الصواريخ الفلسطينية.. ودعايات الشوربة!!
في رمضان, إذا أجريت حسبة بسيطة لحجم ما أنفقه الإعلام العربي على المسلسلات, وبرامج المسابقات ستكتشف أن الرقم مرعب جدا.. مثلا هناك برنامج مسابقات, في كل حلقه يتم تقديم سيارة, وفي كل حلقة أيضا يتم بث دعايات تفوق كلفتها ملايين الدولارات... وهناك مسلسلات تجاوزت كلفة الملابس التي يرتديها بعض الممثلين المليون (دولار)....حسب ما قرأت, والأهم أن ما أنفقته شركات إنتاج الشوربه والعصير, لعرض منتجاتها.. يفوق موازنة وزارات عربية بأضعاف.
حماس وبحسب خبير عسكري, كلفة صاروخ القسام الذي تنتجه, لايتجاوز الألف دولار, لأنه مصنوع من ماسورة مياه تم صقلها, والحشوة محلية أعدها مهندس فلسطيني من القطاع.. ولكن إذا قامت حماس (بسلخ إسرائيل) صاروخ فإن عملية القصف هذه تتصدر نشرات الأخبار في كبريات المحطات العالمية..
بعبارة أخرى الصاروخ (أبو الألف دولار).. يفعل في الإعلام ما لم تفعله مئات الملايين من الدولارات التي أنفقها العرب على برامج مسابقات مخجلة أخطر سؤال فيها كان إذا مزجت الاصفر والأخضر فما هو اللون الناتج عن مزجهما.
يا ترى لو ذهبت فقط, كلف دعايات الشوربة والعصير لدعم المجهود الحربي للأهل في غزة فماذا سينتجون؟...
الأمر الآخر أنّ مسابقات رمضان تشاهد من قبل العرب فقط, بالمقابل الصاروخ أبو (الألف دولار) يتصدر (السي أن أن ) و(بي بي سي) , و"روسيا اليوم" ويهز إسرائيل وقد يكلفها حالة إستنفار, وطلب لجنود الإحتياط وتشغيل أجهزة وحواسيب وقلق دائم.... والقصة ليست حماسا, أنا لا أكتب عن حماس.. أكتب عن الشعب الفلسطيني في غزة العظيمة, شعب محاصر مغلقة حدوده, وحتى البحر تم تضيقه عليهم.. ومع ذلك ينتجون صواريخا.. وطائرات ستطلاع ويقتحمون قنوات البث الإسرائيلية..
بالمقابل عالمنا العربي ما زال غارقا في دعايات الشوربة.. مع (الشعيرية) والشوربة (متعددة النكهات).. ما زال غارقا في مسابقات من ضمن أسئلتها ما هو إسم كابتن المنتخب الأرجنتيني؟
غزة أعطتنا رسالة مهمة وخطيرة, تتجاوز صراعاتنا مع الإخوان.. ومع الحركات الإسلامية, وهذه الرسالة فحواها.. أننا أمة حية وما زلنا أمة نبيلة وكبيرة ومقاومة فالمهندس الفلسطيني الذي ينتج صواريخ محلية الصنع, في (بركس زينكو) الله وحده يعلم في أي زاوية وأي مخيم من غزة تم نصب هذا (البركس).. يستحق أن يكون ملهماً وكبيراً.. والشعب المحشور في مربعات سكنية ضيقة ويصر على القتال.. ما زال يعلمنا الأمل والصبر...
أما الإعلام الخائب, إعلام (الشوربات) ومساحيق التنظيف, والمسابقات ذات الأسئلة الخطرة... وإعلام التشفي بحماس وغزة, فاقول لهم :- أن أهل غزة سجلوا حالة اعجيبة في هذا العالم, فصاروخهم الذي يبلغ ثمنه ألف دولار وأنتج بعقلية فلسطينية...أكبر أشكال الترف لديها أن تأكل الشطة وتنام على فرشة إسفنج, استطاع أن يهزم وجدانا شعبيا إسرائيليا... تم إنفاق ألوف المليارات عليه, ليكون وجدانا لدولة وهمية...
المصدر: موقع الرأي - بتصرّف
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن