علّميهم يا مصر
كتب بواسطة حامد بن عبدالله العلي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
506 مشاهدة
يا أيّها الناس ضُرب مثل في مصر فتعلَّموا منه.. إنّنا نشهد تحوّلاً هائلاً في تاريخ أمتنا، ومفصلاً من مفاصل التاريخ البشري.
إنه شعب بأسره يزحف لنيل حقوقه، وبكلّ فخر واعتزاز، يسمّى الذين سقطوا في طريق ثورته شهداء.
الحمد لله الذي أفسد على الغرب المتصهين فرحته بتقسيم السودان، بما أصلح من أحوال أمتنا في تونس، ومصر، و(إنّ الله بالغ أمره).
إنَّ أعظم إنجاز للثورة المصرية، إشاعة ثقافة جديدة على المشهد العربي بأسره، أحسبها ستقود المرحلة القادمة من نهضة الأمّة، وقد صارت هذه الثقافة الجديدة بمثابة إعلان فوق كلِّ باب أسرة من أمّتنا، وشارة على صدر كلِّ رجل، وامرأة، كبير، وصغير.
إنها ثقافة : إنَّ الكرامة أوّلا، وتحرير الشعوب من الطغيان ولو بثورة الدماء غاية عظمى، وإعادة السلطة إلى الأمة، ورفض حياة الإذعان للاستبداد هدف أسمى.
لقد أخذ الشعب المصري يكرِّر هذا الدرس كلَّ يوم، ثم يعيده درسًا خصوصيًا مجانيًا في كلِّ بيت من بيوت الأمة، وقد خطَّ حروفه بدمائه، ورسم لوحته بتضحيات نظر إليها التاريخ، فأحنى لها جبهته تقديراً وإعجابًا نعم إنّ ما يجري هذه الأيام، ماهو إلاّ دروس تلقيها مصر أقدم حضارة في التاريخ، وعلى الهواء مباشرة على العالم، حيث يجلس في الصفوف الأولى في مدرستها الشعوب العربية، ثمَّ الشعوب الإسلامية، ثم شعوب العالم أجمع.
وهذا هو برنامج مدرستها العظيمة :
أولاً طابور الصباح.. الهتاف: تحيا الشعوب الحرّة، يحيا العدل، تحيا الكرامة، يسقط الطغاة، تسقط الأنظمة المستبدة.
ثانيًا.. نشيد الطابور :
إنّا لمَِنْ مصرَ الأبيّة، لن يرَى ** منّا الطغاةُ سوى الصوارمِ والقنا
أَوَ ما أُمرْنا في شَريعةِ ربِّنا ** بالسَّيفِ نضْربُ من يجورُ ليذْعنا
تبّا لمن يرضى المهانةَ خانِعاً ** للظَّالمينَ الخائنينَ الموْطنا
ثالثًا.. الحصّة الأولى: درس في أنه لاقيمة للشعب إن رضي بالذلّ للطغاة، ولا يستحقّ الحياة، ولاميزة له عن القطعان السائمة، ولا فرق بينه وبين البهائم.
وأنَّ الشعوب الحرّة أقوى من الطغيان بإذن الله تعالى، وفي هذه الحصّة تعلم مصر، أنَّ الشعوب قادرة على أن تصنع أروع أحداث التاريخ إذا تخلَّصت من قيود الرقِّ، وأنها مهما طال عليها أمد الاستبداد، فستبقى جذوة عشق الحرية متّقدة فيها، ومع أول نسمة من رياح التغيير ستشتعل، فتثور، لتحول عهود الاستبداد هشيمًا تذروه الرياح.
وفي أثناء هذا الدرس تعلّم مصر العالم كيف أنّ الشعوب قادرة أيضًا على أن تأخذ زمام المبادرة بنفسها، فتصنع الأحداث العالمية، لتترك ردّات الفعل على غيرها، وتجبر حتّى القوى العظمى كأمريكا على أن تجري خلفها لاهثةً خائفةً مما ستصنعه، وبذلك تسقط ذلك الوهم الذي يسيطر على روع الشعوب العربية، أن الغرب هو المهيمن على كلِّ شيء، الذي لايمكن لأحد أن يتجاوز إرادته!
وتختم مصر هذا الدرس بأن لايمكن فهمه إلاّ عمليًا، وتأملوا كيف أنَّ كلَّ تلك المؤلفات، والخطب، والتنظيرات، لم تفعل ما فعلته الثورة التونسية من إشعال جذوة الشعوب في أيام معدودات.
رابعًا.. الحصّة الثانية: درس في أنّ عروش الطغاة هشّة كبيت العنكبوت، ما أن يأذن الله تعالى للشعب ليتحرَّك بروح الثورة العاصفة، حتى يفاجأ الناس بأنَّ تلك الأنظمة لم تكن سوى نمورٍ من ورق، إنما تقتات على تخويف الشعوب، وإرهابها فحسب، زاعمة أنها تستطيع أن تسحق من أمامها في لمح البصر، حتَّى إذا جاء إعصار الحق، تهاوت عروشها متحطمة، كأمس الذاهب.
سكت الدهر زمانا عنهم ... ثمَّ أبكاهم دماً حين نطق
وتأمّلوا كيف أنّ نظام الطاغية اللامبارك أرتبك بأسرع مما توقع جميع المراقبين، وتعطّلت أجهزة نظامه كلمحِ البصر، وأخذ يتخبط كالأعمى لايدري أين المخرج، واستطاعت الجماهير الغاضبة أن تضطرُّه إلى مضايق بدا فيها كالفأر المذعور يسرع خطا الهرب متراجعًا فلا يبصر الطريق، حتى أخذت الجماهير، تلاحقه وتشير إليه نحو مخرج الفرار !
وسبحان الذي أتاه من حيث لم يحتسب ! فقد كانوا يراقبون اللِّحى، ويلاحقون المنقبات، ويعذِّبون المصلّين، ويضيِّقون على هؤلاء بكلِّ سبيل، خوفًا من أن يأتي الأمر منهم، فخرج عليهم من شباب مصر، من حيث لايشعرون، من ليس لهم ملفات أمن، ولا يُعرف من أين أتوا ! فخرجت في إثرهم الأمواج البشرية، رافضة الطغيان، حتى زلزلوا الأرض تحت نظام الطاغية، فسبحان الذي لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو العزيز العليم.
خامسا.. الحصّة الثالثة : درس في خباثة الغرب، وخبث نواياه، وكذب دعاواه، ونفاق خطابه، فهاهو لم ينطق ببنت شفة في شجب ما كانَ يصنعه النظام من جرائم طيلة أكثر من ثلاثة عقود، جرائم تعجز الكلمات عن وصف بشاعتها، وتتأبّى الحروف أن تجتمع لتكتب نعتها من شناعتها،وقد ذكرنا طرفا منها في البيان الذي نشرناه عشية الثورة المصرية.
ورأى العالم أجمع سوء جرائمه عندما كانت مدرّعاته تدهس المتظاهرين سلميًّا في هذه الثورة العظيمة، ويقذف الماء الحار على المصلّين وهم في صلاتهم خاشعون، ويطلق رصاص القنّاصة على الشعب الأعزل، ويقتل الأبرياء بغير حقّ، وما هذا سوى اليسير جداً من فظائع كانت ترتكب طيلة فترة الطوارىء الذي امتدت ثلاثة عقود، تُغتصب فيها الأعراض، وتُسفك الدماء، وتُعذب الأجساد أشدّ التعذيب، وتذلّ النفوس، وتُسرق الأموال، وتصادر الحقوق.
ثم لما انتفضت الجماهير المظلومة تطلب خلاصها، جاء الغرب يتنصّل مما هو عار يلوح على جبينه، لايمكنه إخفاؤه، لاتمحوه الدهور، ولاتغسله البحور.
والحقيقة أنّ التغيير في مصر جاء من حيث لم يحتسبوا أيضًا، ولهذا هرعوا خائفين على نظام لايحمي المشروع الصليبي الاستعماري الصهيوني في المنطقة العربية إلاّ هو، ولا يعتمد الغرب أكثر من اعتماده عليه في تمرير مخططاته.
وهم يعلمون أنه إن سقط هذا النظام، ومُنحت مصر حرية الاختيار، سيقرر الشعب المصري أن يضطلع بدوره القياديّ في الأمّة، فتسقط معاهدة السلام المصرية الصهيونية، ويصبح غاز مصر، وثروة مصر لشعبها، وخبزها من أرضها، وسترجع مصر دولة إقليمية لا يجرؤ أحد أن يقف في وجهها.
ولهذا السبب وحده، سيحاولون إنقاذ هذا النظام، ووالله الذي لا إله إلا هو، لولا أنّ ما يجري في مصر مرئيُّ جدًا في العالم، لسمحوا للنّظام المصري أن يبيد الشعب المصري، ولا تتغير السياسة المصرية القائمة على إرضاء الحلف الصهيوغربي.
ولكن نسأل الله تعالى أن يخيب ظنونهم، ويردَّهم على أعقابهم خاسرين.
سادسا.. الحصّة الرابعة: درس في أنَّ التغيير للإطاحة بالمستبدِّين، يبدأ من كسر حاجز الخوف، وأنّه ما إن ينكسر حتَّى يتبين كم كان ذلك أيسر مما تهوَّلته النفوس، ثم إنه إذا إنكسر فلا تسل بعد ذلك عما يمكن تحقيقه من الإنجازات السياسية السامية، والأهداف الحضارية العالية.
وهو لاينكسر إلاّ مع التضحيات، ولكنها ما أن تبذل، وتسقط أولُ قطرة دم على أرض الثورة، حتى تتحول إلى مفاخر يتسابق إليها المتسابقون، وشرف يسارع فيه المسارعون، ولذّة غامرة يلتذّ بها المضحُّون.
سابعا.. الحصّة الخامسة: درس في أنَّ التغيير للإصلاح يبدأ ببث الوعي السياسي السليم، بأنّ الأمة هي صاحبة السلطة، وهي معقد الحكم، وهي صاحبة القرار النهائي في مصيرها.
وإزالة ما على عقول الشعوب من الأغطية التي يضعها الطغاة، ويجددها علماء السوء، بأنّ مقاليد أموركم كلَّها بيد الطاغية ومن يسبّح بحمده، وإنما أنتم عبيدٌ له!
كما يبدأ بتعليمهم أنهم هم السلطة الحقيقية، وأنهم هم الوطن، وهم الدولة، وهم النظام، وأنهم هم وحدهم الذين يحدّدون خيارهم السياسي كلَّه، وأنه ليس ثمة مخلوق، له الحقّ أن يسلب إرادتهم الحرّة، في اختيار من يوكّلونه سلطة خادمةً لمصالحهم، حارسةً على حقوقهم، ثم محاسبتها على عجزها عن الكفاية، فعزلها عن منصب الولاية.
ثامنا.. الحصّة السادسة : درسٌ في ضرورة الاستفادة من وسائل العصر، وآخر ما توصلت إليه البشرية من ثقافة التطوير السياسيّ التي تنال بها حريتها، وتنتزع حقوقها، وتفرض الضمانات التي تحول بين الأمّة وأن تقع فريسة للطغيان.
وأهم هذه الوسائل هو الإعلام، فقد تبيّن بوضوح، أنَّ الإعلام هو السلاح الأمضى في إحداث التغيير في تونس، ومصر.
وأنّ قناة فضائية واحدة هي قناة الجزيرة _ تتمتع بقدر كبير من الحرية _ عملت ما عجز عن فعله ملايين الخطباء، فنقلت الثورتين التونسية، و المصرية، نقلات سريعة في عدة أيام من درجة إلى أرقى، تنير لها الطريق، وتدلهُّا على فخاخ الطغيان، وتحذّرها من شِراكه، وتجمع جهود الثورتين، وتركزهما نحو الهدف حتى استقرتا على الجوديّ، وهو إسقاط الطغيان، وتحطيم أغلاله.
هذه قناة عربية واحدة، فكيف لو كانت كلّ قنواتنا الإعلاميّة حرَّة ؟!!
تاسعا.. الحصّة السابعة : درس في أنّ المشاريع الحضارية الكبرى، لا ترتقي إلى أهدافها إلاّ على _ بالإضافة إلى مافي الحصة السادسة _ سلَّم سياسة المراحل، وفي مدرج إرادة الشعوب، ولهذا فشلت كلّ مشاريع التغيير التي فقدت أحد هذين، فانتهت المشاريع التي لم تقنع الجماهير إلى العزلة، واستقرت مشاريع التوثب المستعجل، والحماس المتعجل، إلى المحرقة.
وقد كتبت في عدة مواضع، وفتاوى سابقة، محذّرا من مشاريع التغيير السياسي التي تفتقد لمقوّمات النجاح منتهجةً العنف، وأنها في حيز المحرمات في شريعتنا، إذ هي تعقب كوارث على المشروع الإسلامي، طالما أرجعته القهقرى، فأضاع من المكاسب مالايحصى عدده، على العكس تماما من التغيير الذي تتبنّاه وتقوده الشعوب، وتندمج معها النّخب، وتمتزج بتطلُّعات الجماهير.
فإن كانت هذه الجماهير مسلمة، فإنَّ نجاح ثورتها العامة التي لاتحسب على حزبٍ بعينه، إن لم يدفع بالمشروع الإسلامي إلى المقدمة، فلن يُعدم منه هذا المشروع المبارك خيرًا، مع هذا التطوُّر السريع الذي تفجر فيه وعي الشعوب بحقوقها، وضعفت السيطرة عليها.
لن يُعدم خيرًا حتى لو نقلهم من الأسوء إلى السيّء في أقلّ تقدير، مع أنَّ النقلة لن تكون بهذه الصورة السوداء إن شاء الله، في ظلّ ما يُنتشر في العالم من مناخ الحريات التي بعثتها ثورة الإتصالات والمعلومات، فالحرية التي تطلقها هذه المشاريع وحدها كفيلة بأن تقفز بالمشروع الإسلامي خطوات، إن لم توصله إلى المقدمة، كما ذكرنا.
وقديما كنا نقرأ، ونحن صغار، ما قاله جلال العالم في ذلك الكتاب البديع (قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام، أبيدوا أهله)، عندما كان الفكر الإسلامي نقيًا من جرثومة الانبطاح لمن يسمُّونهم (ولاة الأمور)، بريئًا من لوثة مشايخ (الملاحق الدينية للإستخبارات)، الذين أفسدوا الدين، والعلم، والغيرة الإسلامية.
كنا نقرأ ما نقله عن المستشرق الأمريكي و.ك. سميث: (إذا أعطي المسلمون الحريّة في العالم الإسلامي.. وعاشوا في ظلّ هذه الأنظمة، فإنَّ الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالدكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها).
وبعد إنتهاء الحصص السبع، خرجت الشعوب العربية من مدرسة مصر العظيمة، تبني لها صروح التغيير، وتشقُّ طريق الخلاص من الطغاة، وتنشر أجواء الإصلاح.
لتبعث هذه الأمّة من جديد، أمةً تكفر بالطغاة، وتدين لله تعالى وحده بالعبودية، أمة أبية على الطغيان، تختار من يحكمها بإرادتها الحرّة، وترسم علاقتها بغيرها وفق مصالحها هي، وتبعث رسالتها الحضارية، التي تقوم على (كنتم خير أمّة أخرجت للناس) (وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين) (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)
وبعد :
فإنَّ الشَّعب المصري البطل، في هذه الثورة العظيمة، لم يدّخر شيئا تضحّي به الشعوب الحية، إلاّ وقد بذله رخيصًا في سبيل خلاص أمته.
لأنه يعلم قدر ما أُلقي على عاتقه، ويقدِّر عظم المكانة التي يتبوأ بها في العالم العربيّ، وفي الأمّة الإسلاميّة، وأنه إن نهض نهضت الأمّة معه، وإن تقاعس فعليه تقع المسؤولية العُظمى.
وقد أعطى دروسه بإخلاص، وصدق، وتفانٍ، يندر مثله في التاريخ، وقدّم دماءه، وأجساد أبنائه، وجازف بكلِّ مايملك. من أجل أن يضع أمّته على سبيل النهضة الشاملة..
وأما ما يحدث في المستقبل، وما تحمله الأيام، فعلمه عند ربي في كتاب، لايضلّ ربي ولاينسى.
ولاريب أنّ ثمة خططًا بالغة المكر تُعدّ لإجهاض الثورة، وسرقة جهودها، وتحوير أهدافها، وتخريب مشروعها.
لكن هذا لايمنع أنَّ الشعب المصري قد أدى الذي عليه، وقام بما أُوكل إليه، غير هيّاب، ولا وجل، فأستحق ما قلناه.
فيا أيتها الشُّعوب قفوا جميعًا اليوم فحيوا هذا الشعب الخارق.
ثم امضوا إلى مثل ما مضى فيه..
ثم..أختم هذا المقال بتوقع، ونداء..
أما التوقع _ والله أعلم _ فهو أن يتعمَّم _ ولو على مدى سنوات _ النموذج التركي في البلاد العربية، أعني أنظمة سياسية فيها مزيد من الحرية السياسية، واحترام الحقوق، وتقييد السلطة، مطعَّمة بثقافة إسلامية مقاربة _ وخيرٌ فيه دخن، أهون من هذه الشرور التي نراها اليوم _ لكن دون النظام الإسلامي النموذج، وسيكون في ذلك خيرٌ كثير للأمة بإذن الله تعالى، يسلك بها إلى فضاء أرحب، تكون فيه إلى الوحدة الإسلامية العظمى بإذن الله أقرب.
أما النداء فهو إلى الحالة الثقافية في السعودية والخليج، حيث الثقل الاقتصادي للأمة الذي يوازي في أثره، الثقل الثقافي، والسياسي لمصر، والذي به مع التغيير في مصر، تتم الاستدارة الحضارية الكبرى للأمة بإذن الله تعالى.
نداءٌ لإحداث نقلة كبيرة في التغيير الإصلاحي السياسي الذي يتجنَّب عثرات التجارب السابقة، وينهض بالحالة المزرية البائسة التي تعيشها شعوب المنطقة بأسرها، من مهبط الوحي، إلى أطراف جزيرة العروبة الأصيلة، ومحضن الإسلام العظيم.
حيث _ في مناخ يملؤه النفاق السياسي، ويعصف به إعصار الفساد، وتهيمن عليه ثقافة المهانة، وأخلاق (التسوُّل الجماعي للشعوب) مقبّلي الأيدي، والأكتاف! وحالة (اللاّوجود واللاّعدم) و(اللاّبشر واللاّبهَم) ! _ يُهدر من مقدَّرات الأمة، ما عُشر معشاره كفيلٌ بأن يغير خارطة العالم بأسره.
وتُغيب إرادة الشُّعوب بالكلية، وتُنتهك الحقوق بلا رحمة، وتهان العقول، ويُستهان بكلِّ القيم الإنسانية بلا كرامة، وتُسلَّم ثروات وكنوز أمّتنا إلى التحالف الصهيوغربي، ليستمر في طغيانه العالمي، وفي استبداده الذي ضاقت به البشرية ذرعًا، وساقها إلى المهالك.
فعليكم أيها المثقفون الشرفاء، وعلماء الشريعة، تقع مسؤولية عظيمة، ومهمة جسيمة، وقد بدأت أعناق شعوب الأمة تلتفت متطلعةً لكم، وعيونهم تنظر إليكم، وتنتظر منكم دوركم في التغيير المنشهود.
فما أنتم صانعون، ومتى يسمع صوتكم، ويُرى حراكُكم ؟!!
والله المستعان، وعليه وحده التوكل، هو حسبنا، ونعم الوكيل، نعم المولى، ونعم النصير.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة