنَيّ … فما تراهُ بجَعْبَتي =هو لو عقِلتَ هديّةُ الرحمنِ
ليْ ألفُ قلب هُمْ حدائقُكَ التي=كانت بدرب تجاربي بستاني
أعدَدْتُها ليكون قطفُ ثمارها=في راحتيك بأرخص الأثمان !!!
تلك التفاصيل التي تشقى بها =مِنّي وتحْسَبُها لجيلٍ ثاني
هي لو علمتَ بها نجاحُكَ ، كلّما=يوماً قَطَفْتَ ثمارَهُ تلقاني
تُبْكيكَ منّي قسوةٌ ، لو لامَسَتْ=بشغاف قلبكَ أدمعي لبكاني
بيني وبين القبر أقْصَرُ خطوةٍ =وغداً سأتركُ يا بُنَيَّ مكاني
وغداً ستصبحُ والداً ، وكما أنا=عانيتُ في درب الحيا ستعاني
ويراكَ مَنْ تعطيه عمركَ ، مثلما=في رحلتي فوق التراب تراني
وأظنّ أنك يومها ستَوّدُ لو=آتي إليكَ وحاملاً أكفاني !!!
كُنْ ما تريدُ وعِشْ حياتَكَ وأنتبهْ=ومِنَ الدعاءِ بُنَيَّ لا تنساني …
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة