أطماعُ 'الإسرائيليين' في قبر يوسف ومقامه
لا يقتصر على أطلس "أنتم" في فلسطين المحتلة ، وماذا يسمونه؟ تكاد تدعي أحقيتها في كل الأرض الفلسطينية ، وفي غيرها من الأرض العربية ، وضمها إلى كيان م، وبسط كامل سيادتهم عليها، وجعلها مقاما لأنبيائهم ومزارا لأتباعهم، يزورونها وقتما شاؤوا وكيفما شاؤوا، ويأتون إليها زوارا وحجاجا من كيانهم أو من شتات الدنيا حيث يعيش اليهود وينتظرون يوم العودة.
ربما كثيرٌ من العرب والمسلمين وغيرهم من الأمم، لا يعرفون الكثير عن قبر يوسف عليه السلام ومقامه في مدينة نابلس، رغم أنه مكانٌ مقدسٌ عند المسلمين، له مكانته وعنده حرمته، إلا أنهم رغم ذلك لا يعيرون اقتحامات اليهود المتكررة له وانتهاكهم لحرمته اهتماماً، وقد لا يبررون للفلسطينيين غضبهم وثورتهم، وقد لا يتضامنون معهم كتضامنهم مع القدس أو المسجد الأقصى، أو الخليل والحرم الإبراهيمي، وذلك بالنظر إلى عدم شهرته أو ذيوع صيته، أو لأن الإعلام العربي والدولي لا يسلط الأضواء عليه، ولا يعتبر اقتحامه انتهاكاً، أو السيطرة عليه اعتداءً، رغم أن لهذا المقام والقبر الذي يحويه مكانةً كبيرةً عند المسلمين، فضلاً عن أنه جزءٌ من الأرض العربية الفلسطينية المحتلة.
لكن أهل مدينة نابلس وسكان محافظة جبل النار في الضفة الغربية دائماً على موعدٍ مع المواجهة والتصدي، إذ يخرجون فرادى وجماعاتٍ لمواجهة قطعان المستوطنين، وزحوف المعتدين الإسرائيليين، الذين ترعاهم وتحرضهم الحكومة، وتواكبهم الشرطة ويحميهم جيش الاحتلال، الذي يغمض عيونه عن اعتداءات المستوطنين واستفزازاتهم، بينما يفتح فوهات بنادقه على صدور الفلسطينيين المدنيين الذين يخرجون للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وممتلكاتهم، علماً أن "الإسرائيليين" يتعمدون استفزاز الفلسطينيين، ويعلنون عن نواياهم، ويحشدون المتطرفين والمؤيدين لبرامجهم، حيث يزيد عدد المقتحمين أحياناً في المرة الواحدة عن ألف مستوطنٍ.
لا ينكر المسلمون الذين يؤمنون بنبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام، ويعرفون قدره ويحفظون مكانته، أنه أحد أنبياء بني إسرائيل، وأن له عند اليهود مكانة ومنزلة، وأنه على اختلاف الروايات قد يكون مدفوناً في هذه البقعة من بلدة بلاطة شرق مدينة نابلس، وإن كان الكثير من المؤرخين وعلماء الآثار يؤكدون أنه لا يوجد ما يثبت أنه دفن هو أو بعض عظامه في هذا المكان، حيث يرى الفلسطينيون أنه مقامٌ لأحد الأولياء المسلمين واسمه يوسف الدويكات، ولكن اليهود الذين لم يأتوا على ذكره في أدبياتهم الدينية، أعلنوا بعد احتلالهم للضفة الغربية عام 1967، أن المقام يخصهم، وأن القبر هو قبر نبيهم يوسف عليه السلام.
إلا أن سلطات الاحتلال لا تتعامل مع الفلسطينيين في هذه المسألة من الجانب الديني، وأنهم يرغبون في زيارة مقام نبيهم والوقوف على قبره، بل إنهم يدعون ملكية المكان وأحقيتهم في المقام والأرض المشاد عليها وما حولها، ويريدون أن يطردوا الفلسطينيين منها ويسكنوا فيها، أو يبنوا مستوطناتهم عليها، رغم أن الفلسطينيين كانوا ولا زالوا يحافظون على المقام ويحرصون عليه، ويمنعون تخريبه أو الإساءة إليه، إلا أن المعتدين "الإسرائيليين" خلال زياراتهم الاستفزازية المتكررة، أطلقوا النار على الفلسطينيين وقتلوا العديد منهم، واشتبكوا مع مئات الفلسطينيين في المنطقة والجوار، الأمر الذي أخرج الزيارة من الإطار الدين إلى إطار الاحتلال والسيطرة وبسط السلطة والهيمنة المطلقة.
لا يعجز "الإسرائيليون" عن خلق الحجج والذرائع لممارسة النهب والسرقة، والمصادرة والسيطرة، ولا يعدمون وسيلةً في تبرير الاعتداءات والانتهاكات، وعمليات القتل والاعتقالات، ورغم أن مبرراتهم واهية وحججهم كاذبة، إلا أنهم يصدقونها ويريدون من العالم كله أن يصدقها وأن يعمل بمقتضاها، ويضغطون على الفلسطينيين للقبول بالرواية الإسرائيلية والتسليم بها وعدم الاعتراض عليها، ويحاولون رغم اعتداءاهم تصوير أنفسهم لدى الرأي العام الدولي، عبر مختلف وسائل الإعلام، أنهم يتعرضون للظلم والحرمان، عندما يقوم الفلسطينيون بمنعهم من زيارة مقام أنبيائهم والصلاة في أماكنهم المقدسة، بينما يخفون من روايتهم اعتداءاتهم على الفلسطينيين وإساءاتهم المتكررة لهم، ويحذفون من تقاريرهم صور جنودهم المدججين بالسلاح، وعمليات إطلاق النار وسقوط مئات القتلى والجرحى الفلسطينيين.
الفلسطينيون جزءٌ من العالم العربي والإسلامي ، الذين يحتفلون بعيدًا عن العالم الإسلامي ، ويعيشون في كنف الدولة والحضارة الإسلامية ، وماذا ظلموا ولا يضطهدوا ، ولا يعرضونهم للخسارة ولا للهوان ، حيث يقومون بحفظ الإسلام لأبناء الديانات الآمنة والسلامة المدنية ، وضمن لهم ممارسة طقوسهم الدينية في معابدهم وهمهم المقدسة.
إلا أن يكون هذا الاحتلال البغيض في يهودية كيانه ، ويحرم جميع أبناء الأرض. دولةً يهوديةً
المصدر : مجلة المجتمع
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة