مستشار في العلاقات الزوجية وكاتب المتخصص في هذا الموضوع ، حصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب 1971، ثم على دبلوم التربية من جامعة دمشق 1972، ثم على دبلوم الدراسات العليا من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1974 . عمل في الصحافة الكويتية وكان مديراً لتحرير عدد من المجلات الأسبوعية والشهرية، منها مجلة (( النور )) التي ما يزال مديراً لتحريرها منذ عام 1983 صدر له أكثر من ستين مؤلفاً، معظمها في المرأة والأسرة، مدير مركز ثوابت للاستشارات الزوجية، ألقى عشرات المحاضرات وسجل مئات الأحاديث في الإذاعة والتلفزيون ومعظمها في قضايا الأسرة والمجتمع .
الخلاف المالي بين الزوجين
كتب بواسطة الأستاذ محمد رشيد العويد
التاريخ:
فى : المقالات العامة
713 مشاهدة
المال وكسبه وإنفاقه من أكثر ما يختلف عليه الزوجان، وقد يفضي الخلاف حول المال إلى نزاعات زوجية خطيرة يتهم فيها كل من الزوجين صاحبه بالبخل أو الإسراف أو عدم الكسب.
وحتى لا يكون المال سبباً لهذه النزاعات الخطيرة التي قد توصل إلى المحاكم، وربما بعدها إلى الطلاق، نذكّر الزوجين بما يلي:
· أولاً: ينبغي أن ننظر إلى المال على أنه وسيلة وليس غاية، وسيلة لتحقيق غايات، وتلبية حاجات.
· ثانياً: البخل من أسوأ الأخلاق، ولقد ذمَّه الإسلام كثيراً، فقال تعالى متوعِّداً مَن يبخلون: (ولا يحسبنّ الذين يبخلون بما آتاهم الله مـن فضله هو خيراً لهم، بل هو شر لهم، سيطوَّقون ما بَخِلوا به يوم القيامة، ولله ميراث السموات والأرض، والله بما تعملون خبير) (آل عمران: 180). وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمع الشُّح والإيمان في قلب عبد أبداً»....
· ثالثاً: يجب أن يصحح الزوجان اعتقاداً خاطئاً بأنّ عدم إنفاق المال يحفظه من النقصان، والصحيح هو أن إنفاق - المال في ما يجب - يزيده، قال تعالى: (وما أنفقتم من شيءٍ فهو يُخلفه وهو خير الرازقين) وأن إمساكه يُنقصه ويُتلفه، قال صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان؛ فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلَفاً، ويـقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً» متفق عليه.
وكم من الأزواج بَخِلوا على زوجاتهم وأولادهم وأهليهم ثم ضاع ما بخلوا به في أسهم أو تجارات خاسرة، أو سُرقت أموالهم؟!
· رابعاً: إنفاق المال على الأهل والزوجة والأولاد وإن كان واجباً فإنّ الله تعالى يجعله لصاحبه صدقة يُثاب عليها ويؤجر؛ قال صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الدينار الذي أنفقته على أهلك» رواه مسلم.
· خامساً: النهي عن البخل لا يعني جواز الإسراف، فقد يُسرف أحد الزوجين فيشتري ما لا حاجة إليه، أو يشتري ما فيه أذًى وضرر بدعوى أنه لا يحب البخل. لذا يجب أن نعرِّف البخل حتى لا تختلط أمامنا الأمور، فالبخل كما عرّفوه هو: أن يمنع الإنسان الحق الواجب، ويترك الإنفاق حيث يجب الإنفاق.
* * *
اهتداءً بما سبق فإنني أرجو من الزوجين الكريمين ما يأتي:
· أن يُحسنا الظن بالله تعالى، و هذا يقتضي أن لا يبخلا على نفسيهما وأبنائهما بالإنفاق.
· أن ينظرا إلى إنفاقهما على أنه استثمارٌ لهما في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا يُخلف الله لهما ما أنفقاه، وفي الآخرة يأجرهما ربهما ويُثيبهما عليه.
· أن يعلم كلٌّ منهما أنّ كرَمه وجُودَه وإنفاقه مما يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن بُخلَه وإمساكه مما يبغضه سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
· أن يميّزا بين الكرم والسَّرَف، فالله سبحانه الذي يحب الكرم لا يحب السرف وينهى عنـه، قـال الله عز وجل: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) (الأعراف: 31).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن