٨ مفاتيح لتنشئة طفل حسن الخُلُق
كتب بواسطة تسنيم عبد الرحمن النمر
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1900 مشاهدة
إن تنشئة طفل حسن الخُلُق تعني أنه قبل تعليم الطفل أن يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه، عليه أن يتعلم التعاطف معهم والتفكير في أي عمل قبل القيام به. وأن يدرك كيف أن نتائج هذا الأمر ستؤثر عليه وعلى الآخرين. وهنا يُكمن معدن الإنسان حسن الخلق.
1- نشِّئ أطفالًا مرهفي الحس:
علاقة الطفل بوالديه هي أول درس أخلاقي له، فهم معلموه الأوائل. وقد أثبتت الدراسات النفسية أن ارتباط الآباء بأبنائهم وهم أطفال ترفع نسبة أن يكون هؤلاء الأطفال حين يكبرون ذوي أخلاق حسنة. فالأمر الوحيد الذي يميز هؤلاء الأطفال عن الذين ينشؤون مع آباء غير مرتبطين بهم عاطفيًا هو الحساسية. فهي تعتبر فضيلة جوهرية للطفل حسن الخلق.
وحين يقضي الطفل سنواته الأولى مع مُرَبِّ حنون، يتولد لدى الطفل شعور داخلي بالعدالة والسعادة . فأن يكون الطفل في الجانب المُستقبِل للعطف والحب، فهذا يبُث في نفسه إحساسًا بالثقة والحساسية. وهذه الصفات لا تكون جزءًا منه بل يمثلها الطفل بنفسه. فقد تعلم من حنان والديه أنه من الجيد والصواب أن يعطف الإنسان على الآخرين ويهتم لأمرهم.
وفي المقابل فإن حساسيته هذه تخلق شعورًا بالذنب عنده، فيشعر بالسوء حين يؤذي أو يجرح أحدًا. فبالنسبة لذلك الطفل الكذب يعتبر خيانة للثقة.
والطفل الذي ينشأ دون حساسية وشعور مرهف، لا يعرف كيف يتصرف ولا يملك أي نظام إرشاد داخلي، وتتغير قيمه بناء على هواه. فالفرق الرئيس بين الأطفال الحسّاسين المبالين لمشاعر الآخرين وغيرهم هو شعور المجموعة الأولى بالذنب وتأنيب الضمير إذا ما آذوا أحدًا.
الطفل الذي ينشأ دون حساسية وشعور مرهف، لا يعرف كيف يتصرف ولا يملك أي نظام إرشاد داخلي، وتتغير قيمه بناء على هواه
2- اصنع رابطًا أخلاقيًا:
الطفل الذي في مرحلة الحبو وقد تخلّق بصفات الثقة والحساسية. تلك الصفات المبدئية الأساسية تجعل الأمر أسهل على الوالدين لتعليم هذا الطفل ما يجب أو لا يجب فعله. والطفل في هذه المرحلة العمرية يصدق ما يقوله والديه، فإذا قال الأب أن الضرب خطأ فهو كذلك. فالوالدان يُعتبران مرجعية أخلاقية أساسية في هذه المرحلة وربما تكون الوحيدة.
وفي هذه المرحلة يكون الخطأ والصواب بالنسبة للطفل معتمدًا على ما يقوله الآباء. بيد أنه في عمر الخامسة يبدأ الطفل في استيعاب مبادئك كمُرَبٍّ، فقيمك ومبادئك تصير قيمه ومبادئه هو . وبين السابعة والعشرة يدخل الطفل في مرحلة "المنطق الأخلاقي"، فيقوم بالشيء الصحيح لأنه كذلك.
وفي المقابل يأتي الطفل غير المراعي لغيره، والذين لم ينشأ في بيئة عاطفية تهتم به. فيبدأ في تنفيذ القيم التي تحقق مصالحه هو بغض النظر عما تسببه من تعاسة للآخرين. فمعظم الأمور تقع في الجانب الرمادي وقليل منها في المنطقة البيضاء أو السوداء. وهذا الطفل يُعتبر في خطر لأنه نشأ في بيئة مزعزعة وقد يكون قد تعرض للعنف، وبالتالي فنظرته تجاه القيم كذلك مشوشة.
3- القدوة الأخلاقية:
القدوة هو مثال يُحتذى به، والطفل في السنين الأولى يعتمد على أبويه في رؤية وفهم العالم . فمبادئك تصير مبادئه بشكل تلقائي لأنه حرفيًا "يمتص" ما حوله من الكلام والتصرفات. ولا يقوم بأي أحكام مستقلة فيما يتعلق بالصواب والخطأ. فإذا ما ضربت شخصًا سيرى أن هذا الأمر صحيح ولا بأس من القيام به.
وبعد سن السابعة يبدأ الطفل بتحديد الأشخاص الذين يحاكيهم ويقلد تصرفاتهم. ولهذا يجب أن يركّز الآباء على تصرفاتهم وأقوالهم حتى يعطوا قدوة حسنة لأبنائهم. وهذا لا يعني أن يكونوا مثاليين، فمثلًا إذا أخطأ الأب في أمر عليه الاعتذار وتعليم طفله أهمية الاعتذار حين يُخطئ الإنسان.
بعد سن السابعة يبدأ الطفل بتحديد الأشخاص الذين يحاكيهم ويقلد تصرفاتهم. ولهذا يجب أن يركز الآباء على تصرفاتهم وأقوالهم حتى يعطوا قدوة حسنة لأبنائهم
4- قلل الانطباعات السيئة:
يجب أن تدرك أن التصرفات السلبية التي يشاهدها الأطفال على التلفاز من عنف وشتيمة وغيرها أسهل عليهم في التقليد من الأمور الحسنة. فالتصرفات الحسنة أصعب في التقليد مع الأسف بالنسبة للأطفال. وبينما لا تستطيع التحكم فيما يشاهده الطفل على مدار 24 ساعة، فلك أن تحكي له التصرفات الإيجابية وأهميتها في شكل القصص، وأظهرها في تصرفاتك أمامه.
يجب أن تدرك أن التصرفات السلبية التي يشاهدها الأطفال على التلفاز من عنف وشتيمة وغيرها أسهل عليهم في التقليد من الأمور الحسنة
5- علم طفلك أن يفكر في الجانب الأخلاقي:
استغل الفرص التي يمكن أن تعلم فيها طفلك. فثلًا قد قمتُ بحوار مع طفل حاول ضرب سيارة ببالونة ممتلئة بالماء وهي تسير في الطريق وأفهمته من خلالي سؤالي له عما يفعل ولماذا يفعله، كيف يمكن لتصرفه ذاك أن يؤذي السائق ويتسبب في حادث. فففهم الطفل واعتذر، ولم يقم بفرقعة البالون.
فأسلوب الحوار وسؤال الطفل عن سبب قيامه بعمل ما، ومعرفة ما إذا كان يدرك أثره على الغير، يساعد على إقناع الطفل بحسن أو سوء العمل الذي يقوم به، دون أساليب الوعظ المباشرة التي يتبعها الكثير من الآباء من قبيل: اعمل ولا تعمل دون معرفة أسباب ودوافع الطفل وشرح التوابع له.
6- انتبه لطفلك:
راقب أخلاق طفلك، وأدخله في كل موقف يستلزم فيه إعمال الجانب الأخلاقي. فمثلًا، حصل وكنتَ في السيارة مع ابنتك مرة ولقيتم متسولًا، فعرضت ابنتك إعطاءه المال. وأخبرتها أنتَ أنه بإمكانه العمل والحصول على المال. فأجابتْ هي أنه ربما لم يتمكن من الحصول على وظيفة. وهكذا قررتَ أنتَ بناء على هذا إيقاف السيارة وإعطاء المتسول المال. فمن المهم أن يكون الطفل قادرًا على اتخاذ القرارت الأخلاقية الصحيحة بنفسه وبهذا يكون قد نجح في اختبار الأخلاق.
7- تعرَّف على أصدقاء طفلك:
فبعض الأصدقاء يكون تأثيرهم سيئًا على الأطفال سيما الطيبين وأصحاب المبادئ. فقد حدث أن رأيت مرة أن طفلًا يستفز صديقه وذلك بإخباره أنه يدعوه لحفلة عيد ميلاده بشرط أن يقوم بأمر سيء. فكان الطفل يبتز صديقه حرفيًا، فتدخلت لحل الأمر. وتحدثت مع الطفل الذي يحاول أن يساوم صديقه على مبادئه وأدرك أنه على خطأ وانتهى الأمر.
8- أَلحِق ولدك بمدرسة تهتم بقضية الأخلاق:
الأطفال يتعلمون المبادئ الأخلاقية على مدار السنين ولا يتجرعونها دفعة واحدة. والأطفال من عمر السادسة للعاشرة يكونون تحت ضغط كبير من أقرانهم. وإن لم يكن للطفل مرجعيته الخاصة من المبادئ، فإنه سيكون ضحية لتأثير أقرانه سواء كان التأثير إيجابيًا أو سلبيًا. وإذا ما كان للطفل مبادئه الخاصة التي يثق في صوابها، فإنه يصير قائدًا لأصدقائه لا تابعًا.
وأخيرًا، فتعليم طفلك الصواب من الخطأ يجب أن يتم بالحب والصبر. فالتوجيه والتعليم من خلال التخويف والقسوة، يزول كله، ولا يبقى منه شيء في رأس الطفل إلا الألم والمهانة التي شعر بها من العقاب. والأطفال الذين تُبنى القيم لديهم بالعطف والتفهم هم أقدر على الالتزام بالقواعد وعدم تجاوز الخطوط الحمراء.
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة