مراهق .. فمن له؟!
المشكلة:
زوجي لا يتفهم تطورات نمو الأولاد النفسية والجسدية، فمرحلة المراهقة مرحلة حسّاسة تحتاج لمراعاة الكلمات والأسلوب الذي نستخدمه معهم، ولكنّه يتكلم على سجيته؛ فعندما تتكلّم ابنتنا وعمرها ثلاث عشرة سنة يسكتها فوراً بحجّة أنه يحتاج للهدوء وأن خلقه ضيق، فتسكت والدمعة على خدها وتحبس نفسها بالغرفة.
ودوماً تردّد: "أنتما لا تستمعان لي".
أما ابننا الأكبر، فزوجي لا يوكل إليه مهمات تناسب عمره، رغم نصحي له بهذا، وجوابه الدائم:ابني لا يعرف... ابني لا يستطيع.
الحل:
عزيزتي الأم:
إن مسؤولية التربية أولاً وأخيراً تقع على الأم بالدرجة الأولى؛ فهي الملتقى الأول للطفل مع العالم من حوله، وهي نافذته إلى هذا العالم، من خلالها يرى ما حوله، يلاحظ، يحلّل، يقيّم ويبني.. وهذا ما نستشفه من التربية النبوية الكريمة حين سُئل النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم عن أحقّ الناس بالصحبة فقال: "أمّك" ثلاث مرات، ثم قال: "أبوك".
إذن فالأم تحمل على عاتقها الجزء الأوفر من التربية؛ فمن المتعارف عليه أن الأب يقضي معظم وقته خارج البيت يسعى في الرزق، لترافق الأم الواعية أولادها في كل أمور حياتهم، صغيرها وكبيرها. ونحن بكلامنا هذا لا نتغاضى عن دور الأب، فهو يمثل دعامة جوهرية في حفظ كيان الأسرة، وذلك بتأمين التوازن النفسي للأم؛ إذ يكفي أن يسود الأبوين علاقة من المودة والتفاهم لتستطيع المرأة تأدية دورها بكل تؤدة كأمٍّ متفهمة تحافظ على علاقة عاطفية سوية مع أولادها بعيداً عن الاهتمام الزائد أو التسلّط، ويكفي للأبّ كونه السند العاطفي لزوجه ليكون سبباً في استقرار العائلة عاطفياً وبث روح الأمان فيها. فيا عزيزتي، جميل أن تتحاوري بالحسنى مع زوجك حول كيفية التعامل مع الأولاد، والاستماع معاً إلى برامج تربوية على التلفاز أو الاطّلاع على الكتب والمجلات المختصة بأعمار أولادك، ولكن إن لم يستجب لك فلا بأس، اعملي أنت على جانب تقوية شخصيتهم وتعزيز إيمانهم بذاتهم، وبرري تصرف والدهم معهم بتبريراتك الحكيمة، وازرعي دوماً حبّه لديهم، فتوطيد العلاقة معه ينعكس إيجاباً على سعادة الأسرة ككل. وأخيراً ادعي الله أن يوفقكما معاً لحسن تربيتهم على النجاح والتميّز، ولا تنسي الدعاء القرآني المعهود: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وكوني على يقين بالإجابة، فما كان الله ليخيّب عبده.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن