أي المفاتيح أنت؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مَفاتيحَ للخيرِ، مَغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)). [رواه بن ماجه: 237 ]
لا بد أن يدفعنا هذا الحديث للتساؤل عن أي نوع من المفاتيح نحن؟
هل نحن مفاتيح خير؟ أم مفـاتيح للشر والعياذ بالله؟
وهل نحن في بيوتنا ومجالسنا وأعمالنا ومنتدياتنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر؟
وهل نحن لأبنائنا وأزواجنا وأبناء أمتنا مشاعل هداية أم فتيل ضلال وغواية؟
إنها وقفة لا بد منها لمن كانت أنفاسه في هذه الدنيا معدودة، ولا بدَّ أنه راحل، ولهذه الدنيا مفارق وبين يدي رب الخلق والعباد واقف ومسؤول ومُحَاسَب.
أبواب الخير كثيرة، فلنحرص على أن نكون من مفاتيحها، ولنحذر من الأفعال التي تجعلنا مغاليق للخير مفاتيح للشر.
بعض الأمور التي تجعل الإنسان مفتاحاً للخير مِغلاقاً للشر:
ـ ألا يبخل على الناس بالنصح والتوجيه والإرشاد بقدر ما يستطيع, ودعوتهم للخير، وصرفهم عن الشر حال معاشرتهم ومخالطتهم.
ـ أن يكون قدوة حسنة في مجتمعه، ويعين العباد في حاله ومقالِه على طاعة الله تعالى، ويذكّرهم بالقيام بالحقوق الواجبة عليهم.
ـ أن يتعاون مع الناس على البر والتقوى، ولا يحجّم نفسه في حزبية ضيقة، أو عصبية منتنة، أو بيئة منغلقة. قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
- عدم إثارة الفتن والشقاق والتنافر والخلاف، والسعي في تقريب القلوب، وجمع الكلمة والائتلاف.
- دلالة الناس إلى طريق الصحبة الصالحة، ومرافقة الأخيار من الناس، والحذر من مجالسة الأشرار منهم.
كثيرة هي مجالات الخير، سواءً باشرها المسلم بنفسه أو دلَّ عليها، فإن كل ذلك من سبل الخير، وعماد ذلك كله وجود النية الصادقة الخالصة لله تعالى، والرغبة المحركة لفعل الخير ونفع عباد الله، جعلنا الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
عامٌ مَرّ..
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب! الجزء الثاني
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب!
ضَوْءٌ لَمَعَ وَسَطَ المَدِينَة
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء العاشر