دعاني الناصحون من الأهالي * * * غداة شددت للهيجا ارتحالي
وقالوا: لا نطيق اليوم بيناً * * * أهجراً بعد هجرٍ في توالي؟
وقالوا إنّ هذا الدين يُسرٌ * * * فماذا لو عدلت إلى اعتدالِ؟
تزوّد من دناك ببعض مالٍ * * * فنعم المال للرجل المثالي
وحسبك هاهنا عرضاً قريباً * * * كفاك من العلا كدّ العيالِ
فإنّا معشراً ضعفاء جدّاً * * * ومعذورون في أمر القتال
ولاة الأمر قد غلبوا علينا * * * تعوّذ... إنّه قهر الرّجالِ
فلا تضرب لنا مثلا بقومٍ * * * يضمّ شتاتهم شعثُ الرجالِ
فلا مالٌ.. ولا أهلٌ وإنّا * * * لنا مالٌ وإنّ لنا أهالي
كذلك قالت الأعراب قِدماً * * * غداة دُعوا إلى أمر النّزال
حماة الدين هبّوا واستعدّوا * * * فليس الوقت وقتاً للجدالِ
أعدّوا عدّةً من خير زادٍ * * * وأُخرى عدّةً للانتقال
وإمّا تسمعوا يوماً منادٍ * * * أخيل الله هُبّي أو تعالي
فلبّوا الأمر واجتهدوا اجتهاداً * * * فمن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلا من غير كدٍّ * * * أضاع العمر في طلب المحال
ومن ينكُل عن امر الله يوماً * * * يؤول به النُكول إلى النَكالِ