الدكتور عبد العزيز الرنتيسي
التاريخ:
فى : تراجم وسِيَر
7312 مشاهدة
الدكتور عبد العزيز علي عبد المجيد الحفيظ الرنتيسي (23 أكتوبر 1947 – 17 أبريل 2004) كان سياسي فلسطيني وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقائد الحركة في قطاع غزة قبل اغتياله.
طفولته
ولد في 23 أكتوبر 1947 في ريف عسقلان ولجأت أسرته بعد حرب 1948 إلى قطاع غزة واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين وكان عمره وقتها ستة أشهر، ونشأ الرنتيسي بين تسعة إخوة وأختين التحق وهو في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين واضطر للعمل أيضا وهو في هذا العمر ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمر بظروف صعبة وأنهى دراسته الثانوية عام 1965 م. وتنحدر عائلة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي إلى قرية رنتيس شمال غرب رام الله بحيث اضطرت العائلة لمغادرة القرية في بداية الأربعينيات بسبب خلاف مع إحدى عائلات القرية ولقد كان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مخلصًا ومحبا لقرية رنتيس ويقال إنه زار القرية في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم.
الدراسة والحياة العملية
كان عبد العزيز الرنتيسي من المتفوقين، وهو ما أهله للحصول على منحة دراسية في مصر على حساب وكالة غوث اللاجئين (أونروا) وهناك درس طب الأطفال في مصر لمدة 9 سنوات وتخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيبا مقيما في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خان يونس) عام 1976.
شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني وعمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
النشأة السياسية
عن بداية مشواره مع الحركة الإسلامية يقول الرنتيسي إنه تأثر أثناء دراسته بمصر كثيرا بالشيخين محمود عيد وأحمد المحلاوي، وكانا يخطبان في مسجدي السلام باستانلي والقائد إبراهيم بمحطة الرمل في الإسكندرية.
وأضاف الرنتيسي: “كانت الخطب سياسية حماسية؛ فمحمود عيد كان يدعم القضية الفلسطينية، وكان يواجه السادات بعنف في ذلك الوقت؛ وهو ما ترك أثرا في نفسي، فلما عدت من دراسة الماجستير بدأت أتحسس طريقي في الحركة الإسلامية مقتديا بأسلوبه ونهجه”، موضحا أن أول مواجهة له مع الاحتلال الإسرائيلي كانت عام 1981 حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية ثم اعتقل على خلفية رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال.
بدأت الأمور تتعالدكتور عبد العزيز علي عبد المجيد الحفيظ الرنتيسي (23 أكتوبر 1947 – 17 أبريل 2004) كان سياسي فلسطيني وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقائد الحركة في قطاع غزة قبل اغتيالهقد أكثر في بداية الثمانينات، عندما رفض الدكتور تسليم ضريبة دخله من عيادته الشخصية لسلطات الاحتلال، لتتعالى وتيرة الصدام مع قادة تلك السلطات شيئاً فشيئاً، إلى أن تفجرت الأمور تماماً مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث أمضى أبو محمد بعدها ما يقرب من تسع سنوات الاعتقال بتهمة الانتماء لحركة حًماس وتأسيسها، ولتنهي علاقته بممارسة الطب بشكل مستمر حتى آخر سنين حياته .
إنشاء حركة حماس
كان أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في “قطاع غزة” عندما حدثت حادثة المقطورة، تلك الحادثة التي صدمت فيها مقطورة صهيونية سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع من في السيارة، واعتبرت هذه الحادثة بأنها عمل متعمد بهدف القتل مما أثار الشارع الفلسطيني؛ خاصة أن الحادثة جاءت بعد سلسلة من الاستفزازات الإسرائيلية التي استهدفت كرامة الشباب الفلسطيني، خاصة طلاب الجامعات الذين كانوا دائما في حالة من الاستنفار والمواجهة شبه اليومية مع قوات الاحتلال. وقد خرجت على إثر حادثة السير المتعمدة هذه مسيرة عفوية غاضبة في (جباليا) أدت إلى مقتل شخص وترك عدد من الجرحى، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارا مهما يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني. وتم اتخاذ ذلك القرار التاريخي في ليلة التاسع من ديسمبر 1987، وتقرر الإعلان عن “حركة المقاومة الإسلامية” كعنوان للعمل الانتفاضي الذي يمثل الحركة الإسلامية في فلسطين، وصدر البيان الأول موقعا بـ “ح .م. س”. هذا البيان التاريخي الذي أعلن بداية الانتفاضة والذي كتب لها أن تغير وجه التاريخ، وبدأت الانتفاضة وانطلقت من المساجد، واستجاب الناس، وبدأ الشعب الفلسطيني مرحلة من أفضل مراحل جهاده.
ويقول الرنتيسي عن قصة إنشاء الحركة: “كنت مسئولًا منطقة خان يونس في حركة الإخوان المسلمين، وفي عام 1987 قررنا المشاركة بفاعلية في الانتفاضة، وكنا سبعة .. الشيخ أحمد ياسين وعبد الفتاح دخان ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار، وقد اخترنا اسما للعمل الحركي هو حركة المقاومة الإسلامية ثم جاء الاختصار إلى حماس”.
الاعتقال الأول
بعد منتصف ليلة الجمعة الخامس عشر من يناير 1988 – أي بعد 37 يوما من اندلاع الانتفاضة – إذا بقوات كبيرة جدا من جنود الاحتلال تحاصر منزل الرنتيسي، وتسور بعض الجنود جدران فناء البيت، بينما قام عدد آخر منهم بتحطيم الباب الخارجي بعنف شديد محدثين أصواتا فزع بسببها أطفاله الصغار الذين كانوا ينامون، وجرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراكٍ بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكّنوا من دخول الغرفة وبعد شهرٍ من الإفراج عنه تم اعتقاله بتاريخ 4/3/1988 حيث ظلّ محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف حيث وجّهت له تهمة المشاركة في تأسيس وقيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك، ليطلق سراحه في 4/9/1990، ثم عاود الاحتلال اعتقاله بعد مائة يومٍ فقط بتاريخ 14/12/1990 حيث اعتقل إدارياً لمدة عامٍ كامل.
مرج الزهور
في 17/12/1992 أبعد مع 416 مجاهدا من نشطاء وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان ، حيث برز كناطقٍ رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم وتعبيراً عن رفضهم لقرار الإبعاد الصهيوني، وقد نجحوا في كسر قرار الإبعاد والعودة إلى الوطن وإغلاق باب الإبعاد إلى الأبد، وقد اسس في مرج الزهور مدرسة ابن تيمية نسبة إلى العالم الإسلامي ابن تيمية.
العودة
خرج الرنتيسي من المعتقل ليباشر دوره في قيادة حماس وأخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعن مواقف الحركة، ويشجّع على النهوض من جديد، واعتقل الرنتيسي عدة مرات من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وتمكّن الدكتور الرنتيسي من إتمام حفظ كتاب الله في المعتقل وذلك عام 1990 بينما كان في زنزانة واحدة مع الشيخ المجاهد أحمد ياسين، وله قصائد شعرية تعبّر عن انغراس الوطن والشعب الفلسطيني في أعماق فؤاده، وهو كاتب مقالة سياسية تنشرها له عشرات الصحف وقد أمضى معظم أيام اعتقاله في سجون الاحتلال في عزل انفرادي.
وبعودة أحمد ياسين إلى قطاع غزّة في أكتوبر 1997، عمل الرنتيسي جنباً إلى جنب مع أحمد ياسين لإعادة تنظيم صفوف حماس بعد فقدان صلاح شحادة. وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم.
في سجن الاحتلال
بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها الرنتيسي في السجون الإسرائيلية سبع سنوات بالإضافة إلى سنة قضاها مبعدا في مرج الزهور بأقصى جنوب لبنان عام 1992، وكان أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ 15-1-1988، وأمضى مدة ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ 5-3-1988
في سجن سلطة فتح
اعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية التابعة لحركة فتح 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرا معزولا عن بقية المعتقلين.
توليه قيادة الحركة
بعد استشهاد الشيخ ياسين بتاريخ 2232004 تولى الرنتيسي قيادة الحركة وفي أول خطاب له ظهر “وكان يحمل بندقية كلاشنكوف وقال هذا هو حوارنا مع الصهاينة وهذا أي “المقاومة المسلحة” هي طريقنا لتحرير الأقصى”.
الاغتيال
في مساء 17 أبريل 2004 قامت مروحية إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي بإطلاق صاروخ على سيارة الرنتيسي فاستشهد مرافق الدكتور ثم لحقه الدكتور وهو على سرير المستشفى في غرفة الطوارئ ومن وقتها امتنعت حركة حماس من إعلان خليفة الرنتيسى خوفا من استشهاده.
رأي الفصائل في الرنتيسي
حول أهمية الرنتيسي ودورة في لم شمل الفصائل والسعي الى الوحدة الفلسطينية يتحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، جميل المجدلاوي في الذكرى الثالثة لاغتياله أن:” الرنتيسي منذ أن خرج من السجن بدأ وتابع لقاءاته مع مختلف القوى الوطنية وشارك في الهيئات والاجتماعات المشتركة على مختلف أشكالها التي بحثت القضية الفلسطينية وكانت المواقف الواضحة تشكل مساهمة في تعزيز حرص حماس على الوحدة الوطنية”.
وتابع القيادي في الجبهة الشعبية قائلاً:” كان أول لقاء لي مع الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ووفد للجبهة الشعبية للتهنئة بالعودة وإذا به يطرح في هذا اللقاء سبل ووسائل تعزيز علاقاتنا الثنائية على طريق تعزيز ا لعلاقات الفلسطينية بشكل عام”.
وأضاف المجدلاوي عندما أقدم الاحتلال على اغتيال الشيخ الرنتيسي كان يدرك أنه بذلك يغتال قادة والآن بعد اغتياله يحاول إعادة تشكيل الساحة الفلسطينية وفق مصالحه وأهوائه.
من ناحية أخرى قال عبد الحكيم عوض الناطق باسم حركة فتح: “إن هناك توافقًا بين الشهداء الرموز في مسيرة الاحتلال، ونحن نتميز عن غيرنا من الشعوب لأننا نقدم قادتنا على مذبح الحرية، وبالتالي هؤلاء الشهداء نماذج يحتذى بهم من كل فلسطيني وعربي شريف”.
وأضاف: “إن شهادتهم تمثل قوة نضالية كبيرة عبر الأجيال، ومدارسهم الفكرية تشكل حافزا لأجيال قادمة حتى يتحقق النضال الذي أسسه هؤلاء القادة بكل اجتهاد”.
الرنتيسي.. رجل السياسة والمقاومة، ذاك الأسد الذي مازال صوت زئيره يتردد في أرجاء الوطن، ولا زال أطفال الوطن يرددون كلماته الخالدة “سننتصر أيها الأخوة”، ولا زال الشباب والشيوخ والمقاومين يتمسكون بها يرددونها مقتنعين بصدق القائل والمقولة.
المصدر : البوصلة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة