أخاف الحياة بدون من أحبهم
كتب بواسطة الدكتور حاكم المطيري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1343 مشاهدة
كيف استطاعت أمنا عائشة العيش بعد وفاة الرسول؟ أنا لا أتخيل الحياة بدون الذين أحبهم فكيف إذا كان أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم وهي أحب زوجاته إليه؟
ج/ عاشت رضي الله عنها - ولها من اسمها أوفى نصيب - لتكمل نشر رسالة الإسلام التي جاء بها حبيبها ﷺ، وجاهد في سبيلها، وكانت هي وآل بيتها أول من آمن بها، وتحمل أعباءها معه،
فلم تمت رضي الله عنها سنة ٥٨ حتى ملأت الأرض بعده ﷺ علما وفقها، مما أخذته عنه ﷺ ، حتى قال الذهبي في سير الأعلام وصدق ٢/ ١٤٠ (ولم يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بكرا غيرها، ولا أحب امرأة حبها، ولا أعلم في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها).
وروى أحمد والحاكم بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه جاء يستأذن على عائشة وهي في الموت.
قال: فجئت، وعند رأسها عبد الله ابن أخيها عبد الرحمن.
فقلت: هذا ابن عباس يستأذن.
قالت: دعني من ابن عباس، لا حاجة لي به، ولا بتزكيته.
فقال عبد الله: يا أمه! إن ابن عباس من صالحي بنيك يودعك، ويسلم عليك.
قالت: فائذن له إن شئت.
قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد، قال:
أبشري، فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب وتلقي محمدا -صلى الله عليه وسلم- والأحبة إلا أن تفارق روحك جسدك.
قالت: إيها يا ابن عباس.
قال: كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني: إليه- ولم يكن يحب إلا طيبا، سقطت قلادتك ليلة الأبواء، وأصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلقطها، فأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله: {فتيمموا صعيدا طيبا} ، فكان ذلك من سببك، وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة، ثم أنزل الله -تعالى- براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار.
قالت: دعني عنك يا ابن عباس، فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا.
وفي صحيح البخاري عن ابن أبي مليكة:
أن ابن عباس استأذن على عائشة وهي مغلوبة، فقالت: أخشى أن يثني علي.
فقيل: ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن وجوه المسلمين.
قالت: ائذنوا له.
فقال: كيف تجدينك؟
فقالت: بخير إن اتقيت.
قال: فأنت بخير - إن شاء الله - زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل عذرك من السماء.
فلما جاء ابن الزبير، قالت له:
جاء ابن عباس، وأثنى علي، ووددت أني كنت نسيا منسيا)!
وقد سئل مسروق عن عائشة هل كانت تحسن الفرائض؟
قال: (والله لقد رأيت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض).
وقال ابن أختها عروة بن الزبير (لقد صحبت عائشة، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت، ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب، ولا بنسب، ولا بكذا، ولا بكذا، ولا بقضاء، ولا طب منها.
فقلت لها: يا خالة، الطب من أين علمته؟!
فقالت: كنت أمرض، فينعت لي الشيء، ويمرض المريض، فينعت له، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض، فأحفظه.
قال عروة: فلقد ذهب عامة علمها لم أسأل عنه).
قال عطاء بن أبي رباح: (كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة).
وقال الزهري: (لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل).
وكانت رضي الله عنها تصوم الدهر، وكانت أزهد الناس (بعث إليها ابن أختها عبدالله بن الزبير بمال في غرارتين، يكون مائة ألف، فدعت بطبق، فجعلت تقسم في الناس.
فلما أمست، قالت: هاتي يا جارية فطوري.
فقالت: يا أم المؤمنين، أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟
قالت: لا تعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت)!
الشيخ حاكم المطيري
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن