جعيتا.. عندما ينطق الحجر!
أسطورة القرن الحادي والعشرين... أم أعجوبة ظلت سراً لملايين السنين؟؟!!
هي لغة الأغوار... لغة الصمت الناطق بقدرة الخالق ذي القوة المتين...
عندما ينطق الحجر بلغة الإبداع الرباني وبصورة يعجز عن رسمها الفنانون أو عن نحتها المتفيهقون من هنا وهناك وهنالك...
عندما ينطق الحجر بحكايات الصنعة الإلهية في كل قطرة ماء تنحدر من غطائه الصامت لتشكل عالماً من الإبهام على مر العصور...
عندما ينطق الحجر صمتًا محيّرًا... يكسر بصمته حاجز الغفلة الذي غيّب العالم عن الحقيقة الإلهية... حقيقة وجود خالق واحد لا يستحق أن يُعبد إلا هو... سبحانه صوّر الكون فجمّله ظاهرًا وأودع باطنه سحرًا مذهلاً...
عندما ينطق الحجر بعد صمت دام آلاف بل ملايين السنين ليصدح بالحق المبين، ندرك أنه ناموس من النواميس الربانية الثابتة الدالة على المالك العظيم، وينعقد لسان المدّعين وتتهاوى عروشهم الزائفة أمام من لا تنفد عجائبه ونذكر قوله تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)...
عندما ينطق الحجر بلغته العجيبة... نرى تسبيح الجماد الذي أبدع في الشكر والحمد لباريه، ونذكر قوله تعالى: (وإنْ من شيء إلا يسبِّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).
فهل عقل المدعون أن للكون إلهاً واحداً؟ هل أدركوا أن مُلْك الله باق؟ هل كانت لهم آية؟
إن نظرة واحدة بعين القلب، وبإدراك الفكر الذي يبحث عن اليقين، وبحِسّ النفس التوّاقة للحرية، كفيلة لأن تفتح سبيل الهدى والرشاد أمام الحائرين، الضالين الذين تذبذبوا بين أصول قَبَلية لا يستطيعون منها عتقًا وبين تطلعات غربية سلبت ألبابهم ببريقها...
فإلى هؤلاء نقول:
عندما ينطق الحجر بلوحات تذهل عقول الغافلين... وتسلب باسمه الدنانير والملايين... لتصدَّر إلى جيوب المنافقين... يتساءل كل ذي فكر وصاحب ضمير حي: إلى متى يا مسلمون؟
إلى متى التسابق في الأندية المظلمة سراديبها؟ إلى متى الاستجداء أمام المحافل الدولية؟ إلى متى التفاخر بجمادات لم نخلق منها شيئاً وننسى خالقها؟؟!! ألا نذكر قوله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)؟
أما آن للقلوب أن تفجر الإيمان الدفين في أغوارها؟ وترسل به إلى العالم سحرًا وجمالاً؟ أما آن لها أن تستنهض الهمم التي أودعها الله فيها؟؟!!
أما آن للأفئدة أن تتلألأ أنوارها؟ وفي فضاء الكون تصدح بنور الحق شكرًا لباريها؟
إن قلب المؤمن ليكتنز في كل ذرة من خلاياه أعجوبة لا يدرك كنهها إلا من ابتغى رضوان الله وهو يسعى إلى إدراك غايته في كل لحظة من لحظات حياته...
فإذا نطق الحجر...
فلا عذر لمن سمع وأبصر، فهذا الحق لا يغيب أو يستتر!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن