تربية الأبناء في عصر التكنولوجيا.. تحديات وحلول
مع ازياد التوغل التكنولوجي لوسائل الاتصال في العصر الحديث ازدادت الفجوة بين الآباء والأبناء، وأصبح الآباء والأمهات هم الحلقة الأضعف في التربية أمام هذه الوسائل، وجاء في بعض الدراسات أن تأثير الوالدين في سلوك الأطفال تراجع من 70% إلى 40% في عصرنا الحالي، بسبب انتشار الانترنت ودخوله إلى كل بيت من دون استثناء.
وعلى سبيل المثال: كان الأب والأم في السابق هما المصدر المعرفي الوحيد لأبنائهم فكانوا يلقنوهم الأدب والأخلاق الحميدة واحترام الآخرين ومراعاة حرمة الجوار...وغيرها من القيم.
أما اليوم وقد اختلف الواقع بدأت هذه القدوة بالاضمحلال شيئاً فشيئاً وأصبحت سلطة الأهل على الأولاد تتراجع باستمرار، فبعض الأولاد لم يعودوا يهتموا بدراستهم بسبب الجلوس الطويل على الهواتف والألعاب الالكترونية (كالبوبجي) وغيرها.
ومن الآثار السيئة للألعاب الالكترونية أنها توجه فكر الطفل نحو العنف والعادات السيئة (كالسباب والشتائم)، وتجعل الطفل جماداً لا يتحرك، ولا تعينه على تفريغ طاقته الحركية باللعب. كما أن من مضارها التعرف على أصدقاء لا نعرف شيئاً عن خلفياتهم الثقافية والدينية...
وللأسف إن من يثقف أطفالنا اليوم هي وسائل التواصل الاجتماعي... ولو سألنا أي أب في مجتمعنا هل تهتم بثقافة أبنائك؟ فسوف يجيب قسم كبير من الآباء: أنا أؤمن لهم ما يحتاجون من طعام ودواء وغذاء!!
لكن هل الطفل هو عبارة عن جسم فقط حتى نغذيه وانتهى دورنا!!
الحقيقة إن الطفل هو جسم وروح وعقل، فالروح بحاجة لغذاء بالمحبة والحنان، والعقل بحاجة لتنمية وبناء بالعلم والمعرفة.
ولذلك نحن اليوم بحاجة إلى زيادة الوعي حول أمور عديدة منها:
• تنبيه الآباء والأمهات لتخصيص جزء من وقتهم لمتابعة أبنائهم، والحديث معهم، والاستماع لمشاكلهم.
• توعية الأهل أن هذا الزمان مختلف عن زمانهم السابق فينبغي التعامل مع الأولاد بحذر وحكمة، وفق تغير المعطيات في عصرنا الراهن.
• ينبغي للآباء والأمهات أن يعينوا أولادهم على طاعتهم، فقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه قال: (رحم الله والداً أعان ولده على بره).
• أنصح الآباء والأمهات بإخضاع أولادهم لدورات تعليمية ورياضية لملئ أوقاتهم والتخفيف من استخدامهم لهذه الوسائل؛ لأن الاستخدام الطويل لهذه الوسائل يؤثر على ذاكرة الطفل ويصيبها بالكسل.
• من أضرار هذه الوسائل: إجهاد الدماغ، وحب الطفل للانطوائية والعزلة، وصعوبة التأقلم مع الآخرين، وقد يؤدي ادمان الجلوس عليها للأطفال في سن مبكرة إلى التوحد.
• كذلك هناك ضرر على العين، فالجلوس الطويل مثلاً أمام الحاسب الآلي أو شاشة البلازما وتركيز النظر يؤدي إلى إضرار كبير بالعين نتيجة الإشعاعات الصادرة منها، وقد يلاحظ بداية بإحمرار العين ثم قد يؤدي لضعف البصر.
• أنصح الآباء والمربين بالاهتمام بتثقيف أبنائهم من خلال:
تثقيف سمع الطفل: باستماعه للفن الراقي.
تثقيف بصره: برؤية القصص الملونة والمفيدة والتي تزيد مخزونه اللغوي.
تثقيف الطفل باللعب: من خلال ألعاب الذكاء: (المكعبات-الرسم والتلوين-الشطرنج).
أخيراً:
علينا ابتكار أساليب تربوية جديدة تتناسب مع عصرنا الحالي؛ لأن الأساليب القديمة لم تعد تجد نفعاً في زماننا.
كما أننا لا ننكر أن التكنولوجيا أصبحت ضرورة في هذا الزمان، لكن يجب نحن أن نتحكم بها، لا أن تتحكم هي بمستقبل أولادنا.
المصدر : رابطة العلماء السوريين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة