حسني اللامبارك.. bon voyage
كتب بواسطة المعتز بالله عبد الله
التاريخ:
فى : المقالات العامة
624 مشاهدة
بينما كان الطاغية التونسي "شين الفارين" ما زال يجوب بطائرته التي فرّ بها بخزيه وعاره كتبتُ خاطرة سريعة سمّيتها "زين الفاسقين bon voyage" .. وها أنا أسابقُ الزمن في كتابة هذه السطور وأغلبُ ظني أن الطاغوت الفرعوني اللامبارك في هذه اللحظات يحاول النجاة بنفسه أُسوةً بسلفه الطريد الشريد الذي لفظه شعبُه ورماه في مزبلة التاريخ، فلم تعد تجد له حسّاً ولا تسمع له رِكزاً.
في هذه العجالة أُحب أن ألفت النظر - من وحي هذه المناسبة المباركة – لبعض النقاط:
أولاً: لا بد من الالتفات لحقيقة ربانية تتجلى في أروع مظاهرها ألا وهي: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)، فالله سبحانه وتعالى هو الذي دلّنا وأرشدنا إلى وجوب مقارعة الباطل وعدم الركون إلى الظلم والطغيان، وفي حال الاستجابة – وفقاً للسنن الربانية - يَمنًّ الله على عباده بالنصر والتمكين.
ثانياً: فهم معنى قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ففيه وجوب التحلّي بالنَّفَس الطويل والصبر الجميل – كما فعل الشباب في مصر – فأنصاف الثورات تقضي على الحرث والنسل وتأتي بنتائج عكسية، وخاصة عندما تتعقد الأمور وتظهر الأُفُق المسدودة بينما يكون - في الحقيقة – الظالم يترنَّح قبل أن يهوي ولكنه يُظهر خلاف ذلك وهذا مصداق قول الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، وقد كادت بعض الجهات – بحثاً عن أنصاف الحلول - تهوي في مطبِّ المفاوضات مع نظامٍ جائرٍ يطالبون بإزالته، ففي الثورات يكون المنطق منطق مغالبة لا منطق مطالبة.
ثالثاً: إزالة الطواغيت مقصد وواجب شرعي، ولكن لا يكفي إزالة رأس الصنم مع ترك جسده، فلذلك المطلوب عدم التراخي بعد رحيل الفرعون الأكبر بل الاستمرار في التغيير الجذري لكل من كان يسانده ويشاركه ويُلمّع صورته وفضح هؤلاء على رؤوس الأشهاد ومحاكمتهم على كلّ ما سبَّبوه من مآسٍ وجرائم للشعب..
رابعاً: أُكرر ما ذكرته في شأن الثورة التونسية مخاطباً بها أهل الثورة المصرية:اربطوا حركتكم هذه بنهج السماء، وليكن شعاركم فيها الله أكبر، وحُداؤكم لا إله إلا الله، وأهزوجتكم: يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي.. أنّا بغير محمدٍ لا نقتدي.
وختاماً:
إن قلمي –واللهِ- لَيَتوق لكتابة أسماء كلّ الحكام الظَلَمة والخونة قبل عبارة bon voyage والتي أقصد بها وبلا شك.. إلى مزابل التاريخ..وليس على الله بعزيز.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن