الأدب والصحافة... في حوار مع الكاتبة والصحفية إكرام الزيد
الصحافة هي السلطة الرابعة وإذا عدنا إلى تعريف الصحافة نجد أنها "إحدى وسائل الإعلام".. وأقدمها في العصر الحديث.. ولقد أسهمت الصحافة العربية في بدايتها في نشر الأدب، ومع مرور الوقت تقلّص الأدب في عالم الصحافة لينزوي في ركن محدود ليس له إلا بعض الملاحق .. أو عدد من المجلات المتخصِّصة.
وحول واقع الصحافة والأدب وغيرها من الأسئلة كان لنا لقاء مع الصحفية والكاتبة (إكرام الزيد):
- شاعرة وقاصّة وكاتبة مقالة أدبية وصحفية، شاركت بالشعر كتابة وإلقاء في عدد من اللقاءات الثقافية والتربوية.
- متخرجة من جامعة الإمام محمد بن سعود- قسم أصول الدين.
1- لنتحدث عن بداياتك الأدبية والصحفية: متى بدأت؟ ومن كان له الأثر الكبير في رعاية هذا الجانب في مسيرتك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، أشكركم لهذه الاستضافة في مجلتكم الحبيبة إلى قلبي.. مجلة منبر الداعيات.
أما بداياتي فلا أدعي أني صاحبة تلك المسيرة العظمى التي ينظر لبدايتها، ولكن لي بعض النشاط الصحفي والأدبي البسيط الذي بدأ لأول مرة بمقالة ركيكة وأنا في الرابعة عشرة من عمري، توجهتُ بعدها إلى المشاركة بالمقالات في بعض الصحف والمجلات إلى أن بدأت فعلياً مع مجلة أسرتنا الصادرة من مؤسسة الدعوة للصحافة والنشر في السعودية. أما البداية الأدبية فمنذ طفولتي كنت أكتب تعبيراً جيداً وبعض الأبيات الطفولية، ثم كبر معي الأدب واستمر إلى أن انصقل –نوعاً ما!- في المرحلة الجامعية بحكم توسع المدراك والاطلاعات.
2- ما دور الصحافة في تشكيل ذهنية المرأة؟
في أروقة الأمم المتحدة في السبعينات والثمانينات ظهرت الحركة النسوية بشكل قوي ومؤثر، والمطلع على خفايا الساحة الصحفية يرى أن الصحافة هي من تسلمت هذا الدور في تشكيل صورة المرأة الذهنية حسب التغيرات التي تخطط لها الأمم المتحدة، يدعمها في ذلك الإعلام المرئي والمسموع طبعاً، ولذلك إذا رأينا ما أنتجته الصحافة من صورة ذهنية للمرأة لوجدنا أنها جعلت المرأة العصرية في إطار واحد في جميع العالم (متحررة، تعمل، جريئة مع الرجال، غير محتشمة...) بينما المرأة التي تحافظ على هويتها وحشمتها تبدو في تصويرهم المرأة البسيطة الرجعية، هذان ببساطة مثالان مما فعلته الصحافة في مقالاتها وتقاريرها وتحقيقاتها من تكوين صورة ذهنية للمرأة في العالم ككل.
3- ماذا عن واقع الأدب والصحافة الإسلامية والنسائية في السعودية؟
الحقيقة ما زالت تجربتنا وليدة تتطلع لإثراء أكثر، فليست هناك جهة معينة تهتم بإنتاج الصحفية المؤصلة ذات الفكر الرشيد، وللأسف أن الصحافة العامة في السعودية ليست على نفس اهتمامات عموم الشعب، ومع ذلك فهي المسيطرة على السوق، بعكس الصحافة الإسلامية التي تلامس الهم ولكنها غير مدعومة وكوادرها غير متخصصة غالباً.
لكن بدأت الآن النشاطات تظهر أكثر من ذي قبل، وبدأ الاهتمام بواقع العمل النسائي الإعلامي، وتكونت بعض المراكز والرابطات، كل ذلك لتجميع الكلمة تحت صف واحد وإعلانها بقوة وثبات إن شاء الله تعالى.
4- نلحظ اهتمامك بالشعر، فلقد شاركتِ في عدد من اللقاءات والأمسيات والأصبوحيات الثقافية والتربوية، وحُزتِ على المراكز الأولى في المسابقات الجامعية في مجال الشعر والقصة والمقالة والخطابة. والسؤال: في خضمِّ الأحداث الجِسام التي تمرّ بها أمتنا اليوم، هل يؤدي الشعر والشاعر دورهما في استنهاض الأمة وإعادة بناء أمجادها؟ وإن لم يكونا كذلك؛ فما المطلوب لكي يقوما بدورهما الذي عهدناه منهما؟
نظلم الشعراء الصادقين إن قلنا بأنهم غائبون عن الساحة، بل هم متواجدون ويكتبون ويتفاعلون مع قضايا الواقع بحرفهم ونظمهم، ولكن الشعر هو مجرد جانب من جوانب كثيرة نحتاج أن يتواجد فيها المهتمون، فماذا يفعل الشعر وحده إن لم يسبقه عمل ويلحقه عمل؟ سواء من الشاعر نفسه أو ممن حوله؟! خاصة وأن الشعر العربي لم يعد له ذلك الرواج الذي كان يجده من قبل!
إن الشعر في رأيي هو عملية تكميلية ضمن منظومة متكاملة من الدعم النفسي والمعنوي والمادي الذي لا بد أن نقدمه لأمتنا الإسلامية.
6- ما رأيكِ في تقوقع الأدباء وانشغالهم في معالجة قضاياهم الأدبية؟ وهل يجد الأديب المنشغل بقضاياه الأدبية وقتاً ومجالاً للانشغال وللكتابة عن القضايا الاجتماعية والسياسية، فضلاً عن عمله المهني؟
الكتابة ليست وظيفة يقوم بها الشخص في وقت محدد وساعة محدّدة، بل هي تعتمد كثيراً على إلهام الفكرة فجأة واعتمال الرغبة في نفس الكاتب لينطلق بقلمه في رحاب الكتابة في أي ساعة حتى لو كانت الثالثة صباحاً، وقد يكون هناك من تخصّص في قضية الكتابة الأدبية وقضاياها –وهذا جانب مهم-، لكن الأهم ألا يطغى ذلك على الهم المشترك، بل أن يحول جزءاً من ذلك الإلهام إلى المشاركة العامة.
9- هل توجد صحافة إسلامية متخصصة في عالمنا العربي؟ وما مستواها؟ وهل استطاعت أن تحقّق أهدافها؟
لا للأسف، ونأمل أن يتوجه العاملون فيها إلى الاحتراف والتخصص لرفع مستواها والوصول لأهدافها التي تحقق بعضها.. ولا ننكر أن تعطش الناس للصحافة النظيفة هو أكبر عامل ساعد على استمرار بعض المطبوعات الإسلامية رغم ضعف مستواها فنياً.
10- ما الخبرة التي أعطاكِ إياها السفر من بلد لآخر واحتكاككِ بنوعيات مختلفة من الناس من حيث إغناء تجربتك وثقافتك وكسب مادّة للكتابة الصحفية والأدبية؟
طبعاً مخالطة الناس والسفر تمنح المرء رؤية جديدة لكثير من الأمور، بحيث يرحب بالاختلاف الإنساني الطبعي، ويجدد نظرته لعدد من القضايا في حياته، وبالنسبة لي فإن الاختلاط بعدد من الناس في الدول العربية المختلفة فتح عندي آفاقاً من المعرفة والإطلاع تثري تجربتي الفكرية بشكل أبرز من التجربة الصحفية والأدبية، ربما لعدم اختلاطي بكثير من الأديبات والصحفيات.
12- كلمة أخيرة توجهينها لإدارات تحرير المجلات والصحف النسائية؟
التخصّص والاحتراف والأصالة... هم من نحتاجه في خضم هذا الواقع الإعلامي المتلاطم.. أعانكم الله!
وأشكر مجلة منبر الداعيات على هذا اللقاء ..
بدورنا نشكر الأستاذة (إكرام الزيد) على هذا اللقاء
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة