لا تظلموا الصحابة
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
957 مشاهدة
قالت لي أم سامر: لا أحب أبا سفيان ولا هند ولا وحشي! فنظرت إليها طويلاً، وبكل رويّة قلت لها: لماذا تكرهين هنداً؟
- قالت: لأنها أحزنت النبي صلى الله عليه وسلم وأمرت بقتل أسد الله وأسد رسوله، حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وبكى النبي عندما رأى التمثيل لجثته.
أجبتها: اعلمي أن هنداً عندما فعلت ذلك كانت لا تزال مشركة، تحارب الله ورسوله تسعى جاهدةً للقضاء على الدعوة الإسلامية مثلها مثل زوجها أبي سفيان. وصحيح أنها أساءت للنبي صلى الله عليه وسلم، وسببت له ألماً ولكن بمجرد دخول المشرك في الدين الإسلامي واعتناقه الإسلام لله تعالى، فقد جبّ الإسلام ما قبله ومحا الشرك وصار فرداً جديداً انضم لقافلة الصحابة الكرام له ما لهم وعليه ما عليهم.
وبالتالي، لا جريرة يحاسبون عليها بعد إسلامهم. وتلقائياً أصبحوا تحت سقف الرضا الإلهي والفوز بالجنان، وما عاد لنا عليهم مأخذٌ ونرضى عليهم امتثالاً لأمر الله سبحانه ونحبهم وندافع عنهم ونذبّ عن شخصياتهم. مع العلم أن السيدة هند بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم وهي متنقّبة على استحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب ما فعلته مع سيد الشهداء حمزة، وعندما عرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم سارعت للاعتذار عما بدر منها آملة عفوه وراجية سماحته ومسامحته لها.
وكانت آنذاك كبيرة في العمر أقبلت على الشيخوخة، فماذا تنتظرين من نبي الرحمة وهو المأمور بالصفح والتسامح وبخفض جناحه للمؤمنين؟!
تبسّم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم لها وقبل بيعتها وحسن إسلامها..
الرسول صلى الله عليه وسلم الذي غضبت من أجله ما عاد غاضباً من السيدة هند؛ فماذا عليك أن تفعلي؟
أبو سفيان، الصحابي الذي حسن إسلامه ونال شرف الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحظي بشرف الدفاع عنه وفقئت عينه في سبيل الله؛ ففرح أشد الفرح لأنه عاش بعد إسلامه يحاول التعويض عن كل ماضيه.
أما وحشي فتلك قصة أخرى، جميلة جداً..
- قالت لي: وحشي لشناعة فعلته ما استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يراه بجواره، فارتحل.
قلت لها: صحيح، ارتحل عازماً على فعل شيءﹴ يقابل بضخامته صنيعه التعيس قبلاً. دارت الأيام وراح مجاهداً في سبيل الله في حرب اليمامة وطوّح بحربته المشهورة وتسديدته التي لا تخطئ بعدو الله ورسوله مسيلمة الكذاب؛ فقال بأنها فعلةٌ عسى توازي فعلتي السابقة. كما قتل سيد الشهداء وثلب الإسلام أو أقول ثلم المسلمين ثلمةً عظيمة، فقد قضى على شر فتنة على الإطلاق، كادت تهلك المسلمين.
ألا ترضيك ذلك؟
فوالله لقد أرضى الله عز وجل وأرضى رسوله صلى الله عليه وسلم وكما قلنا إسلامه جبّ ما قبله.
انتهت القضية باقتناع أم سامر، وموافقتها على حب الصحابة الآنفين الذكر، بقي لدي أشياء أود ذكرها لكم.
الصحابة يفضل بعضهم على بعض، وعلى ذلك جمهور أهل السنة والجماعة. مما يعني أن الخلفاء الأربعة هم من المرتبة الأولى ثم الستّة المبشرين بالجنة ثم أهل بدر ثم.. ثم.. كلٌُ حسب أسبقيته للإسلام تكون مرتبته، وكلهم رضي الله عنهم، وكلهم عدول لا نذمّ أحداً منهم حاشا وكلا ونسكت عما شجر بينهم ونستغفر للمؤمنين الأوائل الذين سبقونا بالإيمان سائلين الله ألاّ يجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة