قلت لهم إن الحب أهم .. ثم ندمت
ارتبط قلبي بقلبه لسنوات عدة. وعندما تقدم إلي طالباً يدي لم يوافق أهلي على زواجنا بحجة أنه لا ينتمي إلى بيئتي، لكني لم أستمع إلى أهلي وقلت لهم إن الحب أهم من جميع التفاصيل الأخرى ويكفيني أنني أحبه ويحبني، لم أقتنع برأي أهلي وأصررت على الارتباط بهذا الإنسان الذي اختاره قلبي قبل عقلي، وظننت أن حبنا سيكبر وسيصنع المعجزات وأن السعادة ستخيم على بيتنا إلى الأبد، ولكني سرعان ما اكتشفت الخطأ الذي وقعت فيه. وسرعان ما دبت الخلافات بيني وبين زوجي، صار يكلمني بلهجة وأسلوب لم أعتدهما في بيت أهلي، اكتشفت أنه لا يحترم المرأة ولا يقدرها، ويعتقد أنها إنسانة غبية بالمقارنة مع الرجل، وهو لا يستمع إلي ولا يأخذ رأيي بأي شأن من الشؤون التي تتعلق بحياتنا ومستقبلنا، إنني أعيش في جحيم معه، ونادمة جداً لأنني لم أستمع لرأي أهلي، وفي الوقت ذاته أخجل من العودة إليهم وإطلاعهم على حقيقة تعاستي، خاصة عندما أخذت زواجي على مسؤوليتي وقلت لهم إنه مهما حصل لن أشتكي أمري لهم ولن أطلب مساعدتهم. أتظاهر أمامهم بأن كل شيء على ما يرام حفاظاً على كبريائي.
ماذا أفعل؟ هل أطلب الطلاق لأتخلص من أحزاني؟ لكنني أتساءل ما ذنب طفلتي حتى أعرضها لهذه التجربة السيئة؟ فما رأيك؟
((المعذبة ن. س))
هذا نص رسالة بعثت بها صاحبتها، إلى صفحة المشكلات، في إحـدى الصحف اليومية الكويتية.
وهذه المشكلة واحدة من آلاف تشترك صاحباتها في أنهن كن ينظرن بعين العاطفة وحدها، ويغمضن عيوناً كبيرة أخرى كان ينبغي أن ينظرن بها إلى دين الرجل وخلقه وأسرته وعمله وبيئته وتفكيره.
وإن كانت الفتاة تُعْذَر بأنها لا تستطيع أن تنظر من خلال هذه العيون جميعها.. فإن أهلها وأقاربها يساعدونها بالنظر من خلالها ؛ فأبوها يسأل عن أسرته ونسبه، وأخوها يسأل زملاءه في العمل، وأمها تسأل جيرانه ؛ وهكذا حتى تتجمع لديهم صورة واضحة الملامح عن حياته وخلقه ودينه وطبعه، وعلى أساسها يقررون إن كان يصلح لابنتهم.. أم لا يصلح.
والمرجو من بناتنا أن ينتبهن لهذا، ويكون لهن فيه عبرة ؛ يكسبن منها حذراً يتقين به الوقوع في ما وقعت به عشرات الآلاف حتى لا يندمن حين لا ينفع الندم، ويتمنين لو أنهن أطعن أهلهن وما عصينهم.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة