حتى يكون الحوار ناجحاً
كلنا يمارس الحوار، بعضنا يمارسه أكثر من بعض.
الأخ يحاور أخاه، والأم تحاور ابنتها، والجاران يتحاوران، وكذا الزميلان والشريكان..
وقد يحدث حوار جماعي في سهرة بين أصدقاء، أو في لقاء رسمي أو حزبي، أو في ندوة يشاهدها جمهور من الناس..
بعض الحوارات يكون في شؤون الحياة اليومية، وبعضها يكون في شؤون الفكر والسياسة والاقتصاد.
كثير منها يبدأ بشكل عفوي من دون تهيئة مسبقة، وبعضها يكون مرتّباً.
وليس كل حوار ناجحاً، إذ قد ينتهي الحوار بشجار، أو بمزيد من الاختلاف، أو ينتهي إلى غير نتيجة واضحة.
وحتى نزيد من فرص نجاح الحوار، ونتجنب سلبياته ومضاعفاته، أو نقلل منها ننصح بالتزام الوصايا الآتية:
1. حدِّد - إن استطعت - موضوع الحوار، قبل البدء به، لا سيما إذا كان الحوار داخل مؤسسة رسمية أو حزبية، أو في ندوة يراقبها جمهور من الناس.
2. رتِّب جدولاً للموضوعات الجزئية أو الفرعية التي ينبغي أن يدور حولها الحوار، وليكن هذا الترتيب منطقياً. إذ أن الحوار في نقطة قد يقتضي الاتفاق على مضمون نقطة قبلها. ويفضّل أن يكون هذا الجدول مكتوباً، ومتّفقاً عليه منذ البداية. ولا مانع من استدراك نقاط اقتضاها الحوار، لم تكن ملحوظة في البداية.
3. استحضر نية الإخلاص لله تعالى، والرغبة في الوصول إلى الحق والصواب، ولو ظهر الحق والصواب على لسان محاورك.. واحذر من وجود الرغبة في الغلبة الشخصية أو الطَّرَفيّة.
4. ليحرص المتحاوران (أو المتحاورون) على الالتزام بموضوع الحوار، وليقلّلا من الاستطراد قدر الإمكان، لأن الاستطراد يضيع الوقت، وقد يحرّف سير الحوار إلى طريق آخر، وقد يبرز قضايا جانبية تقتضي حواراً مستقلاً.
وإذا برزت من خلال الحوار نقاط جديدة ليست في صلب الموضوع وتحتاج على نقاش، يمكن تسجيلها على حدة، ثم مناقشتها بعد الفراغ من النقاط التي هي موضوع الحوار، سواء تمّت المناقشة في نهاية اللقاء أو في لقاء آخر.
5. كن مستمعاً لبقاً، تُنصت لمحاورك حتى تشعره بالاهتمام، وحتى تستوعب كلامه جيداً. لأنك إذا لم تشعره بالاهتمام دفعته إلى الثأر لنفسه، وإلى معاندتك، وإذا لم تستوعب كلامه جيداً فقد تفهمه بشكل فتسيء إلى نفسك وإلى مُحاوِرك وإلى الحوار نفسه.
6. من حسن الاستماع ألا تقاطع محاورك إلا لضرورة، وأن يكون ذلك بلطف وأدب.
7. اضبط أعصابك فلا تنفعل كثيراً، ولا تخرُج عن اتّزانك، بل تكلّف الهدوء وضبط النفس، وابتسم إن استطعت، فهذا أدعى لتركيز الفكرة وإنجاح الحوار.
8. راقب قلبك حتى لا تحمل كرهاً لمحاورك أو تقوم برد فعل خاطئ على أسلوبه في الحوار، أو تحقد عليه. واحرص أن تزيل أي أثر لخصومة شخصية.
9. احذر الكلمات والعبارات التي تدل على انتصار لشخصك، وتعظيم لشأنك، وتحقير لمحاورك، ووصمه بالجهل، والتشكيك بدوافعه.
10. حاول أن تحرّر نقاط الاختلاف مع محاورك، سواء قبل البدء بالحوار، أو في أثنائه، وأن تعرف نقاط الاتفاق كذلك. أبرِزْ نقاط الاتفاق كي تتخذها قنطرة تعبر منها إلى محاولة الاتفاق على النقاط المختلف عليها.
11. انتبه جيداً إلى درجة الخلاف مع محاورك، هل هو خلاف عميق حول المعتقدات والمقدّسات والقيم العليا؛
مما لا يمكن التنازل عنه أو المساومة عليه، فيكون قصارى جهدك أن تكون ليّناً في أسلوبك، من غير أن تستجرّ للتنازل عن الثوابت المقدّسة.
أم هو خلاف على أمور دون هذه الدرجة من القدسية، فيمكن أن تقبل بالتنازل، ولو جزئيّاً، لتتمكن من الالتقاء مع الطرف الآخر.
أم أن موضوع الخلاف لا يتجاوز - في حقيقته - وجهات نظر متباينة، فيعرض كل طرف رأيه و مسوغاته، ويقبل بتبديل وجهة نظره كليّاً أو جزئيّاً حسبما يرى من حجج الآخرين.
إن من الخطأ الفادح أن تتنازل عن الثوابت المقدّسة باسم المرونة، أو تتعصّب لموقف تشوبه كثير من الملابسات، فتلتفت إلى بعضها ويلتفت محاورك إلى بعض آخر، وقد تكون وجهة نظر محاورك أعمق نفاذاً، وأكثر إحاطة..
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!