أيتها الحرة.. تقربي إلى الله
التاريخ:
فى : المقالات العامة
856 مشاهدة
كنت أقرأ في مجلة منبر الداعيات، فاستوقفني عنوان ملف العدد (173) المشتمل على محاورات مع أربع محرَّرات في فلسطين العظيمة: "حرائرنا وأفراح الحرية" وعلمت حينها أن وراء هذا العنوان بَطَلات... وهناك قيود حُلّت... وهناك خبر مفرح.
بارك الله لأحلام وقاهرة ولينان ومريم، لقد تأثرتُ تأثراً بليغاً بقصة هؤلاء الفارسات الأربع... هنّ محررات الآن بعد سنوات من الأسر والتعذيب النفسي، ولكنِّي أُعجبت بشجاعتهن وصبرهنّ وقوة إرادتهن وإيمانهن برب العالمين إذْ رفضن أن يكُنّ أرقاماً، بل أردن أن يتخرجن مثقفات واعيات داعيات.
أرى في هذه القصة رسالة واضحة لكل فتاة مسلمة مؤمنة بحقِّ، واعية لأهمية دورها في المجتمع، وتعلّمت من أخبارهنّ دروساً لتطوير شخصيّتي وخدمة إسلامي:
أولاً: تعلمتُ أن أكون حرة، خاصة أن أحرِّر نفسي من قيود وَهْمية.
ثانياً: أن أصبر على المِحَن، إذْ أن أخواتي المجاهدات صبرن سنين على ذُلِّ وقهر السجَّان.
ثالثاً: تعلمتُ الاستفادة من كل أوقات فراغي.
رابعاً: عزمت على التقرب أكثر من رب العالمين وتعزيز الثقة به عزّ وجلّ والاستعانة به تعالى في كلّ محنة.
خامساً: تعلّمت عدم اليأس أو الاستسلام إذْ لذلك أثره السلبي المباشر في تطورنا الدعوي
سادساً: صمَّمتُ على التغيير.
سابعاً: أوصي نفسي وأخواتي المسلـمات بالتضحية ثم التضحية ثم التضحية في سبيل خدمة هذا الدين ورفع شأنه في العالمين.
ثامناً: أيقنتُ أن لا أستخف بقُدراتي أبداً، ولا بتأثيري في المجتمع، فأنا الآن أخت وابنة، وغداً زوجة وربما أُم، وبالتالي يجب عليّ تنشئة وتربية أولادي على تعزيز الثقة بالله عزّ وجلّ.
العِبَر والفوائد كثيرة لكني والله عجزت إلا أن أقارن بيننا وبينهن:
مِن خلف القضبان تخرّجن مثقفات واعيات، هن حرائر في نظري، ولم ولنْ يكنّ يوماً سجينات، هنّ حرائر في أنفسهنّ، وإرادتهنّ، وقوّة إيمانهن برب العالمين.
أما نحن من خارج قضبان السجن فسجينات سجينات... سجينات العقول وقيود النفس التي وُضعت لنا، نحن سجينات قُضبان الهوى والفتن التي رَسَموها لنا، نحن مقيّدات بجدران هذا الزمن، وعلينا أن نحرِّر أنفسنا بل عقولنا من هذه الالتزامات، ومن المُخجل أن نضيِّع أوقات فراغنا وطاقاتنا بهذه الطريقة.
أدعو نفسي وأدعوكنّ إلى الدعاء لجميع أسرانا وأسيراتنا: اللهم فُكّ أسرهم، اللهم زِد إيمانهم وقوّ عزيمتهم وثبِّتهم على الحق يا ألله، اللهم ارزقنا صلاةً في المسجد الأقصى يا رب العالمين، اللهم عليك باليهود وأعوانهم فإنهم لا يُعجزونك، اللهم فرِّقهم بِدداً واقتلهم عدداً ولا تغادر منهم أحداً. اللهم آمين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة