زوجتي.. كاشفة أسراري!
مشكلتي مع زوجتي بدأت منذ أيام الزواج الأولى... ولا زالت مستمرة رغم مرور عشر سنوات على زواجنا أشعر معها بأن حياتي مكشوفة... فهي تنقل كل ما يحصل بيني وبينها، أو بيننا والأولاد... لوالدتها وأخواتها. هذه الآفة تخف أو تزيد عندها تبعاً لأسباب وظروف متعددة، أولها مخاصمتي لها لأيام حتى ترتدع، فتغلق فمها فترة ثم تعود لعادتها؛ فهل لهذه المشكلة من علاج؟ أعترف بأنها طيبة القلب، ولكن ما نفع طيبتها طالما أنها تؤذيني في أخص خصوصياتي؟ فما الحل برأيكم؟
المعالجة: تُجمع الدراسات النفسية على أن كتمان المرأة للأسرار أضعف لديها منه لدى الرجل، وعلى أنها تتكلم أكثر من الرجل، وعلى أنها تحب مَن يُنصت إلى حديثها. ومعرفة هذه الطبيعة النسوية تُعين على فَهم المرأة أكثر، ومن ثم يعين على جعلها تتحكم في رغبتها الجامحة في الحديث الذي يَرِد فيه كثير من الأسرار والخصوصيات التي تجعلها هي نفسها تندم على ذكرها والبَوْح بها. لذا فإني أقترح عليك ما يأتي:
1. احرص على الإنصات إلى زوجتك، وأظهر اهتمامك بأحاديثها، وتفاعل معها، فهذا يجعلها أقل رغبة في محادثة أهلها بعد أن (فرَّغت) خواطرها وأفكارها في حديثها إليك.
2. يصعب على أكثر النساء التوقف عن محادثة أهاليهن، فبِمَ يَسمُرْن معهم؟! ولذا أَخبر زوجتك أنك لا تمنعها من تلك المسامرة، إنما تمنعها من بَوْحها بأسراركم وخصوصيات حياتكم، وحتى تساعدها حدد لها هذه الأسرار والخصوصيات ووضِّحها لها.
3. اجعلها تقدِّر حرجك من بَوْحها بما يكون بينك وبينها وبينكما وبين الأولاد بأن تضع نفسها مكانك وذلك بقولك لها: ما رأيك لو أنقل إلى أهلي كل ما تقولينه لي؟! أترضَيْن أن أحكي لأمي وأخواتي ما ترتكبينه من أخطاء في تعاملك معي ومع الأولاد؟ وإذا لم ينفع هذا التهديد فانتقدها أمام أهلك مرة.. ثم - بينك وبينها - قل لها: أعلم أنني أحرجتك بنقدي لك أمام أهلي، لكنني أردتك أن تشعري بالحرج الذي أشعر به حين تنقلين إلى أهلك جميع تفاصيل حياتنا.
4. اجعلها تُقسم بالله على أن تكتم ما لا يُرضيك أن تنقله إلى أهلها، وإذا أبدت حيرتها: كيف تعرف ما لا يُرضيك؟ اطلب منها أن تراجعك فيه أولاً، أو كما ذكرت لك: بتحديد تلك الأسرار والخصوصيات التي تمنعها من البوح بها، فإذا لم تبرّ قسمها كان عليها أن تطعم عشرة مساكين، فإن لم تجد فتصوم 3 أيام، وهكذا حتى ترتدع.
5. ذكِّرها بأن من أخلاق الزوجات الصالحات التي وردت في القرآن الكريم (حافظات للغيب) واتلُ عليها قوله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله} (النساء: 34).
يبقى أن أذكِّرك بشهادتـك لزوجتك بأنها (طيبة القلب)، وأنها تنجح في ضبط لسانها أحياناً، فلا تيأس ولا تسأم الحياة معها، وستنجح بعون الله ولو بعد حين. ولا تنس الدعاء لها بأن يُعينها الله على حفظ أسراركم، وعلى ضبط لسانها، ولا تسأم من تكرار الدعاء مع العمل بما اقترحته عليك. وفقكما الله، وأصلح بينكما، وأبعد الشيطان عنكما.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة