كلُّها لله!
هو: لِمَ خُلِقنا؟ أهي مجرد أيام تمضي؟! نقوم بما يقوم به أغلب الناس ثم يطوينا التراب؟! بعد أن نعيش حياة لا طعم فيها ولا لون.. أيامها نُسَخٌ متكررة.. جامدة وجافة!
هي: غاية الخَلْق واضحة.. لا لبس فيها ولا تشويش.. ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].. عبادة ترقى بالروح في مدارج السالكين.. وتعطي نكهة للحياة.. حين نعيش لهدف سامٍ.. عمارة الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونُصرة الدِّين.. حينها يصبح لكل شيء معنى! حتى تلك الأشياء العادية التي يقوم بها الناس.. تصبح مع تلك النيّة أجمل!
هو: صدقتِ يا غالية.. فحين تكون طاعة الله جل وعلا هي الهدف فسيتغيّر طعم كل شيءٍ نقتات منه لنحيا.. مادياً كان أو روحياً.. وبذلك تتحوّل العادة إلى عبادة.. فلقمة أضعها في فمك وفم العيال عبادة.. واهتمامك بالبيت وتنظيم شؤونه عبادة.. وتربيتنا للأولاد عبادة.. حتى علاقتنا الخاصة عبادة! فما شعور المرء بعد أن يعيش هذه المعاني في كل دقيقة من حياته؟! ألن يكون طيِّب النفس راضياً؟!
هي: أتعلم يا أنا؟ سكينة عارمة أعيشها حين أتوجّه لربي في كل سكَنة وحركة.. أستشعر فيها أن الله جل في علاه - وهو خالق الكون - معي!.. وأسترسل حينها في خدمة بيتي وديني وأنا في قمّة السعادة.. حتى حين يمزّق نزاعٌ ما صفحةَ الراحة.. أستحضر إيماني ورغبتي في الحفاظ على قلبك وأسرتي لأتجاوز سوء التفاهم بيننا.. وحيناً أتجاوز أنا.. وأحياناً تعفو أنت.. ما نبتغي من وراء ذلك إلا رضا الله تعالى وجنّة عالية!
هو: حين يحفّ الإسلام كل جوانب الحياة ترقى الأنفس وتسمو.. فلا تعود سفاسف الأمور تشغل القلوب.. فالغاية الكبرى تقزِّم كل ما من شأنه أن يعلو عليها.. ويعكِّر الأمزجة والأجواء.. ومهما كان الخلاف كبيراً فتمسكنا باستقرار الأسرة أكبر.. ورصيدكِ عندي كبير.. وفي نموّ.. فلا تخشَي كُرهاً أو نفوراً..
هي: لو تدري كم تريحُني هذه الكلمات.. وكم تغمرني جلساتنا الإيمانية بفيض من السَّكينة عميق.. أشعر أن الملائكة تحفّنا من كل جانب.. وأن الله جل وعلا يَذْكرنا في ملأ أفضل من ملئنا!..
هو: ولو تَعْلمين كم يسعدني أنك في حقل الدعوة عاملة.. دون أن يؤثّر خروجك على مسؤولياتك في البيت.. فقد رتّبتِ أولوياتك بطريقة رائعة.. فلا تداخل بين واجباتك كونك أمّاً وداعية وزوجة ومربية وطالبة علم وأمَة لله جلَّ وعلا.. بل هو التوازن والتنظيم والتخطيط.. وهذا يبث في قلبي السعادة ويكون مدعاة لأفخر بك أكثر!
هي: لولا فضل الله تعالى عليّ ثم مؤازرتك لَما استطعتُ من ذلك شيئاً يا توأم الروح.. ولكنتُ قصّرتُ واختلطَت أوراقي فانتكست! فقد شَدَدتُ عضدي بك.. وكنتَ خير من ساند وأشار وأرشد.. كم تغاضيتَ عن بعض تقصير مني غير مقصود.. وكم تنازلتَ حين وددتُ الارتقاء بعلمي.. كل ذلك من أجل مصلحةٍ عليا حُقَّ لنا أن نضحّيَ من أجلها..
هو: أليس الزواج آية من آيات الرحمن جل وعلا؟ أتراه يكون كذلك دون أن يحمل في طياته كل المودة والرحمة والسكن؟
• • •
كلمات حَوَت - على قلّتها- معانيَ لو وعاها كل زوج وزوجة لعاشا في نعيم.. مهما تكدّرت الحياة وثقلت الضغوط.. لأنهما تفقَّها فَفَهِمَا فالتزما!
هي: عهدٌ عليّ أقطعه ما حَيِيت.. أن أكون لك كما تحب وترضى..
هو: وعهدٌ عليّ أن لا أحيدَ عمّا أَلْزَمنيه إسلامي في منهج ربي بإذنه سبحانه وتعالى.. وأسأله مرافقتكِ في الفردوس الأعلى..
ها قد علا صوت الأذان.. وأنا ذا ذاهب إلى المسجد للصلاة فادعي لي!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة