هل تشعرين بالضياع؟
إذا كنت تشعرين بالضياع في بعض الأحيان فلا تقلقي، بل اطمئني تماماً لأنك إنسانة طبيعية جداً! وكل الفتيات يشعرن في مرحلة من حياتهن بالتيه والتناقض، وأحياناً بالفراغ والقلق وتارة بالإحباط والفشل… ومرد ذلك كله إلى عدم وضوح معالم شخصيتك بعد: (من أنت؟ وما هي قدراتك)، وإلى عدم تبلور أهدافك في تلك المرحلة الصعبة من حياتك: (كيف تسلكين؟ وما هو دورك في الحياة: هل أنت المهندسة؟ أم المعلمة؟ أم الأم المربية والزوجة الحانية؟)… الاقتراحات متعددة والطموح كبير والمثبطات كثيرة والمستقبل غامض.
في المرحلة الثانوية تكون الفتاة عرضة للهواجس والأفكار: (كم سيكون مجموعي في الثانوية العامة؟ هل سأستطيع دخول الفرع الذي أحبه؟ هل سأنجح فيه؟ هل سأجد العمل المناسب؟ وأحصل على أجر جيد؟)، ولا تفتأ تتساءل بعد دخولها الجامعة: (هل وفقت في اختياري؟ وهل سأنال ما أحلم به من الحياة أم سيكون الفشل نصيبي؟)… ويزيد الشعور بالضياع أن الكثيرات لا يعرفن ماذا يردن من الدنيا ولا يخططن لمستقبلهن، أو تتجاذبهن الرغبات وتؤثر فيهن العواطف فتفكر البنت في دراسة فرع لا تحبه تحقيقاً لرغبة والديها أو رغبة بالمال والشهرة… الأمر الذي يشتتها ويرهقها نفسياً.
ولا ننسى ما تعانيه الفتاة في سن المراهقة من رهافة المشاعر والحساسية الزائدة، وما قد يعرض لها من هموم صحية أو اجتماعية، وما تقع فيه من مشكلات مع ذويها وصديقاتها، وما تتمناه وتحلم به من اللباس والمتاع والزوج الحنون والأطفال والبيت المستقر والتفوق الدراسي… ولا تتمكن من الحصول عليه. كل ذلك وأمثاله يؤدي إلى الإحباط والحيرة.
إن الشعور بالتخبط والضياع أمر طبيعي على ألا يستمر ذلك طويلاً، والعلاج بأن تجعلي لحياتك قيمة ولوجودك معنى فتتغلبي عليه، وما عليك إلا أن تضعي أمامك هدفاً سامياً وتسعي للوصول إليه (كأن تكوني داعية إلى الله ترشد الناس إلى الخير وتعلمهم التفسير والحديث، أو طبيبة تزيل الآلام وتعالج الناس…)، وليس شرطاً أن يكون هدفك بعيداً أو شاقاً، وإنما يكفيك أي هدف نبيل يحقق الغاية ويجعل لك قيمة ووزناً عند الله وعند نفسك والناس؛ كأن تنذري نفسك لبر والديك مدة حياتهما أو تعملي دائماً على إغاثة ذا الحاجة الملهوف…
الهدف المحدد يشغل وقتك، ويعطيك استقراراً في التفكير والشخصية، ويزيل العشوائية، وستصبح لك هوية ومنهج ويتحدد دورك في الحياة فأنت الآن تعرفين إلى ماذا ترمين وهدفك واضح أمامك ولو أنت ثابرت على السير باتجاهه بثبات فلن تشعري -من بعد- بأي ضياع.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة