عضو رابطة الأدب الإسلامى العالمية
سلامة العقيدة نور وبصيرة
كتب بواسطة نبيل جلهوم
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1582 مشاهدة
لماذا العقيدة ؟!
1 - لأنه إذا كانت عقيدة المسلم متينة و سليمة و صحيحة ،
فإنَّ كلَّ شيء بعدها في سمات الشخصية سيكون متينًا وسليمًا و صحيحًا ؛
فما بُني على حق كان حقًّا ، و ما بُني على باطل ، كان زهوقًا .
2- لأنه إذا ساور العبدَ شكٌّ في الوحدانية ، و أن لا إلهَ إلا الله ، لخرج بذلك الشكِّ من الملة ،
و صار بذلك من سُكنى جهنم .
3- لأنَّ ما قد نراه في كثير من تصرُّفات شباب اليوم من تقليد الغير في مُعتقداتٍ مشبوهة
هو في حقيقته مصيبة و كارثة كبرى ، تَحتاج تصحيحًا لمعتقداتهم ،
و إرشادًا و تنويرًا لعقولهم قبل أن يأتي الموت ، فيموتوا على عقيدة باطلة .
4- لأنه إذا صَلَحَت العقيدة و سَلِم فهمها ، فإن العائد على صاحبها
سيكون حتمًا صلاحًا في الظاهر و الباطن .
5- لأن العقيدة هي المنطلق الأساسي في الإسلام , فينبني عليها ،
و المحور الرئيس للإيمان ، فلا يتحقق إلا بها .
6- لأنَّ العقيدةَ المشوَّشة هي ما أنتجت لنا أفكَارًا شاذة تنادي بأنْ لا عَلاقَةَ للدين بالدنيا ،
و أن كلاهما منفصلٌ ، و لا داعيَ للدمج بينهما، أو إقحام الدين - على حَدِّ قولهم -
في مجريات الدنيا ، فهذه نقرة ، و تلك نقرة ، و لا جمع بينهما .
7- لأنَّ جمالَ إسلامنا ، و روعةَ شريعتنا ، و حُبَّ خالقنا ، و اتِّباعَ سنة حبيبنا -
لن يتحقَّق إلا بعقيدة سليمة متينة ، لا شك فيها و لا إنحراف .
8- لأَنَّ العقيدةَ هي رأسُ أمر المحور الإيماني التعبُّدي ، الذي يختص بخالق الكون ،
و مُسبِّب الأسباب ، و مُجري السحاب ، و صاحب الأحدية ، و المتفرد بالربوبية ،
و الخالق للبشر و الكون بالكلية ، و مالك الدنيا ، و رحمن الآخرة و رحيمها .
نحو عقيدة ربانية :
- احذر أن يساورَك الشك أو تنجرف إلى فلسفات أو نظريات ،
يكون من شأنها زعزعةٌ في عقيدتك أو إغضابٌ لخالقك .
- سدَّ سَمْعَك عن عَلمانيات التفكير و نظريات الفارغين هنا و هناك ،
و قل لهم: ارحمونا يرحمكم الله .
- ليتدرب كل منَّا على القراءة المستفيضة في الإسلام ، و ليأخذ علوم العقيدة من علمائها الثِّقات ؛
ليتصحح المفهوم ، و يتَّزن العقل ، و تنصلح الدنيا ، و تستقر الأوضاع ،
و يحل الأمن محل الفوضى و الغوغائية .
- لِيفتِّش المرءُ دائمًا في عقيدته ، فلربما يفاجأ بأنَّها تحمل بين طياتها - دون أن يدري -
ما ينقص من سلامة عقيدته أو متانتها ، أو على الأقل يُشوِّش علاقته بربه و خالقه .
- الثقة الكاملة في أن عقيدةَ الإسلام هي الراسخةُ غيرُ المشوبة و لا المعيبة ، المتصلة - أولاً و أبدًا ،
و ماضيًا و حاضرًا و مستقبلاً ، و حتى تقوم الساعة -
بربٍّ عظيم خَلَقَ فسوَّى ، و قدَّر فهدى ، و منع و أعطى ، و هو اللطيف الخبير .
- متانة العقيدة تستلزم حُبَّ الله و تنزيهه عن كل شيء ؛ فليس كمثله شيء ؛
{ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
[الأنعام: 103] .
- متانة العقيدة تستلزم الاعتقاد الجازم بأن الربَّ واحد ، و أن الكون قبضته بيمينه ،
و أنه لا إله إلا هو ، و إليه تُرجع الأمور .
- مَتِّنْ عقيدتك بالاعتقاد الراسخ أن رزقك و ما توعد إنَّما هو في السماء ؛
{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ *
فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ }
[الذاريات: 22 - 23] ،
فتتحقق الثقة بربك ، و تتلاشى ثقتك بخلقه الذين يظنون
أنَّ الرزق بأيديهم يَمنعونه منك و عنك وقتما شاؤوا و كيفما أرادوا .
- لا تكن ممن يطوف بالضريح ، و إذا أردت طوافًا ، فلا تجعله إلا بالبيت العتيق ؛
فإن هذا مما يُبعدك عن إطار فهم الدين و الاعتقاد الصحيح في الله ،
و هو دليلٌ على التعلق بغير الله العلي القدير ، صاحب العطاء ،
و سامع الدعاء القريب المجيب .
- عَلِّق نفسك بالله وحده ، و استمسك بالعروة الوُثقى لا انفصام لها ، و لا تنطرح بجبينك إلا لله ،
و لا تسألْ أحدًا سواه ، تَهْدَأْ بالاً ، و تَرْتَحْ نفسًا ، و تقوَ عقيدتُك .
- لا تتأثر بنعرات العلمانية الداعية بقوة ليلَ نَهارَ إلى أفكار و معتقدات
أقسمنا ثلاثًا أنَّها لن تزحزحنا عن عقيدتنا ، و لو قيدَ شعرة ؛
فإسلامنا دين ، و دنيا ، و ثقافة ، و علم ، و تربية ، و أخلاق ، و آداب ،
و عمل ، و إنتاج ، و نهضة ، و صلاة ، و صوم ، و دين شامل لكل الحياة ،
و لن نتأثر بأبواق أو مصطلحات ظاهرها الرحمة ، و باطنها من قبله العذاب .
- إذا استعنت فاستعن بالله ، و إذا اعتمدت فلا يكن إلا على الله ، و اركن له لا لغيره ،
و اعبُدْه لا تشرك به شيئًا .
- لا تكن إمَّعة تعتقد ما يعتقده بعض الناس في الأفهام الخاطئة و المعتقدات الزائفة ،
و كن مميزًا بعقيدة صافية لا يشوبها شكٌّ و لا ريب ، تنل بحقها راحةَ نفسك ،
و رضا ربِّك ، و حُبَّ نبيك .
- متِّن علاقتك بالسماء ، و اطلُب حاجاتك ممن يسمع الدُّعاء ، و يُغيث الملهوف ،
و يُحِبُّ الإلحاح والرجاء .
* بقدر ما تكون مُوحِّدًا لله صادقًا متقربًا إليه و عليه متوكلاً ، بقدر ما تكون ربانيًّا في عقيدتك ،
محببًا إلى الله - عَزَّ و جَلَّ - و نبيه و ملائكته و الناس أجمعين ؛ فالتوحيدُ الخالص لله ،
و الاعتقادُ الذي لا يشوبُه شك ، حتمًا سيشرق وجهُ صاحبه ضياءً ،
و تسعد الأرض بأقدامه عندما يطأ عليها ؛ فهو الموحِّد ،
و هو الذي في الله و بالله يؤمن و يعتقد .
* إياك و التشبُّهَ بأفعال الكافرين ؛ فلا قصَّات شعرٍ فيها تُجاريهم ،
و لا حظّاظات في اليد بها تُقلِّدهم ،
و لا بنطلون على الوسط يتزحزح و يسرع الحركة نحو كشفٍ لعورةٍ أمر الله بسترها ؛
فمن تشبَّه بقوم كاد يكون مثلهم ، و خير لك أن تتشبه بالرِّجال الصالحين من أبناء دينك و عقيدتك ،
و كن في الرجولة و الكرامة يشار إليك بالبنان .
* على الله وحْدَه كن متوكلاً ، و اتْرُك الأمور له ، و كن إليه مُتوسلاً ،
و خرَّ بجبينك و روحك و عقلك على الأرض ساجدًا لله ، متعلقًا به ، منيبًا إليه ,
وقتها أَعِدُك بأنك ستكون قد نلت ، و لله قد صعدت .
* أَكْثِر من قول : " لا إلهَ إلا الله "، و " قل هو الله أحد " ،
تسلم في عقيدتك ، و تخْلص لله في نيتك .
خاتمة :
اللهم أرزقنا سلامةً في عقيدتنا ، و صفاءً في علاقتنا بك يا الله .
اللهم إنا نعوذ بك من الشرك و الشك ، و نسألك إيمانًا صادقًا ،
و قلبًا بالاعتقاد بربوبيتك ينبض واثقًا ،
و لسانًا لا يَكلُّ و لا يَمَلُّ من توحيدك و تنزيهك و تسبيحك و تكبيرك .
اللهم من أراد بنا سوءًا في عقيدتنا ، فأشغله بنفسه ، و اجعل كيده في نحره ،
و سلِّمنا و المسلمين من شَرِّه ، و لا تجعل لأحد علينا سبيلاً .
اللهم ارزقنا صحةً في العبادة ، و سلامةً في العقيدة ، و حُسنًا في الخُلُق ،
و إذا أردت بخلقك فتنة ، فاقبضنا إليك مُوحِّدين ، و بك مؤمنين ، و بألوهيتك شاهدين ،
و بقدرتك على الخلق و الجنة و النار مؤمنين معتقدين واثقين .
و صلِّ اللهم على نبينا محمد ، معلم الناس الخير ، و الهادي إلى صراطك المستقيم .
و على آله و صحبه و من سار على نهجهم و عنا معهم بكرمك و جودك يا أرحم الراحمين .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن