بين العيش في ظل الحرية.. و في دولة الاستبداد

في ظل الحرية بإمكانك أن تعارض الحكومة وأن تنتقد خياراتها، بل بإمكانك أن توجه نقدك اللاذع لأعلى هرم في قيادة الدولة، دون أن تخشى امن الدولة من أن يداهموا بيتك فجرا أو أن يطردوك من شغلك أو أن يضايقوا أبناءك في الشارع أو في الدراسة، أو أن يشوهوا سمعة زوجتك و يمسوا من عرضها بسوء دون أن يكون بإمكانك أن تبرئها أو أن تبرئ نفسها مما لحق بها.
في دولة الحرية بإمكانك أن تنام قرير العين بعد أن تكون قد قضيت يوما كاملا وأنت تسائل رئيس الحكومة وتوجه له أقصى عبارات النقد والتوبيخ دون أن تخشى من أن تُلفّق لك قضايا باطلة في الاعتداء على امن الدولة والترويج لأخبار من شانها أن تعكر صفو الأمن العام..
أما في دولة الاستبداد فليس لك الحق في أن تعبر على رأيك بكل حرية، وان تجرأت فالمعتقلات مفتوحة لك ولأمثالك، والموت البطيء مصير كل مناضل أبي ومعارض عنيد وكل عائلتك واهلك المقربون يصبحون محل تتبع ومتابعة لصيقة من طرف رجال الأمن والشرطة السرية.
في دولة الاستبداد لا صوت يعلو فوق صوت الحاكم بأمره وعامة الشعب عبيداً في ظل عرشه، وما عليهم إلا السمع والطاعة، ومن تُحدّثه نفسه بمعارضة الحاكم فمصيره الاعتقال، وما أدراك ما الاعتقال..! هناك حيث يلقى بك في معتقل أشبه بالزريبة سترى ما لم تشاهده في الأفلام والمسلسلات من شتى أنواع القهر والتعذيب، حيث تتحول إلى رقم لا قيمة لك تعامل معاملة الحيوان، وإن كنت محظوظا ستخرج بعد أن تقضي فترة محكوميتك منهك القوى عليل الجسد إلى أن تفتك بك شتى الأمراض والأوبئة جراء الإهمال الطبي، وقد تخضع بعد خروجك إلى المراقبة الإدارية المتواصلة..
هذا هو الفرق بين دولة الحرية ودولة الاستبداد لمن لا يعلم.
المصدر : جريدة الأمة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
عرفةُ... اعرِف فيه قلبك
وليال عشر
الحج.. هذه العبادة الفريدة
وقفــات روحانيــة بين الحج والرحلة الأبدية
مراهق أم مُرهَق؟ فك شيفرة مرحلة صعبة