الراعي والقطيع
يُحكى أنه في قديم الزمان، عاش قطيع من الماعز والأغنام في مزرعة جميلة في سلام ووئام. كان الراعي يهتم بالقطيع، ويُخرجه في الصباح الباكر إلى المرعى، ويعود به إلى المزرعة عند الظهيرة. وكان يُصاحب الراعي عند ذهابه إلى المرعى كلبان وفيان يسيران خلف القطيع من أجل حمايته من الذئاب والثعالب المتربصة، ومن أجل إعادة أي غنمة متخلّفة عن باقي القطيع إلى المجموعة مجدداً.
الأطفكانت الأغنام متحمسة عندما غادرت الحظيرة إلى البراري المجاورة... «ما أجمل أن نخرج جميعاً من دون الكلبْين! كم أشعر بالحرية والاستقلال! «ردّدت غنمة وهي تَثِب بسعادة فوق المروج الخضراء. أكل أفراد القطيع من حشائش البراري ولعبوا فيها. وعندما اشتدّ عطشهم، وجدوا ينبوع ماء صغير، فشربوا من مياهه الرقراقة المنعشة. وبعد أن شعروا بالتعب، رقدوا على العشب الطري مراقبين غروب الشمس في الأفق.
حلّ المساء، فاستعدّت الأغنام للنوم، وبينما كان النعاس يتسلل إلى جفونها أحسّت بحركة غريبة. فتنبهت وظلّت متيقظة، ولكنها لم تشعر إلا وقد أحاطت بها خمسة ذئاب متوحشة! تجمّد قطيع الأغنام من الخوف بينما دارت حوله الذئاب التي سالَ لُعابها عند رؤية هذه الوجبة الشهية.
ثم قرر ذئب من الذئاب الهجوم على غنمة، وبينما دنا الذئب منها سمعت صوت طلق ناريّ، فهوى الذئب ميتاً وهربت باقي الذئاب خائفة. ثم أطلّ الراعي من بعيد حاملاً بندقيته ومعه كلباه الوفيان، فتهللت الأغنام فرحة وعادت مع الراعي إلى الحظيرة شاكرة له أن أنقذها من موت محتمّ. وهكذا عادت الأغنام إلى حياتها المعهودة، تذهب في الصباح إلى المرعى مع الراعي والكلبين، وتعود عند الظهيرة، وتقضي بقية يومها في الحظيرة آمنة مطمئنة.
وهكذا تعلم قطيع الأغنام أن أن كل ما يفعله الراعي إنما هو لحمايتهم ولحفظ سلامتهم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن