بنات طريقﹴ آخر
اسم الكتاب: Path Daughters of another– صادر باللغة الإنكليزية فقط.
المؤلفة: كارول آنواي.
وأما سبب تأليف الكتاب فهو أن ابنة الكاتبة - جودي- قد أشهرت إسلامها والتزمت بالحجاب والجلباب وتوقفت عن أكل الحرام..إلخ.. مما آذى الأم كثيراً، فنشأت هوّة سحيقة بينها وبين ابنتها بعد أن كانتا في وئام وألفة طوال حياتهما. كلتاهما شعرت بمرارة فقدان الأخرى فحاولتا جاهدتين استرجاع الألفة والسعادة المفقودتين وذلك بالمناقشات الهادئة لتقريب وجهات النظر، وفي النهاية استطاعت الأم تجاوز هذه المرحلة، وتقبّلت اختيار ابنتها للإسلام وعادت السعادة ترفرف حول علاقتهما من جديد. وهكذا قررت الأم تأليف هذا الكتاب لتساعد الأهالي الذين تحوّلت بناتهم عن دينهم إلى الإسلام على تجاوز محنتهم وذلك بعد أن أجرت استفتاء على نموذج ضم ثلاثﹴوخمسين امرأة اخترن الإسلام ديناً لهنّ والتزمن به. وبالرغم من أن كارول أنواي ما زالت غير مسلمة، إلا أن الكتاب يعرّف بالإسلام وبالأركان الخمسة تعريفاً موضوعياً صحيحاً- بالرغم من بعض الأخطاء الثانوية فيه- وبطريقة إيجابية جداً مما يجعل القارئ يستغرب عدم إسلامها حتى الآن!!
تحدثت الكاتبة في كتابها عن أسباب تحوُل الكثير من النساء في أميركا إلى الإسلام، عن ردود فعل الأهل والأقارب، عن ممارسة شعائر الإسلام لا سيما في المجتمع الأمريكي، عن حقوق المرأة في الإسلام، عمّا على الملتزمات بالإسلام التخلّي عنه من العادات الجاهلية، عن الزواج في الإسلام والعلاقة مع أهل الزوج، عن تربية الأولاد بطريقة إسلامية لا سيما في المجتمع الأمريكي، وأعطت نصائح قيّمة تساعد الأهل على تجاوز المحنة الصعبة مع ابنتهم المسلمة للوصول إلى المصالحة والوئام.
من تلك النصائح:
- المحافظة على العلاقة بين الطرفين بالرغم من الأذى الكبير والفرقة الحاصلة، وعدم الركون إلى الشعور الطاغي. للوهلة الأولى وهو التخلي عن الابنة وكأنها لم تكن. لقد احتاجت الكاتبة إلى ليلة واحدة فقط- وتعتبر نفسها محظوظة- للتغلب على هذا الشعور، ثم إلى شهور طويلة من العذاب لتشعر بالتحسن، ثم إلى سنوات عديدة لتشعر بالارتياح والقبول.
- محاولة تفهُم اختيار البنت وذلك بالتعرف على الإسلام، وهذا يحتاج إلى مجهود كبير لأنه قد تخدش كرامة الأهل كثيراً عندما يعلمون كم بعدت ابنتهم عن التقاليد التي ربّوها عليها، وقد يجدون أموراً خارج حدود تقبّلهم، فالحلّ الوحيد في هذه الحالة هو عدم الخوض في تلك الأمور، وتنوِه الكاتبة بضرورة الاطِلاع على الإسلام ليس من وجهة نظر غربية وإنما من مصادره، ومن المستحسن سؤال البنت المسلمة عن كتاب بهذا الشأن.
- تحديد الأهل للعوامل التي تزعجهم ومواجهتها، والتعرف على المشاعر المختلجة في صدورهم: هل هي مشاعر رفض أم خيبة وإحباط أم ضياع وعدم تحكُم بالنفس؟ وتلاحظ الكاتبة العوامل التالية:
* الغضب: على الأهل أن يعطوا أنفسهم الوقت الكافي للتغلب على الشعور بالاستنكار والغضب والانهيار قبل بدء المسيرة على طريق المصالحة. وتركز الكاتبة على ضرورة التعبير عن الغضب بطريقة مناسبة حتى لا تنقطع الغاية المنشودة.
* عدم القدرة على تقبل اختيار البنت لحياتها الخاصة بدافع القلق عليها: وهذا ليس بالضرورة لاختيارها الإسلام ولكن لأي قرار كبير تتخذه في حياتها، ولكن عندما يكون الموضوع هو الإسلام، سيمتزج القلق بالخوف وعدم الثقة والإخفاق. ومن الضروري أن يعرف الأهل أن هذا الشعور قد لا يكون له علاقة مباشرة مع اختيار البنت للإسلام، وهذا سيساعدهم على تقبّل اختيارها أكثر فأكثر.
* عدم تهيُؤ البنت نفسياً بعد لبناء العلاقة مع أهلها من جديد: وهذا يولِد تنامياً في الشعور بالرفض لها من قبل الأهل. ولكن عليهم أن يعلموا أن ابنتهم أيضاً تمرّ بمرحلة صعبة: إكمال تعليمها أو ذهابها إلى مكان عملها، الدين الجديد، الثقافة الجديدة، زواج حديث، مرحلة انتقال إلى النضوج... كل هذه العوامل قد تجتمع لدى البنت التي اختارت الإسلام فتحاول إعطاء نفسها فرصة للتَأقلم مع حياتها الجديدة وكسب القوة والثقة اللازمتين قبل مواجهة أهلها.
* الخطوة الأخيرة هي المحافظة على الأمل لأن مثل هذه الأوضاع لا تستقر بسهولة، فقد تكون هناك خطوات كثيرة للأمام،ثم خطوات إلى الوراء إلى أن ينتهي الطريق إلى المصالحة. فالأمل وحده هو الذي يمنح الأهل الصبر على ابنتهم والصبر على أنفسهم حتى يبلغوا الغاية المرجوّة. وتنصح المؤلفة الأهل بالتكلم عن مشكلتهم مع الأشخاص الواعين المتفهمين لأن ذلك سيريحهم ويزيل الحيرة من نفوسهم.
* ولا ننسى أن الوقت عامل في التئام الجراح، فقد تستغرق المصالحة مدة سنتين، وقد تمتد إلى اثنتي عشرة سنة، ولكن ما دامت الخطوات السابقة الذكر قد اتُبعت بالإضافة إلى الدعاء للرب تعالى، الهدوء النفسي، والنظر إلى المستقبل بطريقة إيجابية، فإن الأهل لن يغرقوا في أعماق اليأس بل إنهم- وإن لم يسيروا على نفس خطا ابنتهم- سيستطيعون مشاركتها رحلتها دون الحياد عن طريقهم.
الكتاب قيِم فعلاً، ننصح كل أخت اختارت الإسلام درباً لها أن تهديه إلى أهلها كما ننصح بإهدائه إلى أي شخص غير مسلم ولو لم يكن من الأقارب لأنه ربما الوحيد الذي يتكلم عن الإسلام بمعظم نواحيه بطريقة إيجابية بالرغن من أنه بقلم امرأة غير مسلمة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة